بقلم / داليا زردق
قبل هبوب عاصفة كورونا علي العالم أجمع، كان يموت يوميا أعداد تفوق بمراحل من ماتوا بسبب كورونا ، لأسباب مختلفة من أمراض و حوادث و مجاعات و سيول و كوارث طبيعية و حروب مستمرة ،،
لم يكن المثير و الملفت في عصر الكورونا الموت أو المرض،، فذلك هو المألوف ،، لكن الملفت للنظر هو حدوث مثل هذا الحدث بالتساوي في كل بقاع الارض و كل مكان بالعالم ! بنفس اللحظة!
الأمر الذي يدعو للتفكر، للتحليل، للتوصل لمغزي ذلك !
أري من وجهة نظري التحليلية أنه إبتلاء للبعض و بلاء للبعض،،
عقوبة للبعض و إمتحان للبعض !
جرس إنذار يدق علي سطح الكرة الأرضية تنبيها أو تحذيرا للجميع ،،
ربما قد حان الوقت للكل كي يفيق من لعنته و حربه و جشعه ، و زهوته و طمعه،، و فرعونيته،، و نرجسيته،،
ليعلم أن الله قد يخسف الأرض كلها في غمضة عين و هم لا حول لهم و لا قوة ،، و أن الإنسان ما أضعفه أمام إرادة الله ،أمام فيروس يقضي عليه بالماء و الصابون من ضعفه و قلة حيلته!
فلا يهم كيف نشأت كورونا و أين و لماذا و ماذا؟!
بل أنها حدثت لأن كل الأمور تجري بإرادة الله تعالي و الله يريد ذلك للجميع ،،
فهل تركز علي الرسالة التي وجهت لسكان الارض أم ما زلت تقضي أوقاتك متسائلا و محتارا حتي ترسب في الإختبار العظيم الذي نعيشه،
إنتبه من المغزي و لا تلهث خلف الأبعاد السياسية و غيرها مما لن ينقذك بالمرة مما يكون ،
إنك نقطة في بحر كبير ، فاكتفي بتصحيح مسارك و دفتك فربما جرس الإنذار كان موجها إليك ليرحمك ، لا ليرجمك ،
ربما ما حدث رغم قسوته و وجعه الا أنه السبيل الي تصفية النفس من آثامها و ذنوبها بالإستغفار و الرجوع الي الله ،من كل ما وصلت اليه طوال عمرك، من ذنوب و معاصي و تجاوزات ،،
ربما كورونا هي رمز للتعافي قبل أن تكون رمز للموت ،!
فالخوف من كورونا لا يختلف كثيرا عن إستيقاظك كل يوم خائفا من الموت في حادث سير أو مرور ! أو الموت بسكتة قلبية مفاجئة !
صدقني لا فرق بينهم ! فموعدك مع الله مكتوب قبل وجودك سواء كان بسبب كورونا أو لسبب مختلف !
ربما يقودك ذلك للتفكر و التأمل ! إن الله ينذر الجميع و كن ممن فهم الوعيد و فهم الرسالة ، فعاد لربه راضيا مرضيا تائبا ، حامدا، شاكرا، مستغفرا..
زر الذهاب إلى الأعلى