سوء الظن بالناس : أصحاب القلوب المريضة "
سوء الظن بالناس : أصحاب القلوب المريضة “
أحمد حامد عليوه
قال فضيله الشيخ /اسامه حسن موافي مدير عام أوقاف رأس سدر
فالشخص السيئ يظن بالناس السوء ، ويبحث عن عيوبهم ، ويراهم من حيث ما تخرج به نفسه .
أما المؤمن الصالح فإنه ينظر بعين صالحة ونفس طيبة للناس يبحث لهم عن الأعذار ، ويظن بهم الخير .
” وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتبِعُونَ إِلا الظن وَإِن الظن لَا يُغْنِي مِنَ الْحَق شَيْئا ”
(النجم : 28)
وعليه فلا يجوز لإنسان أن يسيء الظن بالآخرين لمجرد التهمة أو التحليل لموقف ، فإن هذا عين الكذب ” إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ”
[ أخرجه البخاري ومسلم ، الترمذي 2072 ]
وقد نهى الرب جلا وعلا عباده المؤمنين من إساءة الظن بإخوانهم :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ )
[الحجرات : 12]
روى الترمذى عن سفيان : الظن الذى يأثم به ما تكلم به ، فإن لم يتكلم لم يأثم .
وذكر ابن الجوزي قول سفيان هذا عن المفسرين ثم قال : وذهب بعضهم إلى أنه يأثم بنفس الظن ولو لم ينطق به .
وحسن الظن راحة للفؤاد وطمأنينة للنفس وهكذا كان دأب السلف الصالح رضي الله عنهم :
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
” لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا ، وأنت تجد لها في الخير محملا ً”.
قال ابن سيرين رحمه الله:
” إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرا ، فإن لم تجد فقل : لعل له عذرا لا أعرفه “.
إن إحسان الظن بالناس يحتاج إلى كثير من مجاهدة النفس لحملها على ذلك
خاصة وأن الشيطان يجرى من ابن آدم مجرى الدم ولا يكاد يفتر عن التفريق بين المؤمنين والتحريش بينهم .
وأعظم أسباب قطع الطريق على الشيطان هو إحسان الظن بالمسلمين .
عن أبى هريرة قال. قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم :
حسن الظن من حسن العبادة