سوريا بين الصمت الرسمى الغائب إلى لصوصية التقسيم .
بقلم الكاتبة / أميمة العشماوى .
ماحدث فى شمال شرق سوريا ومازال يحدث من تطورات متلاحقة بين إنهاء
مسار وفتح مسارا آخر مايمثل فى الواقع إلا صورة واقعية للحالة التى يمر
بها النظام الدولى بأكمله فسياسات الدول الكبرى وتوابعها من القوى
الإقليمية لم تستقر بعد فهى مازالت بين التعاون تارة والتباعد تارة أخرى وبين
الرفض ثم القبول ثم التنسيق ثم المواجهة بل فى معظم التطورات يبد
أن الصوت السورى الرسمى غائبا نسبيا معتمدا على أن روسيا تدافع عن
الحقوق السورية
أيضا كانت تلك التحولات الدرامية الأمريكية فى سوريا واحدة من عناصر
إستمرار الأزمة السورية والأكثر من ذلك كانت أحد محركات تقسيم سوريا لذلك
أصبحت تلك التحولات الأمريكية المتلاحقة وبكل ما أنتجته وتنتجه من
تقلبات فى موازين القوى فى الشمال السورى وما تعكسه من تناقضات أمريكا
تجاه الأزمة السورية تدفع إلى المزيد من تعقيد الحالتين الميدانية والسياسية
تكشف جنا إلى جنب إلى أى مدى أن الأداء الأوروبى بما فى ذلك الناتو هو
أداء باهت لاتأثير له رغم أن مايجرى فى سوريا ذو صلة وثيقة ومباشرة بأمن
أوروبا وهذا مايعرضها لإبتزاز تركيا الدائم بشأن فتح الحدود أمام تدفق
مئات الآلاف من اللآجئين السوريين إلى الأراضى الأوروبية وهو مايشكل هاجسا
لدى كل القيادات الأوروبية وهو مايفسر صمت أوروبا إزاء التجاوزات التركية
بداية من غزودولة واحتلال أراضيها بقرار منفرد دون الرجوع إلى الناتو
واستخدام أسلحة محرمة ضد السوريين والقيام بعمليات تهجير قسرى
بهدف تغير التركيبة السكانية فى أجزاء متعددة من شمال سوريا مما يعد ذلك
من جرائم الحرب التى تستدعى عقوبات دولية صارمة .
فى النهاية تبدو كل هذه الدلالات ليست غائبة عن قيادات أوروبا والناتو ومع
ذلك يبدو أن هذان الكيانان عاجزين عن التصرف أو الوقوف أمام مغامرات
الرئيس التركى وهذا مايؤكد أن الفتور الأوروبى ومن قبل الناتو يؤكد أن أوروبا
ليست مؤهلة بعد لدور قيادى ينهى الأزمة السورية وهذا ماجعل الهيمنة
التركية على مساحة أرض فى الشمال السورى بقبول روسى أمريكى إيرانى
بما فيها أهلها والمحصلة النهائية تقسيم سوريا وفق خرائط نفوذ دولية وإقليمية
والعالم فى موقف المتفرج .
زر الذهاب إلى الأعلى