مقالات وتقارير
دعوة للتفاؤل
دعوة للتفاؤل
بقلم نورهان السيد عبدالحليم
لماذا تيأس من الحياة وتهيم على وجهك وتعتزل الدنيا وأنت أعظم المخلوقات ؟؟
أخى الإنسان فى كل بقاع الدنيا ؛ لقد خلقك رب العزة فى أحسن تقويم وهيأ لك ما بين السموات
والأرض لخدمتك وسعادتك.
أعلم جيدا أن الحياة مليئة بالإختبارات والصعاب
التى تعرقل طريقك نحو الهدف الذى تسعى إليه، ولكن يا عزيزى :
عليك أن تعلم أن الله سبحانه وتعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها ولن يضعك إلا فى المكان الملائم
لتحملك وقدرتك واستيعابك.
إياك أن تيأس ؛ إياك أن تكتئب
إذا كان أمسنا ضاع فبين يدينا اليوم؛ وإذا كان اليوم يجمع أوراقه ليرحل فلدينا فرصة الغد ؛ تشبث بها
ولا تضيعها من بين يديك .
عليك أن تضع فى حسبانك أن الأمس لن يعود؛
فلماذا يا صديقى تحزن على ما فات وتحبس عقلك وقلبك فى سجن الماضى.
انطلق نحو المجد والعلا وضع أهدافك نصب عينيك واسعى لتحقيقها بكل قوتك وحماسك وإياك أن
تتخاذل مهما واجهتك الصعاب وعصفت بك رياح
الدهر ؛ فأنت كما ذكرت لك سالفا أعظم
المخلوقات.
عزيزى:
عليك أن تتوكل دائما على الله سبحانه وتعالى ؛ وهنا أشير إلى التوكل وليس التواكل؛ فدع الجوارح
تعمل والقلوب تتوكل.
فطالب العلم عليه أن يسعى دائما إلى تحقيق
هدفه وأن يضع كل جهده وتركيزه أولا فى إرضاء
الله سبحانه وتعالى والأخذ بالأسباب والإجتهاد فى
المذاكرة وبذل كل ما فى وسعه وبإذن الله سيكون التوفيق حليفه…
الله سبحانه وتعالى عند ظن عبده به لذلك ثقوا بالله سبحانه واعلموا أنه القادر على تحقيق
أحلامكم فى غمضة عين ولكنه يحب سماع
أصواتكم؛ فرددوا دائما يا رب وتقربوا إليه وتوكلوا
عليه ؛ فالثقة بالله أذكى أمل والتوكل عليه أوفى عمل…
إياك والمتشائمون الذين يضعون كل تركيزهم على الجوانب السلبية ويسعون فى الأرض لنشر الطاقات السلبية والتشاؤم الذى هو سوء ظن بالله
يا صديقى لا تجالس هؤلاء ولا تتحدث معهم عن أهدافك وردد دائما فى نفسك أنك أعظم
المخلوقات وستصل إلى هدفك مهما كانت قوة العائق.
بإيمانك و ثقتك التامة بالله وتوكلك عليه ثم بأخذك
بالأسباب وجدك واجتهادك ستصل وستجعل
إياك أن تتخاذل مهما حدث لك واعلم جيدا لا يصل
الناجحون إلى حديقة النجاح إلا بعد المعاناة
والكفاح ؛ فكل انسان ناجح لديه قصة ألم وكفاح لذا تقبل الألم واعمل بجد حتى تكون من العظماء فهم
ليسوا أفضل منك ؛ هم فقط لا يضيعون وقتهم فى التفاهات وصغائر الأمور..
يا صديقى كن متفائلا دوما وردد دائما يا رب انر لى الدرب وكن لى معينا ووكل أمرك لمن لا يخيب من
رجاه ؛ فإن حاصرتك تلال الجليد من كل مكان وأغلق الشتاء أبواب بيتك ؛فانتظر قدوم الربيع
وافتح نوافذك لنسمات الهواء النقى وانظر بعيدا فسوف ترى الشمس وهى تلقى خيوطها الذهبية
فوق أغصان الشجر لتصنع لك عمرا جديدا وحلما جديدا.
دوام الحال من المحال فربما يبدل الله حزنك وضعفك وفقرك فى غمضة عين ؛ فخزائن الله
مملوءة ؛ عليك أن تثق بمن نصر يوسف وأخرجه من السجن وأعلى شأنه وجعله عزيزا لمصر بعد
أن كان عبدا مملوكا.
من يقرأ التاريخ لا يدخل الحزن إلى قلبه أبدا
وسوف يرى الدنيا أياما يداولها الله بين الناس ؛ فالأغنياء يصبحون فقراء والفقراء ينقلبون أغنياء؛
وضعفاء الأمس أقوياء اليوم؛ وأقوياء الأمس ضعفاء اليوم ؛ والقضاة متهمون والغالبون مغلوبون ؛
وحكام الأمس مشردو اليوم؛ والفلك دوار؛ والحياة لا تقف؛ والحوادث لا تكف عن الجريان ؛ فلا حزن
يستمر ولا فرح يدوم.
احلم… واصل….قاتل…لا تقف..
كن أنت بأي ثمن؛ لا تكن صورة لا تمثلك وشخصية لا تليق بك؛ لا تدعهم يشكلونك كما يريدون ؛ كن
أنت فقط أنت.
حدد أهدافك ولا تتخاذل واعلم أنك مخلوق لمهمة عليك أن تؤديها ولا تجعل للحزن مكانا فى قلبك.
عليك أن تحذر مرض الأعذار ولا تلقى باللوم على الظروف ؛إياك أن تؤمن بها وتستسلم لها ؛
فالناجحون فى هذه الدنيا هم أناس يستيقظون فى الصباح ويبحثون عن ظروف مواتية وإذا لم
يجدوها صنعوها..
عش كل لحظة وكأنها آخر لحظة… عش بالتطبع
بأخلاق النبي…عش بالأمل
..بالحب..بالكفاح..بالعزيمة..بالإصرار..وقدر قيمة
الحياة..