عزيزي القارئ ..
هناك فئة من البشر تكاد تكون نادرة الوجود، لن تقابلها كثيرا بكل أسف ،
لكن وجودها هو أجمل ما يمكن أن يحدث لك في حياتك كلها …
هم أشخاص حين تتحدث يستمعون إليك جيدا ،ولا يتكلمون إلا عند الضرورة لأنهم يستمعون فعليا لكل كلمة تقولها،
ليس همهم أن يظهروا بمظهر الناصح الفاهم كي يثبتوا شيئا ما ..
ليس همهم أن يكونوا أصحاب فضل علي أحد
أشخاص يقدمون أفضل ما بداخلهم وأجمل ما يميزهم دون انتظار أي مقابل ،
و لا رد الجميل ،و لا حتى كلمة شكر،
يعتقدون أن الخير هو أساس الحياة وأن من الطبيعي أن يمنح الإنسان الآخرين عطاء و رحمة..
هم بشر على هيئة علاج، يداووك دون أن تطلب ، يرممون ما حطمت فيك الحياة وما أفسده البشر،
يؤمنون أن ما يبذلوه يعود إليهم يوما و يزورهم فلذلك يقدمون أحلي ما فيهم كي يرتد لهم ، فكما تدين تدان ،،
هم أشخاص يقدرون قيمة الكلمة الحلوة والمواقف الإنسانية و المنح الإلهية،
لا يمنحون الأخرين إهتمام بناء علي مراكز و ماديات و شهادات و سلطات ، بل يعاملونهم بمبدأ إنساني واحد ألا و هو ( كلنا عبد لله)
لا يرجون من وصالك منفعة ، لا يلهثون خلف المصالح ناسين القيم و الأصول،
لا يبيعون من حولهم للوصول الي غاياتهم،
هم أشخاص روحهم متصلة بالسماء لا بالأرض، و كل ما بداخلهم حقيقي غير قابل للتزييف،
لا يندمجون في عالم المجاملات الغير حقيقي ، و لا في عالم النفاق السائد،،
يكرهون الظلام المحيط بالحياة و يلتمسون شعاع نور و لو من ثقب باب،،
لا ينسحبون حين يجب أن يكونوا ، بل تجدهم في كل شدة و موقف ،
لا يهربون من مسؤولياتهم، و لا واجباتهم، بل و يقدمون ما ليس مطلوب منهم أحيانا لينقذوا موقف أو يغيثون ملهوف،
كما قلت لكم ،، هم نادري الوجود ..
لكن إن قابلتهم،، لا تفلتهم مهما كانت الظروف ، فهم هدية من الله لك.
