داود عليه السلام يصبح ملكا
داود عليه السلام يصبح ملكا
بقلم / محمــــد الدكـــــرورى
ومع نبى من أنبياء الله عز وجل ومع نبى الله داود عليه السلام ، حيث وُلد نبيّ الله داود في بيت لحم، التي أُطلق عليها فيما بعد اسم مدينة داود تكريماً له ولها، بسبب ولادته فيها، وبيت لحم معناها بيت الخبز ويرجع هذا الاسم إلى أن المدينة الصغيرة كانت تقع فوق تل تحته وادٍ خصيب ينبتُ فيه القمح، الذي يصنعون منه الخبز، ولذلك صار اسمها بيت لحم أي بيت الخبز وهي تقع على مسافة ثمانية كيلو مترات من أورشليم ، وهي أهم مدن فلسطين في التاريخ المقدس، وفيها نشأ داود عليه السلام وفوق هذا كله ففي بيت لحم وُلد السيد المسيح .
وسيدنا داود عليه السلام هو نبي الله ، أنزل عليه الزبور كتابًا بعد التوراة، وأتاه الله العلم والحكمة وسخّر له الجبال والطير يسبحون معه، كما ألانَ له الحديد ، فذلك المعدن الصلب قد أصبح في يد داود لينًا ، إذ كان داود يصنع من الحديد دروعًا للمجاهدين في سبيل الله ، منحه الله سبحانه منحه صوتًا جميلاً مؤثرًا ،إذا سمعه الناس دخل الإيمان في قلوبهم، واستجابت له الطيور فراحت تسبح لله ، واستجابت الجبال أيضًا ؛ فقد كان يشبه خرير الجداول ، وتغريد الطيور في الربيع .
كان داود حاكمًا عادلًا ، كان يحكم بين الناس بشريعة الله ، و كان المظلوم يأخذ حقه كاملًا، كما كان داود عليه السلام عبدًا شكورًا وخالصًا لله ، وكان يصوم يوم ويفطر يوم ، وكان يقوم نصف الليل و ينام ثلثه و يقوم سدسه،. وقد اهتم داود بتربية الخيل ، فالحصان كان سلاحًا قويًا ، لأن الفرسان يقاتلون في سبيل الله و الحق…
وعند وفاة نبي الله موسى، دخل بنو إسرائيل أرض فلسطين، وسكنوا فيها، ولكن بعد مرور السنين ضل بني إسرائيل عن عبادة الله، وزاد طغيانهم وكانوا يقتلون الأنبياء، فسلط الله عليهم قومًا جبارين هزموهم وأذلوهم، وتوالت الهزائم على بنو إسرائيل، لدرجة انهم أضاعوا التابوت الذي كان به بقية مما ترك آل موسي وهارون، وهذا التابوت كان يوجد به الألواح التي أنزلها الله سبحانه وتعالى على موسى عليه السلام، وأيضًا كان يوجد به عصا موسي، فقد كانوا يأخذون التابوت معهم حتى تحل عليهم السكينة ويستطيعوا تحقيق النصر.
وفي تلك الفترة هيأ الله تبارك وتعالى لهم غلامًا يقال له “شمويل” نشأ فيهم وتولاه الله بعنايته وأنبته نباتًا حسنًا، ثم جعله الله نبيًا وأوحى إليه وبعثه إلى بني إسرائيل، وأمره بالدعوة إلى دين الإسلام وتوحيده تعالى وترك عبادة الأصنام، فلما دعا قومه من بني إسرائيل إلى دين الله طلبوا منه أن يُقيم عليهم ملكًا ليقاتل معهم أعداءهم لأنّ ملكهم كان قد مات .
فقال لهم إن الله تعالى اختار لهم طالوت ملكًا لكم، فاعترضوا على طالوت؛ إذ إنه ليس من أسرة الملوك وليس غنيًا ويوجد من بينهم من هو أغنى منه، فقال لهم إن الله اختاره لكم وفضله عليكم بقوة جسمه وعلمه، وآية ملكه أن يرجع التابوت لكم تحمله الملائكة.
وبالفعل حدثت المعجزة وعادت التوراة يومًا ، وتجهز جيش طالوت ، و مشي الجيش مسافة طويلة حتى احسوا بالعطش ، فقال طالوت للجنود سوف نصادف نهر في طريقنا ، من سيشرب منه يخرج من الجيش ، ومن لم يذقه ويبل ريقه فقط يبقى في الجيش معي ، وعندما وصلوا إلى النهر شرب معظم الجنود وخرجوا من جيش طالوت .
وكان هدف طالوت من هذا الاختبار أن يعرف من سيطيعه ومن سيعصاه من الجنود ، ولكي يعرف أيضا من لديه قوة تحمل وإرادة ومن ضعيف الإرادة ، ولم يبق معه سوى 330 رجلًا، وكان عدد جيش طالوت قليل جدًا وجيش العدو كان كبير جدًا، فشعروا بأنهم أضعف من جيش جالوت وقالوا له كيف سنهزم هذا الجيش القوي الكبير ؟ فقال المؤمنين في جيش طالوت (كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ).
وعندما ظهر جالوت طلب أن يبارزه أحد ، فخاف من قوته جميع جنود طالوت ، إلا راعي الغنم الصغير الذي كان مؤمنًا بالله، ويعرف أن القوة الحقيقية في هذا الكون هي الإيمان بالله وهو داود عليه السلام ، وتقدم داود لمبارزة جالوت وكان معه عصاه وخمسة أحجار ونبلة يستخدمها الرعاة ، وعلى الجانب الآخر كان جالوت مدجج بالأسلحة وسخر من داود وضحك عليه ، فوضع داود حجر قوي في النبلة وطوّح بها في الهواء ثم أطلق الحجر فأصاب جالوت وقتله ، وعندما بدأت المعركة انتصر جيش طالوت على جيش جالوت .
وبالفعل حدثت المعجزة وعادت التوراة يومًا ، وتجهز جيش طالوت ، و مشي الجيش مسافة طويلة حتى احسوا بالعطش ، فقال طالوت للجنود سوف نصادف نهر في طريقنا ، من سيشرب منه يخرج من الجيش ، ومن لم يذقه ويبل ريقه فقط يبقى في الجيش معي ، وعندما وصلوا إلى النهر شرب معظم الجنود وخرجوا من جيش طالوت .
وكان هدف طالوت من هذا الاختبار أن يعرف من سيطيعه ومن سيعصاه من الجنود ، ولكي يعرف أيضا من لديه قوة تحمل وإرادة ومن ضعيف الإرادة ، ولم يبق معه سوى 330 رجلًا، وكان عدد جيش طالوت قليل جدًا وجيش العدو كان كبير جدًا، فشعروا بأنهم أضعف من جيش جالوت وقالوا له كيف سنهزم هذا الجيش القوي الكبير ؟ فقال المؤمنين في جيش طالوت (كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ).
وبرز جالوت في دروعه الحديدية وسلاحه، وهو يطلب أحدا يبارزه ، وخاف منه جنود طالوت جميعا وهنا برز من جيش طالوت راعي غنم صغير هو داود ، كان داود مؤمنا بالله، وكان يعلم أن الإيمان بالله هو القوة الحقيقية في هذا الكون، وأن العبرة ليست بكثرة السلاح، ولا ضخامة الجسم ومظهر الباطل.
وكان الملك، قد قال: من يقتل جالوت يصير قائدا على الجيش ويتزوج ابنتي ، ولم يكن داود يهتم كثيرا لهذا الإغراء ، كان يريد أن يقتل جالوت لأن جالوت رجل جبار وظالم ولا يؤمن بالله ،وسمح الملك لداود أن يبارز جالوت ، وتقدم داود بعصاه وخمسة أحجار ومقلاعه وهو نبلة يستخدمها الرعاة ، وتقدم جالوت المدجج بالسلاح والدروع ، وسخر جالوت من داود وأهانه وضحك منه ومن فقره وضعفه، ووضع داود حجرا قويا في مقلاعه وطوح به في الهواء وأطلق الحجر ، فأصاب جالوت فقتله ، وبدأت المعركة وانتصر جيش طالوت على جيش جالوت.
وبعد فترة أصبح داود عليه السلم ملكا لبني إسرائيل، فجمع الله على يديه النبوة والملك مرة أخرى ،وتأتي بعض الروايات لتخبرنا بأن طالوت بعد أن اشتهر نجم داوود أكلت الغيرة قلبه، وحاول قتله ، وعندما أتم داود الأربعين عامًا جمع الله له الملك والنبوة، وأصبح ملك بني إسرائيل، فأقام داود العدل ودعا قومه من بني إسرائيل إلى تطبيق الشريعة التي أنُزلت عليه وهي شريعة التوراة المبنية على الإسلام، والإيمان بأنه رب هذا العالم كله وهو الذي خلقه وأبدعه، وأنه لا أحد يستحق العبادة إلا الله تعالى وحده، وأنزل الله تبارك وتعالى على نبيه داود عليه الصلاة والسلام الزبور وفيه مواعظ وعِبر وأذكار.
وقد جعل الله عز وجل داود ملكًا قويًا يخاف منه الأعداء من غير حرب ، وقد أعطاه الله الحكمة والقدرة على التمييز بين الحق والباطل ومساندة الحق، فكان نبيًا وملكًا وقاضيا ، وكان داود عليه السلام يصنع دروع من حلقات حديدية تساعد المحارب في التحرك بحرية وتحمي جسمه من السيوف والخناجر، وكانت أفضل من الدروع الموجودة في ذلك الوقت.
وقد كان نبي الله داود عليه السلام مع ما أتاه الله تبارك وتعالى من المُلك والنعم الكثيرة يأكل من كسب يده، ويقوم الليل والنهار في طاعة الله سبحانه وتعالى، وقد ثبت في الحديث: “إنَّ أطيب ما أكل الرجل من كسبه وأن نبي الله داود كان يأكل من كسب يده“ ، ومن نعم الله على داود أنه وهبه صوتاً جميلا، فكان يصلي ويسبح لله بصوته الجميل فتخشع قلوب الناس، ومن شدة خشوع داود في العبادة والتسبيح، أمر الله الطير والجبال أن تسبح معه، وقد أنزل الله على داود كتاباً جميلا اسمه الزبور ليسبح الله بما جاء فيه.
ورُزق داود بابن أسماه سُليمان، وفي يوم من الأيام جلس داود ليحكم بين الناس، فدخل عليه رجلان فقال الأول: إن غنم هذا الرجل دخلت حقلي وأكلت كل زرعي، وقد جئت إليك لتحكم بيننا، فسأل داود الرجل الثاني: هل فعلت غنمك هذا؟ فقال الرجل: نعم، فحكم داود بأن يأخذ صاحب الحقل غنم الرجل تعويضًا عن الزرع ، فاستأذن سليمان من أبيه أن يقول شيء فسمح له داود فقال عندي حكم آخر يا أبي، ليأخذ صاحب الغنم الحقل ليصلحه، ويأخذ صاحب الحقل الغنم لينتفع بها حتى يعود الحقل كما كان، فيأخذ صاحب الحقل حقله ويأخذ صاحب الغنم غنمه، فقال داود: هذا حُكم عظيم يا سُليمان، الحمد لله الذي وهبك الحكمة.
وقد عاش داود بعد أن اطمئن أن الله قد وهب سليمان الحكمة ليحكم بني إسرائيل من بعده، وقبل أن يموت أوصى داود سليمان بأن يعبد الله ولا يضل عن عبادته ، وكان نبي الله داود عليه السلام فيه غيرة شديد فكان إذا خرج أغلق الأبواب، فلم يدخل على أهله أحد حتى يرجع، فخرج ذات يوم وغلقت الدار فأقبلت امرأته تطلع إلى الدار، فإذا رجل قائم وسط الدار فقالت لِمن في البيت ؟ ومن أين دخل هذا الرجل والدار مغلقة والله لنفضحن بداود، فلما جاء داود إذا الرجل قائم في وسط الدار فقال له داود، من أنت؟ فقال: أنا الذي لا أهاب الملوك ولا يُمنع مني الحجاب، فقال داود: أنت والله إذن لملك الموت مرحبًا بأمر الله، ثم مكث حتى قُبضت روحه .
ولما غُسل وكُفن وفُرغ من شأنه طلعت عليه الشمس وكانت شديدة، فقال ابنه سليمان للطير: أظلّي على داود، فأظلته الطير حتى أظلمت عليه الأرض، فقال سليمان للطير: اقبضي جناحًا وغلبت على التظليل عليه “المضرحية” وهي طيور الصقور ذات الأجنحة الطويلة ،وقيل إن عمر داود عليه السلام لما مات كان مائة سنة، وقيل: إنه لم يحزن بني إسرائيل على أحد بعد موسى وهارون إلا على داود عليه السلام ، وقد جلس الناس الذين حضروا جنازة داود عليه السلام في الشمس، وكان هذا اليوم صائف شديد الحرارة..