غير مصنف

دعيني في عيونك أنتظر

بقلم مصطفى سبتة
دعيني في عيونك أستريحُ
فأنـــت النّور والأمل المريحُ
رأيت بك الوجود على ضفاف
من الأشعار أبدعها الفصـــيحُ
ومنك النّور أشرق في كياني
وتحت الرّغوة اللّبن الصّــريحُ
كأنّ تعلّمي اخترق انحطاطي
فزال الجــــهل وانهزم القبـــيحُ
وإنّ الجدّ بالأذهان ينــــــمو
وعجز المرء يعـــقبه الطّــليحُ
إذا شئنا الصّعود إلى الجبالِ
علــــــينا بالكفاح وبالنّـــــضالِ
علينا أن نعلّم ما استطـــــعنا
لأنّ العلم مفـــــــــخرةُ الرّجال
فكم من أمّة بالعـــــلم قامت
فأحـــــيتْ بالثّقافة كــلّ بالي
وكم من أمّة كانت فأمستْ
رمــادا تحت خاصـرةِ اللّيالي
ومن رضي المهانة عاش قرداً
يقلّدُ ما يراهُ من الخــــصال
أتيتُ من البلاغة بالبــــــيان
لأرسم ما يفـــــــوح به لساني
وكنت ألاحق الأيّام جرْياً
أفتّشُ في الزّمان عن المـــكان
ولم أعثر على التّرياق إلاّ
بعـيد الفــــجر في برّ الأمان
وكان اللّيل للشّعراء مثلي
حصانا في ملاحقــة البــــيان
رأى مرّ السّنين أخذن منّي
شبابا في الرّبيـع من الزّمان
أرى لغتي تُبادلني الوئاما
كأنّ بيانها أضــحى إماما
تغازلني بأحرفها انشراحاً
وتمنـــحُني المودّة والوئاما
وجدت بها التّعلّم ليس صعباً
إذا الإعراب بيّنها انســــجاما
وكنت أحاولُ استظهار نظم
تراه قريحتي شعــــــراً وساما
وما التّحصيلُ إلاّ بذلُ جُهدٍ
بمـــــعرفة تكـــونُ لنا لجاما
علينا أن نثور على الغباء
ببحــث في العلوم عن الدّواء
فعرقلة التّعلّم في بلادي
سترمي بالعـقول إلى الهُراء
وعندئذ سنحصدُ ما زرعنا
وحصدُ الزرع يحْرُمُ في الشّتاء
وإنّ الجدّ في التّدريس فرضٌ
لترقية التّعـــــــــلّم بالذّكاء
وأمّا إن تركنا الجدّ عــــمداً
سنبقى كالبهــــــائم في الوراء
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى