سنوات مفقودة من تاريخ الإسلام
كتبت : إيمان العادلى
أود أن الفت عناية كل من يقرأ هذا الموضوع أني لا أقصد الإساءة أو الإهانة لكائن من يكون وتحديدا المشايخ والفقهاء باختلاف مكانتهم ،إنه بحث موضوعي
علمي تاريخي يطرح أسئلة ويحتاج إلى الإجابات الواضحة التي لا تقبل الشك
على قدر ما سوف أطرحه من أسئلة وعلامات استفهام غاية في الأهمية من وجهة نظرى
الموضــــــوع
يستند السواد الأعظم من المسلمين في أحاديث الرسول (ص) إلى مراجع وكتب كصحيح مسلم والبخاري والترمذي وغيرهم استنادا رئيسيا كاملا لا يقبل التشكيك وفق مايعتقدونه.. فلننظر للحقائق التاريخية هذه ..
انتقل النبي (ص) إلى جوار ربه سنة 11 هجرية.
1- صحيح البخاري : مؤلفه هو محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه الجعفي الملقب بالبخاري .وسمي بالبخاري نسبة لأصل ومكان مولده
في مدينة بخارى في خراسان الكبرى ( أوزبكستان حاليا ) ،ولد سنة 194 للهجرة وتوفى في 256 للهجرة ( عمره 62 سنة ) …ولد بعد وفاة النبي بـ 183 سنة ؟
2- صحيح مسلم : مؤلفه هو أبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري المولود في مدينة نيسابور في بلاد فارس سنة 206 هجرية .وتوفى بها سنة 261 هجرية ( عمره 54 سنة ) ولد بعد وفاة النبي بـ 195 سنة ؟
3- سنن النسائي : مؤلفه هو أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن بحر بن سنان النسائي ،المولود سنة 215 هجرية في مدينة بنساء .وهي بلدة مشهورة بـ خراسان ( أوزباكستان حاليا ) ،وتوفي في مدينة الرملة بفلسطين سنة 303 هجرية ( عمره 88 سنة ) ولد بعد وفاة النبي بـ 204 سنة ؟
4- الترمذي : مؤلفه هو محمد بن عيسى بن سَوْرة بن موسى بن الضحاك السلمي الترمذي الملقب بأبو عيسى الترمذي ،المولود في ترمذ وهي مدينة جنوب أوزبكستان المولود سنة 209 هجرية والمتوفى سنة 279 هجرية ( عمره 70 سنة ) .ولد بعد وفاة النبي بـ 198 سنة ؟
5- ابن ماجه : مؤلفه هو عبدالله محمد بن يزيد بن ماجة الربعي القزويني المولود في بلاد فارس سنة 209 هجرية وتوفي في رمضان سنة 273 هجرية ( عمره 64 سنة ) .ولد بعد وفاة النبي بـ 198 سنة .
هؤلاء السادة من أهم مراجع أسس الحديث لدينا ،وهم من يعتقد انهم الأصدق نقلا وهم من اجمع عليهم كل علماء الأمة على حقيقة وصدق نقلهم وتوثيقهم لكل أحاديث الرسوا (ص) .وجميعهم ليسوا عربا .. ولا أقصد التشكيك بعقيدتهم لكنهم ليسوا عربا اي لم يولدوا في أرض الجزيرة العربية أصل ومنبع الإسلام …
حسنا لننظر الآن للأهم ؟
هل تستوعبون ماذا تعني أرقام ( 183 و 195 و 204 و 198 ) من السنوات في الحياة البشرية ؟ فقد حدد علماء الأحياء الفترة الزمنية لـلجيل ب33 سنة ،بمعني ان الفاصل بين وفاة النبي وظهور مؤلفي الأحاديث هؤلاء هو 6 أجيال … فالزمن يتطور والبشر يتغير زائد التحولات الشخصية لرواة الحديث التي لا يمكن الوثوق فيها ،ومن دوام اتزانها أو استمراريتها … بمعنى ربما يكون في هذا اليوم عاقلا وغدا مجنونا أو اليوم فاسقا فاجرا وغدا ربما قد يتحول الى
إنسان ورع وتقي … وأصل البشر مذنبون وخطاؤون يصيبون ويخطؤون ،يجمعون ما بين الخير والشر والصواب والخطأ والحسنات والسيئات وليسوا ملائكة معصومين منزهين إذن موضوعنا وأصل الخلاف هو وجود أكثر من 6
أجيال وسنوات ،وهي حقبة زمنية مفقودة لا أحد يعلم عنها شيئا وغير ثابتة بالأدلة والبراهين العلمية التي لا تقبل الشك أو اللبس … وحتى أكون دقيقا
فإن البخاري ومسلم والنسائي والترمذي وابن ماجه ،جميعهم لم يروا ولم يعرفوا ولم يعايشوا بل لم يولدوا أصلا في عهد الرسول او في عهد صحابته او حتي في عهد تابعيهم .
1- أبو بكر الصديق – حكم من 11 هـ إلى 13 هـ = 632م
2- عمر بن الخطاب – حكم من 13 هـ إلى 23 هـ = 634م
3- عثمان بن عفان – حكم من 23 هـ إلى 35 هـ = 644م
4- علي بن أبي طالب – حكم من 35 هـ إلى 40 هـ = 661م
5- معاوية بن أبي سفيان : 41 – 60هـ = 661 – 680م
6- يزيد الأول بن معاوية : 60 – 64هـ = 680 – 683م
7- معاوية الثاني بن يزيد : 64هـ = 683 – 684م
8- مروان بن الحكم : 64 – 65هـ = 684 – 685م
9- عبد الملك بن مروان : 65 – 86هـ = 685 – 705م
10- الوليد الأول بن عبد الملك : 86 – 96هـ = 705-715م
11- سليمان بن عبد الملك : 96- 99هـ = 715 – 717م
12- عمر بن عبد العزيز : 99- 101هـ = 717 – 720م
13- يزيد الثاني بن عبد الملك : 101 – 105هـ = 720 – 724م
14- هشام بن عبد الملك : 105-125هـ = 724 – 743م
15- الوليد الثاني بن يزيد الثاني ( قتل ) : 125-126هـ = 743 – 744م
16- يزيد الثالث بن الوليد الأول : 126 – 126هـ = 744م
17- إبراهيم بن الوليد الأول ( قتل ) : 126 – 127هـ = 744م
18- مروان الثاني بن محمد ( قتل ) : 127 – 132هـ = 744 – 750م
19- عبد الله بن محمد – السفاح أبو العباس : 132هـ – 136هـ = 750م – 754م
20- عبد الله بن محمد – أبو جعفر المنصور : 137هـ – 158هـ = 754م – 775م
21- محمد بن عبدالله – أبو عبد الله – المهدي : 158هـ – 169هـ = 775م – 786م
22- موسى بن محمد – الهادي : 169هـ – 170هـ = 786م – 787م
23- هارون بن محمد – هارون الرشيد : 170هـ – 193هـ = 787م – 809م
24- محمد بن هارون – الأمين : 193هـ – 198هـ = 809م –
البخاري ومسلم والنسائي والترمذي وابن ماجه ،جميعهم لم يروا ولم يعرفوا ولم يعايشوا كل الخلفاء الراشدين وخلفاء المسلمين وولاة أمورهم !!! بل لم يولدوا بعد ولم يولدوا حتى في الجزيرة العربية … إذن من أين جاؤا بأحاديث النبي الرسول .. ؟ وما هي مصادرهم ومراجعهم ؟ ومن هم شهودهم على كل حديث ؟ وأين هي وثائقهم التي خطوها بأياديهم بأصلها ؟ بمعنى ان تأتي بـ200 أو 300 أو 500 حديث ،فيجب أن يقابلهم نفس الرقم بمخطوطات أصلية فأين هي تلك المخطوطات ؟ إنه دين وعقيدة وشريعة وليست وجهات نظر نختار منها ما يحلوا لنا ونترك منها ما لا تهواه قلوبنا ؟
أين هي خطب الجمعة ؟
لن أقول أن الرسالة استمرت 21 سنة بل سأقول وسأفترض أنها فقط 10 سنوات ولنحسبها … الشهر فيه 4 أسابيع فيه 4 أيام جمعة × السنة 12 شهرا = 48 × 10 سنوات = 480 خطبة جمعة … من المفترض أن تكون موجودة في كتب البخاري ومسلم وغيرهم فأين تلك الخطب فهل من المعقول ان كتب البخاري ومسلم وغيرهم جاءت بآلاف الأحاديث العامة والشخصية التي نسبت للنبي ولم تستطع او ضعفت وعجزت عن سرد خطب الجمعة ولا خطبة واحدة انه فعلا امر غريب
الأسئلــــــــــــــة
1 – اين كتبة الرسول (ص) وأين ما خطته أيديهم ..؟
2- أين ما كتب ونقل عن آل البيت جميعا ؟..؟
3- أين ما كتبه صحابة الرسول .. ؟
4- أين الحفظة والثـقاة من شخصيات الصحابة والتابعين العرب ؟
5- هل رجال الدين عقدوا صفقات مع الخلفاء على حساب الدين ؟
6- هل العهد الأموي الغير مستقر كان السبب بحجب تلك الأحاديث أو تزويرها ؟
7- من حرق أو أتلف المخطوطات الأصلية للأحاديث والسيرة بدقتها وبشهودها ؟
8- من كانت له مصلحة حجب الحقائق .. ؟
9- هل صراع الأمويين مع خصومهم وغيرهم كان سبب ذلك الحجب ..؟
10- لو لم تجدوا مؤلفات البخاري ومسلم أمامكم فماذا ستكون حياتكم في أيامكم هذه ؟
11- من له مصلحة بأن يستبعد القرآن الكريم ويستبدله بالأحاديث النبوية التي تقولت على النبي وجاءت بتحريم ما لم يحرمه رب العالمين أصلا في كتابه ؟
أيعقل أن أمة الاسلام من بعد وفاة الرسول (ص) بأكثر من 6 أجيال ،وبأكثر من 183 سنة وبعد أكثر من 24″ خليفة ” للمسلمين انه لم يوجد تجميع للأحاديث ؟ حتى جاء مسلمون وغرباء عن ثقافة العرب وخصائصهم من خراسان وبلاد فارس حتى يعلموا المسلمين عن كل ما نقل عن الرسول وكأنه لم يوجد من آل البيت ولا الصحابة ولا الثقاة ولا الكتبة .. وكأن أمة العرب التي خرج الاسلام من رحمهافي الجزيرة العربية كانوا كلهم أمواتا
نريد أن نعرف الحقيقة عن حقبة 6 أجيال و 183 سنة ،ماذا حدث فيها وأين كل ما كتب يدويا عن الرسول .. ؟ لا تقبل بالشك ولا باحاديث ظنية ورواة مجهولين وأغلبها وجهات نظر شخصية مع التنبيه والتذكير أن الكثير من مخطوطات وآثار الحضارات السومرية والبابلية والفرعونية التي تعد أهم حضارات عرفتها البشرية لا تزال قائمة إلى يومنا هذا رغم آلاف السنين التي تفرقنا عنهم ، رغم أن عهد الرسول جاء بعدهم بفاصل زمني كبير وهو اقرب لعصرنا نسبيا فاغلب وثائقه مفقودة
أفيدونا يامن يسمون أنفسهم بعلماء الأمة هل هناك مؤامرات وسرقات وخيانات تمت على الدين نفسه من أهل الإسلام أنفسهم ؟ .. لأننا ما قرأنا يوما أن الروم أو التتار أو المغول أو الفرس أو كائن من يكون قد غزا مكة اوالمدينة واحتلهما احتلالا ولا حتى ليوم واحد في حين ان خلفاء مسلمين عرب دمروا الكعبة وقتلوا صحابة الرسول وتابعيهم
فإن كانت هناك خيانات ومؤامرات وسرقات وإتلاف وحرق متعمد لأحاديث النبي فالامر يجب ان يفضح مع العلم ان المخطوطات الأصلية للأحاديث غير موجودة ولم يجري الحديث عنها في اي مرجع فهل هذا يعني أن كل كتب البخاري ومسلم والنسائي والترمذي وابن ماجه كتب لا يعتد بها وغير موثوقة وربما هي مزورة أو تم تحريفها باب الإحتمالات في هذا الموضوع مفتوح على مصراعيه … وإن كنتم تخافون يامن تدعون انفسكم بعلماء الأمة من أن الأمة قد تفتن أو يفلت زمام أمورها من بين أيديكم اذا عرفوا الحقيقة فهذا عذر أقبح من ذنب فلا يجوز بأي حال من الأحوال ومهما كانت الأسباب والمبررات بأن نتقول على رسول الله عليه الصلاة والسلام ونأتي بأحاديث غير مؤكدة المصدر ودون سند تاريخي مادي وحقيقي وبالتالي فالأمر قد لا يخلوا من التزوير والتحريف مثلما تم تزوير حقائق تاريخية إسلامية كثيرة وسرد قصص كاذبة وخيالية لا نعرف مصدرها الحقيقي وهذا ليس بموضوعنا ؟
وبما أنني مسلمة موحدة يؤرقني أن أعرف الحقيقية كاملة وهذا حقي الفكري والمنطقي والشرعي ماذا حدث في 183 سنة الغائبة ؟
المصدر
الدكتور نزار الحيدري