سورية..إلى أين في ظل مصلحتها القومية ومصالح الحلفاء والأعداء
..بقلمي.أ.أيمن حسين السعيد..الجمهورية العربية السورية…
قوتان لا تقهران أبدا…قوة الله وقوة الشعب..
من أقوال الرئيس السوري الراحل المرحوم حافظ الأسد…
كان له نظرة ثاقبة وبعد رؤى..ووعي..لما يدور في الداخل والخارج وعلى مساحة العالم…واعترف العدو قبل الصديق بذكائه ودهائه…وسياسته..واستراتيجيته..التي جعلت سورية محجا لزيارته..بل وعرفت سورية بالأسد والأسد بسورية..
وبناء على المعطيات..المستجدة في سورية،سواء فيما يسمى بالمناطق الواقعة تحت سيطرة الدولة وشريكيها الروسي والايراني وملحقاتهم بموجب تحالف استراتيجي..
والمناطق الواقعة في الشمال الشرقي من سورية تحت سيطرة قوات سورية الديمقراطية ومنظمتي PYD وPPKفي ظل تحالف استراتيجي مع الولايات المتحدة الأمريكية..وبشكل أقل أوروبي فرنسي بريطاني..تحذره وتخشاه وتصارعه..تركية..وهوما فيه تقاطع مصلحة مع الحكومة السورية وايران والعراق..خشية قيام كيان كردي..يهدد استقرار هذه الدول..وفي الحقيقة الأكراد كأنهم لم يعتبروا ويفهموا الدروس والعبر عبر تاريخ سعيهم لإنشاء كيانهم وذلك بخذلانهم في الماضي من قبل المملكة المتحدة بريطانيا..وفي الماضي القريب بخذلان أمريكا لهم..والحاضر بخذلان ليس أمريكافحسب بل حتى اسرائيل التي عول عليها الأكراد ،وربما يتحالفون مع الشيطان في سبيل تحقيق حلمهم بإقامة وطن كردي لهم..فإرادتهم في هذا المجال جذوتها متقدة عبر التاريخ ولن تخبو شعلتها أبدا..وتقاطع مصالحهم إلى الآن مع أمريكا أو غير أمريكا..لم يحقق لهم مرادهم.
وأما المناطق الواقعة ادلب وأريافها والبعض من ريف حماه الغربي والشمالي تحت سيطرة هيئة التحرير المصنفة تركيا وأمريكيا وروسيا وأمميا بالإرهابية والفصائل ما يسمى الجيش الوطني والجبهة الوطنية للتحرير في أرياف حلب وعفرين..وفي الحقيقة..في هذه المنطقة الوضع معقد جدا..ومعطياته هي كالتالي:
1-سيطرة الهيئة على منطقة ادلب وتوابعها عبر مايسمى هيئة الإنقاذ..التي تنظم وتدير الأمور إداريا والصفة العامة لهذه الهيئة هي كما تدعي الحفاظ على الأراضي المحررة ضد هجمات الدولة السورية وحلفائها والتنظيم الإداري من محاكم وشرطة وتنظيم وتسجيل السيارات وووو
وجباية الضرائب..من السكان الأصليين الذين اضطروا للبقاء في أرضهم وبيوتهم ورزقهم ومنازلهم مخافة الاستيلاء عليها..من الغير..ولضعف الحيلة وكثرة العوز والفاقة بعد حرب وأزمة امتدت حوالي تسعة سنوات..ومعظمهم..نظرتهم للأمور..هي التسليم بأقدارهم إلى الله..بعد أن ضاقت بهم السبل..فالأغلبية منهم لم يتورط ولم يتمرد على كلا الطرفين أي الدولة السورية الفصائل التي تجابهها وتواجهها..ويعانون الأمرين من كلا الطرفين..لضعف حيلتهم وإمكانياتهم..فهم ينشدون لقمة العيش والعيش بأمان وسلام..وهم مابين مطرقة القصف الجوي..وسندان..أمنيات..الهيئة..بالإضافة إلى أنهم يئنون تحت وطأة جباية هيئة الإنقاذ الضرائب منهم كالكهرباء والماء التي لاتعمل الهيئة على إصلاحها وضخها للبيوت..بل تركت الأمر سيان فكثر حفر الإبار وبيع المياه للناس..مما اقتضى بفرض نسبة على أصحاب الآبار لصالحها ناهيك..عن ضرائب الحراسة على المحلات التي تتراوح مابين ألف وخمسة آلاف شهريا..حسب المصلحة والمحل..فالسمان مثلا ألف ليرة سورية..والصيدلي 3 آلاف والصائغ 5 آلاف..الخ..بالإضافة إلى فرضها مايسمى الزكاة على أصحاب الأرزاق والأراضي من محاصيل وآخرها زكاة الزيتون كحب وكزيت…وكثير من الأمور التي تقع على كاهل هذا المواطن من غلاء المحروقات ومادة الغاز…الخ الخ..
2-وجود فصائل مايسمى الجيش الحر والمعارضة..ومنها ماهو توجهه بالغالب إخواني..وتركي…ودعمها وتمويلها مائة بالمائة تركي.
3-في الريف الشمالي للاذقية وريف ادلب الغربي وجود فصيل مايسمى حراس الدين القاعدي الهوى..قيادات ومعظمه من أهل المنطقة نفسها..
4-النازحون..البالغ عددهم بلا احصائيات مايقارب 3مليون نسمة..بالاضافة الى سكان هذه المنطقة البالغ عددهم حوالي المليون..كثير من يظن أن النازحين هم فقط من لم يوقع مصالحة مع الدولة السورية..وهذا خطأ..ففي ادلب مثلا سكان عشائر من دير الزور والحسكة والرقةكانت موالية للدولة تعرضت للقتل والتهجير من قبل تنظيم الدولة الإسلامية واضطهاد..قوات سورية الديقراطية.
ويوجد نازحون عراقيون منذ ماقبل الأزمة السورية وزاد عددهم بعد هروبهم أيضا من بطش تنظيم الدولة الاسلامية وقوات الحشد الشعبي..
ويوجد نازحون من حمص وأريافها..معظمهم معارضون للدولة ومنهم من هرب من مذابح داعش
ومن دمشق وأريافها ودرعا وأريافها…ومن كل سورية تقريبا.
ومن يحمل السلاح في وجه الدولة لا يتجاوز المائة ألف..ومثلهم لم يصالح الدولة السورية..ومن لا علاقة لهم ولا حول ولا قوة هم الأغلبية ومن يذهب إلى مناطق الدولة السورية يتم الاستيلاء على بيته وأرزاقه فورا…ولذلك بقي معظمهم بغية المحافظة على بيوتهم وأرزاقهم مخافة الاستيلاء عليها وعليه سندانهم بين مطرقة حكومة وطنهم ومطرقة المسلحين..حقيقة..والأغلبية لاتريد إلا ترسو هذه الأحداث على بر أمان وسلام..هذا إن لم تزهق أرواحهم..بسبب الصراع الدائر مابين الفصائل المسلحة والدولة السورية…وإذا مارأيت البعض يتجه نحو الحدود التركية..فبسبب ارتفاع آجار المنازل في منطقة سيطرة الدولة وغلاء المعيشة والخوف من تجنيدهم في الجيش السوري مخافة جرهم إلى هذه الحرب التي يرووونها جنونا وحماقة حقيقة على حد زعمهم.
يضاف إليها المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش الوطني والجبهة الوطنية للتحرير عفرين وتوابعها ومايسمى بقوات درع الفرات وغصن الزيتون التركية التمويل والتسليح والدعم ضد الفصائل الكردية وقوات سورية الديمقراطية.
أما بالنسبة إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة الدولة فبالإضافة أيضا إلى احتوائها على كافة السكان من مختلف المدن والمناطق السورية وخاصة الموظفون ومن يعملون في الجيش السوري..فهم أيضا معظمهم نازحون من مناطق سيطرة المسلحين..قسد..في المناطق الشمالية الشرقية من سورية ومن مناطق سيطرت عليها سابقا داعش ومن مناطق الشمال الغربي من سورية ادلب وأرياف اللاذقية وحلب وحماه..وهم يعانون الأمرين من ارتفاع أجرة البيوت كونهم نازحون وغلاء المعيشة في ظل ارتفاع الأسعار والدولار مقابل الدولار..وخاصة الخضار والفواكه والخضار وذلك لنقص في هذه المواد المعيشية في ظل سيطرة قسد على معظم سلة سورية الغذائية وسيطرة الفصائل المسلحة على قسم كبير من سهل الغاب والروج سلة سورية من الخضروات..واكتفاء ذاتي لأهالي هذه المناطق المسيطر عليها من قسد والفصائل المسلحة وعدم وجود تصريف الى تركيا لعدم وجود شهادة المنشأ وإلى مناطق الدولة لطول الطريق الذي ربما يستغرق مثلا للوصول إلى حماه من ادلب 23 ساعة أو مايقارب يوما كاملا..مرورا بحلب.بسبب سيطرة الفصائل المسلحة على طريق حلب حماه دمشق n5وحلب اللاذقية n4وعدم وجود برادات للفاكهة والخضرة في ظل ارتفاع أسعار المحروقات فلوصول التين من ادلب مثلا طازجا كان يصل حماه أو حلب أو اللاذقية في زمن قياسي كساعة أما الآن فإنه معرض للتلف لاستغراق الطريق من ادلب الى تلك المحافظات يوما كاملا..ونرى في منطقة سيطرة الدولة السورية
1-ضغطا اقتصاديا..بسبب العقوبات الأمريكية والأوروبية على الدولة والحكومة السورية.
2-ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية ممايعاني منه الموظف الذي يئن تحت وطأة ارتفاع الأسعار مع ارتفاع سعر الدولار.
3-طغيان الفساد..والفاسدين في ظل الاستنزاف المترتب من حرب الدولة على الفصائل المسلحة في مناطق مايسمى روسيا مقاطعة ادلب واستنزاف روسيا وايران لميزانية الدولة بسبب تكاليف هذه الحرب.
4- غياب رؤى استراتيجية سورية بحتة ومحضة سواء على المستوى الداخلي والخارجي في ظل تحكم روسيا وايران بسياسات الدولة وفق مصلحتهما ورؤيتهما بغض النظر عن مصلحة الوطن والمواطن السوري مع بروز تنافس ايراني روسي للسيطرة على مفاصل الدولة العسكرية والاقتصادية والاستراتيجية ومواردها كذلك..وتواطؤ روسيا مع اسرااائيل لضرب معسكرات ومواقع الحرس الثوري الايراني وميليشياته ومواقع حزب الله اللبناني…سواء بقصف جوي أو غيره..
5-في ظل هذه المعطيات لن تكون دفة سفينة الوطن بيد ربان واحد واتجاه واحد..وربما في لحظة يكون التوجيه خاطئا مما ينذر بالكارثة فالأمور ليست على مايرام وذلك بسبب..
1-افتقار الدولة وحرمانها لمعظم مواردها وثراوتها وخاصة النفط تحت سيطرة قسد واشراف الأمريكان وحرق قسد لمعظم محاصيل الجزيرة السورية من الحبوب ومنع قسد معظم السكان العرب من استثمار أرزاقهم وقيامهم بعملية تطهير عرقي بتهجير العرب والإستيلاء على منازلهم وأراضيهم ،وحرمان الدولةمن ريع موانئها البحرية والبرية ومعابرها الحدودية كالترانزيت مثلا..وعدم استفادتها من طريقي حلب اللاذقية ودمشق حلب الذي يصل اوروبا وتركيا بالخليج..والعراق..بسبب سيطرة الفصائل المسلحة عليهما وهذا مايفسر الحملة التي يقوم بها الجيش السوري وحلفاؤه روسيا وايران على ادلب لوجود هذين الطريقين في جغرافيتها.
2-في ظل ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية يستدعي من الحكومة السورية للصمود اتخاذ تدابير علاجية فورية وتدابير اقتصادية عاجلة كتأميم مثلا شركات الاتصال الخاصة..وجعلها عامة حكومية يعود ريعها للدولة..وليس للقطاع الخاص وتأمين وضخ قطع النقد الأجنبي في البنوك وتأمين وتشجيع مصداقية الاستثمار بكل أنواعه من غير تدخل من السلطات وذوي النفوذ وذلك لجذب الرساميل وخاصة الخليجية التي تحسنت علاقاتها مع الدولة السورية وأعادت بعضها وستعيد بعضها الآخر فتح سفاراتها في دمشق.
3-الوصول لحل صيغته تنتهي إلى فتح الطريقين 4 و5 وذلك يساعد في تحسين الوضع..والحركة الاقتصادية في ظل العقوبات الأمريكية والأوربية.
4-الضرب بيد من حديد بالفساد والفاسدين الذين يستثمرون في دماء أبناء الوطن من الفقراء وشهدائه بوضع يد الدولة واطلاق يدها على أرزاقهم وأموالهم..وقيام مجلس الوزراء السوري..بتخفيض رواتب وميزات وزرائه وتخفيض ميزانيات الوزارات إلى الحد الأدنى واتباع سياسة التقشف..والمحاسبة وهدر المال العام.وهذا برأيي مستحيل بسبب استشراء شبكة الفساد والفاسدين وتعاظمها في ظل الأزمة السورية وسيستميت الفاسدون من أجل المحافظة على مكتسباتهم غير آبهين بمصلحة وطنهم إن انهزم في معركته أم انتصر.
5-وجوب اعتماد الدولة في هذه الظروف على الوطنيين الحكماء النزهاء والخبراء الشرفاء وتقديمهم حلولا تتناسب وحجم الأزمة والوضع..وخاصة بما يخص الأمر الداخلي السوري ووجوب تقديم تنازلات مؤلمة من قبل الطرفين الحكومة والمعارضة وإلا فإن الجميع فسيغرق بسبب العناد وعدم التنازل.فالعناد..للطرفين..تاريخيا ومنطقيا وتجارب سابقة كانت نتيجته التفاقم في المشكلة والندم حتما وهذا يحتم عليهم تحكيم العقل.
5-التقارب..وتشجيع سياسة المصالحة والمشاركة والمصارحة بضمانات مكتوبة فيما بين الأطراف وليكن الضامن ميثاق شرف يكفله مجلس عشائر سوري من كافة الأطياف والمكونات.ثم الشروع بعملية الافراج عن المعتقلين وإصدار عفو عام والاتفاق على حل سوري سوري..بامتياز بعيدا عن تدخل كافة الدول الفاعلة على الساحة السوريةمثل تركيا وروسيا وايران وأمريكا..وانتزاع القرار من يد تلك الدول وجعله قرارا سوريا غير مرتهن سياديا يصب في مصلحة الأمن القومي والوطن والشعب السوري..وتفعيل عمل السياسة الخارجية والسفارات عبر زيارة السفراء ووزير الخارجية السورية للمهجرين والمهاجرين والنازحين في دول اللجوء وتشجيعهم على العودة بصيغ ضامنةآمنة وذلك من أجل الحصول على أموال المانحين من أجل إعادة إعمار سورية.
6-الابتعاد عن سياسة اتخاذ الوطن منصة لتجاذب العداء مع الغير وتحييد وتجميد الصراع مع اسرائيل في الوقت الحالي في ظل الضعف والوهن والتفكك على كافة المستويات..وعدم عرض واستعراض عضلات الغير على أرض الدولة السورية في صراعات لا ناقة فيها ولا جمل…ولبنان واليمن خير مثال..
7-تركيز الاهتمام على بناء وطن يتسع للجميع وتغيير المناهج
التربوية كافة بما يتناسب مع علاج نفسي للخروج من الآثار التي ترتبت جراء الأزمة السورية بما يعزز المحبة والإلفة والثقة والسلام والأمان حقيقة ليعيش جميع أبنائه بأمن وكرامة وإلا فالوضع لا يغرن احد أو يتوهم أنه سيسير نحو الأفضل واتحداكم أن يسير نحو الأفضل إن لم يكن التوافق والحل سوريا سوريا فلا حلول الأمم المتحدة ولا امريكا ولا روسيا ولا ايران ولا تركيا ستقدم لنا علاجا يشفينا بل علاجا ودواء يزيد في صحتها على حساب دمنا وخيرات وموارد وطننا.
8-الغاء ما يسمى الأفرع الأمنية..والإبقاء على شعبة المخابرات العامة بما فيها الخارجية..والشرطة الداخلية كافيةلحل أمور الناس..كجهاز تنفيذي لجهاز القضاء العادل المستقل..وليس كالقضاة الذي كنت على قرب واطلاع على أمورهم في مختلف أنحاء سورية فقد كان فاسدا وغير عادل.
الوضع متأزم حسب قراءتي..وحدسي وبناء على المعطيات الدولية والوطنية وعلى أرض الواقع فالجهات الدولية تضعنا نحن السوريون في مسبح كسجن مسقوف وحنفيات مياهها مفتوحة ومستوى المياه وصل إلى مصدري عيشنا وتنفسنا الفم والأنف وإن لم نفتح فتحة في سقف المسبح السجن أو يقطع الله بأعاجيبه ومعجزاته مياههم التي ستودي بنا كلنا إلى الموت والهلاك والغرق فحتما سنهلك صدقوني فكونوا رجالا يسطر التاريخ حروف اسمهم بماء الذهب..وذلك بالعمل لمصلحة سورية أولا..وأمنها القومي والمحافظة عليها من التفتت والتقسيم والانهيار وهذا ما كان يجب أن يكون منذ بداية الأحداث..حقيقة..ولكن شاء الله وما قدر فعل.
بقلمي:أ.أيمن حسين السعيد..ادلب..محمبل ..الجمهورية العربية السورية.