بقلم / داليا زردق
هل تعلم أن أكثر همومك و جل تعاستك تتلخص في كلمة واحدة ( التوقعات) ، إنك تبني هرما منه حين تبدأ أي شيء ، علاقة، عمل، سفر،رحيل، بداية أي شيء و كل شيء .
التوقع وهم كبير يبدأ في عقل الإنسان و تخيلاته ،و يتسرب للأسف الي حيز التنفيذ رغم عدم وجوده بالأساس ، و ما تتوقعه بداخل عقلك و روحك هو ما تتمناه ، لكن ليس بالضرورة ما هو ملموس و موجود بالواقع،
هل تدرك كم التعاسة ، الحزن و الصدمة، من مجابهتك حقيقة أن ما توقعته كان وهم ! سراب! خيال !
كأنه فقط حلم من أحلام اليقظة التي تنتاب الإنسان أحيانا لتخفف عنه تعب الحياة، لكن شتان بينهما، فأحلام اليقظة أمر صحي لأنك تفعله بوعيك و إدراكك التام ، بينما التوقع ، وهم يستحوذ هو عليك فيصيبك بالصدمة الكبري، حين لا يتحقق ما كنت تريده أن يتحقق ،
إذا ما هو الحل ؟!
الحل يكمن في التمني ! تمني الأحسن و الأفضل بإتباع مبدأ حسن الظن لكن شرط أن يرافقه مبدأ التسليم !
التسليم بأن ما يحدث بعد إتخاذك قرار سليم قد درسته جيدا دون تهور و طيش هو ما كتبه الله عليك و لك و هو أما منحة أو محنة!
فإن عشتها بسعادة فلتشكر نعمة الله و إن عشتها بحزن و ألم فلتستغفر، فربما هو إختبار لك ولكن ليس إختبار لقوتك الذاتية بل هو إختبار لمدي إيمانك بقدرة الله ،،
مع الأسف هو فخ ، فحين يمر الإنسان بإختبارات الحياة المؤلمة، يهلع، و الضعف البشري الذي يصيبنا جميعا يقودنا لدروب من جنون، فننساق خلف ما يطيح بنا بعيدا عن المنطق و الدين، بل و أحيانا ما يضيع الكثير من البشر في تلك المعارك الدامية بين الشيطان و الحق ،
نصيحة مهمة:
لا تتوقع، بل فقط أحسن الظن ، لا تنتظر ، بل سلم بأن القادم بعد أن تؤدي المفروض عليك هو الصح و الحق و القدر المكتوب
حينها سوف يعاملك الله كعبد راضي شكور و واعي لإختبارك الذي وضعه الله لك ليختبر قوة إيمانك به .
فلا تتوقعوا ، و لا تيأسوا ، بل فقط آمنوا و سلموا تسليما.
زر الذهاب إلى الأعلى