سلوك ومنهاج المسلم في رمضان وكيف نحياه ؟(1)
محمد سعيد ابو النصر
– رمضان فرصة ذهبية
إن رمضان فرصةٌ ثمينةٌ لا تعوَّض، ولحظةٌ من اللحظات الذهبيَّة في حياة المسلم، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ فَرَضَ
اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ ، وَتُغَلَّقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ ، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ
الشَّيَاطِينِ ، لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ. فهنيئًا لمن أدرك
رمضان، وبُشرى لمن بلَّغه اللهُ رمضانَ، قال ابن رجب: “كيف لا يُبشَّر المؤمنُ بفتح أبواب
الجنان؟! كيف لا يبشر المذنب بغلق أبواب النيران؟! كيف لا يبشر العاقل بوقت يُغَلُّ فيه
الشيطان؟! من أين يشبه هذا الزمانَ زمان؟!”.
حال أمتنا في رمضان
أمتنا في رمضان مشغولة بالمسلسلات والأفلام ، فقد تحول شهر رمضان إلى شهر
التمثيل والعري ، تحول الى شهر يعرض المجون باسم الفن ، ومهمة هذا الفن العبث
بأخلاق المسلمين واتلاف شهر رمضان الكريم؟
أمتنا في رمضان مشغولة بشراء الياميش والعصائر والفوانيس؟! وتعليق الزينات في
الشوارع والأنوار؟ والقلوب مظلمة والنفوس يعلوها الكآبة والصدأ
ونحن لا نمانع بشراء الطعام والشراب لكن في حدود المسموح به والمعقول ، وبعيدا عن الاسراف والتبذير
أمتنا في رمضان مشغولة بتوفير أصناف المأكولات والمشهيات! وبتجهيز المطابخ وصالات الطعام لحشو البطون واغتيال العقول !
أمتنا في رمضان مشغولة بحشد جيوش المسلسلات والأفلام وبرامج المقالب والفوازير الخادشة للحياء؟ – في شهر الحياء – شيء عجيب كأن أهل الفن والغواية يصممون مع
عقد النية والإصرار على أن يضيعوا على المسلمين رمضان ويغتالون الصيام والقيام على أعتاب السهرات الرمضانية وأمام القنوات الفضائية ؟ ينزعون بركة رمضان بما يأتون من مغريات ومشهيات جنسية والنفس البشرية
تميل للمعصية، والطاعة محفوفة بالمكاره والمعصية محفوفة بالشهوات، ! فهل يمكن أن نقف يدًا واحده في وجه هذا الإعلام الرديء ،سيء السمعة والانتماء؟ ونقاطع الفن الهابط والمسلسلات المسفة عربية كانت أم أجنبية ونلبي نداء الرحمن وحديث الرسول :
” يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ ” هل يمكن أن نغلق الباب على الاسفاف الإعلامي حتى نحفظ للأمة سواعدها من الشباب والشابات أم نتركهم “لمستنقع التخلف والجهل والبلطجة وانتشار الفجر والعربدة ويكون الجزاء من جنس العمل الغلاء والبلاء والصريخ والبكاء.
متي نحترم شهر رمضان شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران الشهر الذي قال عنه رسول الله : (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)، (مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) وكيف تصوم وتقوم رمضان إيماناً واحتساباً
وقلبك معلق بالمسلسلات والأفلام، بحجة تسلية الصيام ، إن البعض يستعجل في صلاة التراويح من أجل ألَّا يفوته الاستماع للمسلسل أو البرنامج الفلاني؟! شيء يندى له الجبين!!!لو جاءكم ضيف عزيز لم يزركم منذ عام فماذا أنتم له فاعلون؟ وشهر رمضان
شهر مبارك بنص الحديث: ( قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ شَهْرٌ مُبَارَكٌ ) يزورنا مرة واحدة كل عام، فماذا أعددتم له؟! (ورمضان إلى رمضان كفارة لما بينهم ما لم ترتكب الكبائر)
اختيار المشاهدة
إذا أردت أن تشاهد وتسمع فعليك أن تحدد ماذا تشاهد مما هو معروض عليك ،وعليك أن تختار ما يصلح دينك ودنياك وما ينفعك في أخراك “أتمنى أن نحترم شهر القرآن شهر التسابيح شهر الغفران شهر العتق من النيران قال تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (32)} [الحج: 32]
رمضان ليس للإسراف
“يجب أن نبتعد عن العادات التي حولت رمضان إلى شهر الملذات الخاصة والأطعمة الخاصة والبرامج الترفيهية الخاصة، لأن ذلك يفضي إلى إفراغ الصيام من مضمونه، وإن كانت التوسعة غير ممنوعة ولا مكروهة، ولكنها عندما تتجاوز حدها إلى السرف الذي يجعل الصيام بالنهار مجرد توطئة لتشويق البطن لما سيأتيها من الأطايب وأصناف
الطعام والشراب يصير الصيام شكلاً بلا مضمون وجسداً بلا روح، نحن بحاجة إلى أن نستفيد من رمضان أقصى ما يمكننا ذلك، ونحن بعون الله قادرون على ذلك إن أردناه،
– رمضان موسم الخيرات، ومَغْنم الطاعات
أيها الإنسان :أقبل عليك شهر رمضان موسم الخيرات، ومَغْنم الطاعات، وشاهد لمن أَحسَن في صيامه، وحافَظ على قيامه، فحق علينا أن نَستبشِر بقدومه، ونَفرح به، ونُعِدَّ أنفسنا إعدادًا تامًّا لمقابلته بما ينبغي من ترحيب وتكريم، وعمل صالح وخير عميم، وخيرُ ما نَستقبل به هذا الشهر الكريم هو توبة صادقة نصوح نُطهِّر بها أنفسَنا من المعاصي
والذنوب، ونلجأ بها إلى علام الغيوب، ونتخلَّى عن الهمم الدنيَّة، ونتحلَّى بالصفات الفاضلة العَلِيَّة؛ وذلك لا يكون إلا بالنَّدم على ما فات، والاستعداد لما هو آتٍ، وأداء الحقوق إلى أربابها، والعفو عن المسيئين، ومجالسة الأخيار الصالحين، والابتهال إلى الله السميع
القريب أن يَحفظَنا من النفاق والشقاق، وسوء الأخلاق، وأن يغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا يجعل في قلوبنا غلاًّ للذين آمنوا، وأن يتولانا جميعًا بما يتولَّى به
عباده الصالحين.
#محمد_سعيد_أبوالنصر
زر الذهاب إلى الأعلى