كتبت/مرثا عزيز
تظل قائمة الطلبات المدرسية التى تستقبل التلاميذ فى أول يوم دراسة، صداع يرهق أولياء الأمور كل عام، زاد عليها هذا العام طلبات التعقيم مثل: الكمامات والكحول والمطهرات والفيس شيلد، وغيرها، ورغم عدم انتظام التلاميذ فى الحضور يوميا، فإن إدارات المدارس والمدرسين لن يتهاونوا، أو يبحثون عن طريقة لتخفيف الأعباء الملقاة على عاتق أولياء الأمور.
سبلايز بـ1500 جنيه
ترى وئام محمد، والدة لطفلين في مراحل تعليم مختلفة بإحدى المدارس الدولية، أن الطلبات المضافة للقائمة كلها أساسية وكانت متوقعة، لكنها انتقلت من غرف الأطفال إلى فصولهم، مثل: الكمامات والحكول والجيل المطهر وغيرها من أدوات التعقيم لأمان الأطفال، مضيفة أنه ربما هذه المرة الأولى التي تكوت فيها الطلبات “ليها لازمة”.
اشترت “وئام”، طلبات بـ1500 جنيه هذا العام، بعد أن كانت تشترى كل عام ما يقرب من ألف جنيه، بعد إضافة أدوات التعقيم إلى “السبلايز”، ولا ترى مشكلة سوى فى الكم الكبير لهذه الطلبات، وكأن الهدف منها تجهيز فصل كامل، إلى جانب معاناتها من مشكلة زيادة المصروفات الدراسية هذا العام على الرغم من قلة أيام التدريس لـ3 أيام بدلا من 5 أيام، وهو ما زاد من التكاليف بشكل لافت.
كفاية علينا باقات الإنترنت
ترى نهلة بكر، والدة لتلميذة في الصف الرابع بإحدى المدارس الدولية، أن ميزانية الدراسة في وقت كورونا أصبحت مضاعفة، فإلى جانب زيادة المصروفات والطلبات، هناك ميزانية أخرى للدراسة “أونلاين”، سواء بمضاعفة باقة الإنترنت في المنزل بعد تجربة العام الماضي الذي تضاعف فيه الاستهلاك، نظرا لتحويل كل الدروس لـ”أون لاين”، موضحة أن الدراسة مقسمة بين المدرسة و”الأون لاين”، وبالتالي ندفع المصروفات في جانبين.
وتشير “بكر”، إلى أن كم الطلبات لا يتناسب مع فترات الذهاب للمدرسة والمقررة بـ3 أيام، سواء أدوات التعقيم أو المتطلبات الأخرى مثل: “البرفيوم أو الفوم أو فرشاة الأسنان والمعجون”، كل ذلك إلى جانب تهيئة المنزل ليكون مناخاً مناسباً للدراسة.
شراء ربع الطلبات فقط
لاحظت مروة تاج، أدمن أحد جروبات الأمهات، عبر موقع التواصل الاجتماعى “فيسبوك”، والدة لطفلين، أن كثرة قائمة الطلبات فى ظل تقليل أيام الدراسة، دفع العديد من أولياء الأمور إلى اتخاذ قرار بعدم شراء كل الطلبات المدرسية ومنهم من اشترى ربع الأدوات فقط، خاصة مع حالة القلق من عدم استمرار الانتظام في الدراسة في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد.
وتشير “مروة”، إلى أن المدرسة التي يذهب إليها أبناؤها غيرت “اليونيفورم” (الزي المدرسي) هذا العام، لكن لم تجد استجابة كبيرة، فالعديد من أولياء الأمور لم يشتروه لأبنائهم، كما لم يشتر البعض حقائب جديدة أو أحذية على سبيل المثال، حيث اعتمدوا على المتاح، فكل الأدوات جديدة نظرا لإلغاء الدراسة العام الماضي إلى جانب عدم ضمان استمرارها العام الحالي.
3500 جنيه مصاريف سبلايز
3500 جنيه دفعها مصطفى الشافعي ولي أمر، طفل في مرحلة الروضة “KG1” على “السبلايز” أو لوازم الأطفال من خامات للأنشطة، إذ اشترطت إدارة المدرسة أن تكون تبع “براند” بعينه ولا يقبل بغيرها: “لدرجة إني اشتريت اسكتش بتاع طلاب فنون جميلة ورجعوني بيه عشان لونه أبيض وهما عايزين ألوان”.
يحكي الشافعي، أنه اضطر إلى النزول لشراء جميع المستلزمات استعدادًا لإرسالها مع طفله في أول يوم دراسي، وفوجئ بارتفاع أسعارها في المكتبات الكبرى، ما دفعه للذهاب لمنطقة الفجالة بميدان رمسيس للحصول عليها بسعر مخفض: “روحت دفعت 3 آلاف و500 جنيه في الفجالة، ولو من أي مكتبة تانية كنت هدفع الضعف”.”سعر مبالغ فيه”، هكذا علق متابعي ولي أمر الطفل عبر “فيسبوك”، على منشور شاركهم فيه الشافعي، الأشياء التي قام بشرائها، ليرد عليهم بالتأكيد على أنه ملزم بشرائها كلها دون الاستغناء عن شيء: “الناس كتبت اشتري على قدك، مش بمزاجي، دي حاجات زي أقساط المدرسة بالظبط، غصب عنك هتدفعها، ومش أي حاجة لازم المطلوب بالاسم”.
ويشتكي الشافعي، من غلاء الأسعار والإصرار على طلب نوعيات بعينها لطفل لا يزال يتدرب على استخدام الأدوات ولا يعرف قيمتها: “يعني إيه الفرق بين قلم رصاص بـ10 جنيه وقلم بـ2 جنيه، الطفل لسه بيتعلم مش هيكون مدرس للفرق لسه”، لافتًا إلى أن هذه أول تجربة له كأب مع طفله في بداية رحلته التعليمية التي بدأت بحقيبة من المتطلبات المادية: “اكتشتف إن المدرسة مش بس دفع مصاريف، فيه حاجات كتير ويونيفورم، لازم 6 أطقم منه معرفش ليه”.
تصور فى البداية أن التعليم فى كى جى يحتاج كشكولين وقلمين فقط، ولم يكن يعلم أنه ملزم بشراء جيمع هذه المستلزمات، خاصة أن صغيره لن يذهب للمدرسة إلا ثلاثة أيام فقط أسبوعيًا، يقول الشافعي: “أمال لو بيروح كل يوم بقى كانوا عملوا معانا إيه، بصراحة المدارس كلها السنادي بتستهبل وبتطلب برندات عشان متعلمش جنب الطفل x”.
لم يكتف الأب، بشراء هذه المستلزمات بل جهز حقيبة من المنظفات الشخصية لطفله، تشمل مناديل مبللة وعبوة قفازات وكمامة وكحول وغيرها: “الطفل مش بيستخدم كل الحاجات دي بس لازم يجبها”.
زر الذهاب إلى الأعلى