بقلم / داليا زردق
يعتقد كثير من الناس أن نوبات الفزع و الهلع التي يصاب بها الكثيرين هي حالة مؤقتة ستزول و تنتهي بزوال المؤثر أو الموقف الحالي ، و هذا إعتقاد خاطيء تماما، دفع ثمنه العديد من المرضي بهذا المرض النفسي ، الذي يحتاج بشدة الي اللجوء لطبيب نفسي متخصص و بدء علاج بجلسات نفسية وتعاطي علاج يكتبه الطبيب المختص و قد يستمر تناول هذا الدواء فترة طويلة.
حالات الفزع و الهلع ( panic attack) تصيب الإنسان فجأة و بدون مقدمات ، بل و قد توقظه من نومه مما يجعله يعتقد أنه يموت ، و من أهم أعراضها :
الشعور بضيق حاد في التنفس، صعوبة في البلع ، ضربات قلب سريعة جدا ، شعور بهبوط حاد ، إرتعاش في الركبة و الأقدام ، شعور بسريان الدم في الجسم كما أنه ماء مثلج بالنعناع ، ذعر، الرغبة فورا في الركض الي الشارع طلبا للمساعدة و الوصول الي المستشفي في اسرع وقت ،
كلها مشاعر تجعل المريض متأكد تماما أنه يصارع الموت ، و تتكرر الحالة بعد ذلك مما يصيب المريض بالإكتئاب الحاد و فقدان الأمل ، و الشعور بالتهديد و الخوف علي حياته طوال الوقت ،
و من المؤسف حقا أن كثير من الأهل و المحيطون بالمريض يعتقدون أنه يبالغ أو يتوهم لدرجة أنهم يسخرون و لا يكترثون بما يحدث خاصة أنهم سمعوا كثيرا من الأطباء بعد الجري بالمريض عدة مرات الي المستشفيات أنه سليم معافي و أنه فقط يتوهم،
فيعيش مريض نوبات الهلع مشاعر مضاعفة ، شعوره الدائم بالخوف من الموت ، و شعوره النفسي بالحزن من عدم مساندة أخد له نفسيا و معنويا في معاناته،
لذلك لا بد أولا أن يعي المجتمع أن هذا مرض كأي مرض يصيب الانسان و يحتاج فورا اللجوء لطبيب نفسي و البدء سريعا في العلاج ، و العلاج النفسي قد يتخذ مسارا بطيئا حتي يؤتي بنتيجة و قد تكون مدة من ثلاث الي أربع أسابيع تقريبا ، و يمكن العلاج عن طريق جلسات أيضا تساهم في الحد من شدة الأعراض .
زر الذهاب إلى الأعلى