كتب / عِمَادُ الدِّينِ التُّونِسِيّ
فِي لَيْلَتِي.. أَجْلِسُ فِي مِحْرَابِ عَيْنَيْكِ لِيَتَنَزَّلَ سُمُوُّ عِشْقِكِ مِنْ أَرْفَعِ الدَّرْجَاتٍ..خُشُوعًا يَمْلَأّ دَاخِلِي.
كُرَيَاتِ هَوَى أَنْثُرَهَا عَلَى الْعَتْبَةِ الْأَثِيرَةِ.
طُقُوسَ حَنِينٍ تَتَدَفَّقُ لِلْوُجُودِ.
لَمْحًةً طَائِرَةً طَائِفَةً لِمَقَامِ الْأَوْلِيَاءِ.
تَجَاوُرًا..تَجَاوُبًا لِعِطْرِ مِسْكِ قِبْلَةِ الْشُّهُودِ.
شَهْوَتَانِ كُنَّا وَ لَازِلْنَا رَغْمَ بُعْدِ الْمَسَافَاتِ.
لَوْ تَعْلَمِينَ فَقَطْ..
يَا شَوْقَ يَعْقُوبَ الْذِّي فِي أَضْلُعِي.
يَا كِبْرِيَاءَ الصُّبْحٍ حِينَ يُسْدِلُ سَتَائِرَهُ عِشْقَ أُرْجُوَانٍ.
يَا هَلْوَسَةَ هَائِمٍ يَطْبَعُ قُبْلَةً سَكْرَى لِيَخْتَصِرَالزَّمَانَ.
وَ الْلَّهِ ذِكْرُكِ ذِكْرُ آيَاتِ الْبَيَانِ.
فِي الْبُقْعَةِ الْأَزَلِيَّةِ أَنْتِ..سَوَاءً كُنْتِ الْقَرِيبَةَ إِلَى أَبْعَدِ حَدٍ
أَمْ الْبَعِيدُةُ إِلَى أَقْرَبِ مَدَى.
دُمْتِ شَهْدٌ أُقِيمُ فِيهِ شَعَائِرَ الْهَوَى عُنْوَانُهُ زُلَالُك.ِ
أَقُولُهَا هَائِمَانِ كُنَّا..نُرَتِّلُ وَتِينَ نَبْضِ أَحْرَقَ حَشَا الْقَافِيَةِ
عَلَى أَرْضِ الشَّامِ وَ بَيْنَ ضِفَافِ النِّيلِ وَ الْفُرَاتِ.
يَارَبُّ سَلَامٌ إِلَيْكَ أَيْنَ مَا كُنْتَ..إِنِّي أُحِبُّ مَنْ ذُبْتُ فِيهَا صَبَابَةً.
هِجْرَانُهَا نَارٌ فِي الْحَشَاشَةِ أَضْرَمَتْ.
فَالرَّحْمَةُ إِنِّي إِلَيْكَ أَضْرَعُ..هَلَّا قَبِلْتَ دَعْوَةَ عَاشِقٍ بِقَلْبِهِ بُسْتَانُ
وَرْدٍ.
يَقْتَفِي أَثَرَ حَبِيبَتِهِ عِنَاقَ وِفَاقٍ..
زر الذهاب إلى الأعلى