سلب خصية الاحراق من النار
كتب / السيد سليم
نواصل مشاهدة إحراق نبي الله ابراهيم عليه السلام فبعد أن جمعوا له الحطب واشعلوا النار حتي علا سعيرها وتغير لونها وجاءو به مقيدا بالحبال واوسطه النار وظنوا بكفرهم وعنادهم وغبائهم انهم قادرون عليه بما جمعوا من أسباب الحرق وما علموا أن مسبب الأسباب هو الله الذي يقول للشئ كن فيكون بقدرته..وإذا بالنداء يانار كوني باردا وسلام علي ابراهيم فهل تستطيع النار مهما بلغت من قوة في الاحراق أن تعصي أمر لله فقال لها كوني فكانت باردا ولو لم يقل الله وسلام لتجمد إبراهيم من شدة بردها
فما أحرقت النار في إبراهيم إلا وثاقه، قالوا: وكان إبراهيم في ذلك الموضع سبعة أيام. قال المنهال بن عمرو: قال إبراهيم ما كنت أيامًا قط أنعم مني من الأيام التي كنت فيها في النار. قال ابن يسار: وبعث الله عز وجل ملك الظل في صورة إبراهيم، فقعد فيها إلى جنب إبراهيم يؤنسه، قالوا: وبعث الله جبريل إليه بقميص من حرير الجنة وطنفسة، فألبسه القميص
وأقعده على الطنفسة، وقعد معه يحدثه، وقال جبريل: يا إبراهيم، إن ربك يقول: أما علمت أن النار لا تضر أحبائي.
ثم نظر نمرود وأشرف على إبراهيم من صرح له، فرآه جالسًا في روضة والملك قاعد إلى جنبه وما حوله نار تحرق الحطب، فناداه: يا إبراهيم، كبيرٌ إلهك الذي بلغت قدرته، أن حال بينك وبين ما أرى، يا إبراهيم هل تستطيع أن تخرج منها؟ قال: نعم، قال: هل تخشى إن أقمت فيها أن تضرك؟ قال: لا، قال: فقم فاخرج منها، فقام إبراهيم يمشي فيها حتى خرج منها، فلما خرج إليه قال له: يا إبراهيم، من الرجل الذي رأيته معك في صورتك قاعدًا إلى جنبك؟ قال: ذاك ملك الظل، أرسله إليَّ ربِّي ليؤنسني فيها، فقال نمرود: يا إبراهيم، إني مقرب إلى إلهك قربانًا لما رأيت من قدرته وعزته فيما صنع بك حيث أبيت إلا عبادته وتوحيده، إني ذابح له أربعة آلاف بقرة، فقال له إبراهيم: إذًا لا يقبل الله منك ما كنت على دينك حتى تفارقه إلى ديني، فقال: لا أستطيع ترك ملكي؛ ولكن سوف أذبحها له، فذبحها له نمرود، ثم كفَّ عن إبراهيم، ومنعه الله منه
والي ابتلاء اخرمن قصة إبراهيم عليه السلام وابتلاء يعقبه ابتلاء والي لقاء..