مقالات وتقارير

سد النهضة

محمد حسن حمادة يكتب:

سد النهضة.

لابد أن نعترف أولا بقصور مصر الشديد في هذا الملف الحيوي الذي يعد بمثابة أمن قومي مائي لمصر.

ثانيا دور مصر الأفريقي لم يعد مؤثرا كما كان في عهد عبدالناصر، نعم مصر السيسي تحاول العودة رويدا رويدا ولكننا مازلنا في مرحلة الترميم، وإعادة الثقة ومد الجسور.

ثالثا مجرد التلويح بالقوة العسكرية لحل
أزمة سد النهضة اعتراف صريح بفشل الدبلوماسية المصرية وانتحار رسمي
لمصر الأفريقية.

المخابرات العامة المصرية تولت ملف سد النهضة بالكامل ونحن نثق فيها كل الثقة فلنترك المخابرات العامة المصرية تقوم بدورها بهدوء.

أتعجب لبعض السياسيين والإعلاميين الذين ينادون ليل نهار بقيام مصر بضربة عسكرية لتدمير سد النهضة الإثيوبي وهذا هو الفخ الصهيوأميركي الذي نصبته واشنطن وتل أبيب لمصر لتوقيع عقوبات اقتصادية وعزل مصر سياسيا.

لنطرح جانبا استفزازات تميم وأردوغان واستثمارات الدوحة وأنقرة في أديس أبابا وتمويلهما لسد النهضة وتوقيع الاتفاقيات والمعاهدات مع إثيوبيا لمكايدة مصر سياسيا، ولاننسي أن هناك دولا عربية مازالت تشترك في تمويل سد النهضة ولم تسحب تمويلها إلي الآن بشكل رسمي للسد ومازالت لديها استثمارات في إثيوبيا فكل ذلك مكائد وفخاخ سياسية حتي تنزلق مصر في خيوط الخديعة الكبري التي لن تنطلي علي القاهرة.

كما نجحت مصر فى إقناع إيطاليا والصين بوقف تمويل السد لحين التوصل لاتفاق مصرى إثيوبى جديد لابد أن ننتهج نفس هذا المسار التفاوضي مع أكبر عدد من الدول الممولة للسد حتي ننزع قضية سد النهضة من صفة التدويل الذي وضعتنا فيه تل أبيب بذكاء.

مصر لديها حقوق تاريخية في مياه النيل غير قابلة للتفاوض أوللمساومة وأن مصر ليست ضد تنمية إثيوبيا ولاتقف حجر عثرة في بناء سد النهضة، والأهم أن نُظهر في المحافل الدولية أن إثيوبيا ليست في حاجة لتخزين هذه الكمية الضخمة وتخزين 74مليار متر مكعب من المياه لتوليد طاقة كهرومائية تزيد عن حاجتها وحاجة القارة الأفريقية وكل ماتحتاجه أديس أبابا هو بناء عدد من السدوود الصغيرة بتمويل أقل وبتحكم أكبر، وخاصة أن الأرض التي يبني عليها السد تقع فوق فالق جيولوجي كبير غير مؤهل للتخزين مما يزيد من فرص إنهيار السد واندفاع مياهه إلي دول المصب مما يسبب مخاطر شديدة علي مصر والسودان وبالتالي خراب ودمار دولتي المصاب فالتنمية الإثيوبية ستكون علي حساب خراب القاهرة والخرطوم.
هكذا ينبغي علينا أن نطرح الأزمة أمام العالم والمنظمات الدولية المعنية وليتوقف إعلامنا عن الدعوة لضرب سد النهضة حتي لاندين أنفسنا بأنفسنا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى