ذكري تأميم قناة السويس الثالثة و الستين
ذكري تأميم قناة السويس الثالثة و الستين
كتبت :مروة احمد
الذكري الثالثة والستين لذكرى تأميم قناة السويس والموافق في 26 يوليو 1956
يوافق اليوم الذكرى الثالثة و الستين لقرار الرئيس الراحل جمال عبد
الناصر بتأميم قناة السويس، حيث يتذكر الجميع المقولة الشهيرة للرئيس
عبد الناصر: “قرار رئيس الجمهورية، تؤمم الشركة العالمية لقناة
السويس البحرية، شركة مساهمة مصرية، وينتقل إلى الدولة جميع ما
لها من أموال وحقوق وما عليها من التزامات.
و ظلت تحتكر الشركة الأجنبية امتياز القناة والسيطرة على مواردها منذ
اتمام حفر القناة عام 1869 ، بينما مصر صاحبة القناة الفعلية والشرعية
لم يكن لها دور يذكر فى الادارة ولم تحصل الا على مبالغ ضئيلة من
ايرادات القناة التى بلغت 34 مليوناً من الجنيهات الاسترلينية عام 1955 ،
وكانت حصة مصر مليوناً واحداً .
ل ذالك جاء قرار التأميم مصرياً من أجل استعادة حق مصر فى ادارة
القناة وايراداتها ، وحرصت مصر وهى تسترد هذا الحق على المحافظة
على المواثيق الدولية وعلى كل الاتفاقيات الخاصة بحرية الملاحة فى
القناة.
و كانت خطة التنفيذ الذي قام بها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
كان يحرص عبد الناصر على أن يحقق السرية التامة والمفاجأة ، لذا لم
يصرح بقرار التأميم إلا عندما استدعى المهندس محمود يونس ، رئيس
الهيئة العامة للبترول ، فى ذلك الوقت ، فى يوم 24 يوليو 1956، إلى مقر
مجلس الوزراء وأبلغه بعزمه على تأميم قناة السويس ، وأنه سيصدر
قرارا بذلك مساء يوم 26 يوليو 1956 أثناء خطبته فى الإسكندرية ، وكلفه
بتنفيذ هذه المهمة ، وفى اللقاء نفسه استدعى الرئيس جمال عبد الناصر
المهندس عبد الحميد أبو بكر سكرتير عام الهيئة العامة للبترول فى ذلك
الوقت ، وأبلغه بأنه قرر تأميم قناة السويس ، وأنه مكلف مع المهندس
محمود يونس بالتنفيذ ، وأن كلمة السر هى (ديلسيبس)
التقى فريق التأميم فى الساعة الثانية والنصف ظهراً يوم 26 يوليو ،
ومعهم كل من المهندسين محمود يونس ، وعبد الحميد أبو بكر و محمد
عزت عادل ، وأقلت المجموعة ست سيارات ، وبدأت السيارات مغادرة مقر
القيادة اعتباراً من الساعة الثالثة بعد الظهر على فترات متفاوتة ، وعند
وصولهم إلى معسكر الجلاء بالإسماعيلية انضم إليهم بعض كبار
المسئولين بمحافظات القناة وسيناء ، وأبلغهم المهندس محمود يونس أن
المهمة المكلفين بها هى تأميم قناة السويس .
قُسم فريق التأميم إلى ثلاث مجموعات تنفيذية . تتولى
المجموعة الأولى السيطرة على الإدارة الرئيسية للقناة بالإسماعيلية ،
والمجموعة الثانية إدارة فرع بورسعيد ، والمجموعة الثالثة إدارة فرع
السويس ، أما مكتب القاهرة فقد كلفت به مجموعة تُركت فى القاهرة ،
وكُلف سلاح الإشارة بالإشراف على محطات الإرشاد على طول القناة ،
وكان عددها إحدى عشرة محطة وإداراتها ، وعندما سُمعت كلمة السر
(ديلسيبس) فى خطاب الرئيس عبدالناصر بدأ تحرك المجموعات ، ونفذت
كل مجموعة ما عهد إليها من تعليمات ، بمعاونة المحافظين ورجال الأمن والقوات المسلحة .