ذكرا:قارئ الرعيل الأول الشيخ عبد العزيز حربي..أحد عباقرة التلاوة!
ذكرا:قارئ الرعيل الأول الشيخ عبد العزيز حربي..أحد عباقرة التلاوة!
كتب: المستشار/ هشام فاروق عضو شرف نقابة القراء ورئيس محكمة استئناف الإسكندرية.
يُطلق أكثر الناس على قرائهم المفضلين – كذبا ودون وجه حق – وصف قارئ الرعيل الأول! حتى صار يُطلق على كل من هب ودب! حتى شبكة القرآن الكريم وقعت في هذا الخطأ التاريخي مرارا! أما القارئ الكبير الشيخ عبد العزيز حربي فهيهات! فدونه النجوم العوالي في سماء التلاوة المصرية! ربما هو ليس في نفس درجة شهرتهم! لكن الشهرة ليست أبدا معيارا للتفاضل بين القراء – ولا حتى بين الناس -! والشيخ له شهرة خارج مصر أكبر من شهرته فيها مع الأسف! وكان للشيخ حربي مكانة عالية وتقدير كبير في وسط القراء أنفسهم:بين حفظة كتاب الله تعالى! كانوا يعرفون له فضله ومقامه وأستاذيته! وهو واحد من أفضل من جوَّدوا القرآن الكريم فى الإذاعة والتليفزيون المصريين ومن أقرب الأصوات إلى قلب المُستمع اللبيب بصوته الانسيابي المريح!
ولد الشيخ عبد العزيز حربي رحمه الله تعالى في 2/10/1920 فى حي عين شمس بمنطقة الزهراء بالقاهرة…حفظ القرآن وتعلم التجويد والقراءات صغيرا! وتختلف المصادر بشأن تاريخ اعتماد الشيخ في الإذاعة المصرية:ففي حين أن بعض المصادر تذكر أنه كان في عام 1939 مع القارئ الكبير الشيخ أبو العينين شعيشع! لكني لا أميل لهذا القول ؛ والصحيح أن اعتماده إذاعيا كان في عام 1944 مع المشايخ العباقرة محمود خليل الحصري و مصطفى اسماعيل و محمود عبد الحكم! وحسبك للتدليل على عبقرية الشيخ اعتماده إذاعيا مع هؤلاء العباقرة في زمان كان كل قرائه من العباقرة! وفي كل الأحوال فالشيخ – بحق وبكل تأكيد – أحد رواد وقراء الرعيل الأول في الإذاعة المصرية!
ظل الشيخ حربي مواظبا على القراءة حتى أواخر أيامه! حتى بعد أن تجاوز الثمانين من عمره كان لا يتخلف عن قراءة الفجر المكلف بها! وهكذا يكون القارئ الملتزم المتخلق بأخلاق القرآن!
ومن أفضليات الشيخ حربي التي يتميز بها عن الغالبية العظمى من نجوم القراءة المشهورين سابقا ولاحقا أنه كان لا يشترط أجرا للقراءة! فلم يتكسب من القرآن ولم يتخذه تجارة! وكان يقرأ للفقراء دون تقاضي أي أجر وكان لا يعتذر عن القراءة لهم بسبب الأجر! هذا قارئ أشهد له بتقوى الله والتخلق بأخلاق كتابه! هذا هو الفخر والتفاضل وإلا فلا!
توفي الشيخ إلى رحمة مولاه في 20/2/2003…رحم الله القارئ العبقري الشيخ عبد العزيز حربي وألحقه بالصالحين!