بقلم / داليا زردق
عليك التحمل في هذه الحياة بحدود ، بوضع خطوط حمراء و شروط محددة ، التحمل ليس إجبار بل هو إختيار ،
لذلك حين تتحمل وضع ما ببيتك ، عملك ، حياتك ، تكون قد قررت ذلك حتي أنك تظن أحيانا أن هذا هو الصبر الجميل !
أصدمك اليوم بأنك لم تفهم جيدا هذا المعني و طبقته كثيرا خطأ و أسرفت في الضغط علي حالك حتي مال منك و تعب ،
سيدي ،، سيدتي ،،
أن تتحمل مرض أصابك فهذا قمة الصبر و الرضا بما إبتلاك به الله و لا يحق لك الشكوي و التذمر ، لكن من حقك البحث عن علاج و أطباء ، من حقك البحث عن حلول لتشفي ، هذا هو التحمل الصحيح و الصبر الجميل ،
أن تتحمل أمك أو أبيك في عز ضعفهم و مرضهم و حاجتهم فهذا قمة العطاء و التحمل و الإيثار ،و لا يحق لك الشكوي أو التهرب من تلك المسؤولية المفروضة عليك ،
لكن من حقك إيجاد أفراد للمساعدة و ترتيب حياتك للتتناسب مع هذا الوضع الذي أنت غير مخير فيه و ليس بإرادتك ،،
لكن،،ماذا عن كيان و أشخاص و أماكن إخترتهم بكامل إرادتك و منحتهم كل ما تستطيع و تملك ،من وقتك ، مالك ، سمعتك ، سعادتك، جهدك ، سهرك ،
ثم لم تلقي من ذلك غير كل تنكر وًجحود و إنصراف ، لم تجد مقابل معنوي ، أو مادي ، أو تقدير لما قد بذلت ،
أنت غير مضطر لتقبل ذلك تحت بند و مسمي التحمل و الصبر ، فالله لا يكلفك فوق إستطاعتك ، و بذلك حين تشعر بعدم رغبتك و قدرتك علي الإستمرار إنسحب ،،
إنهض و قرر و نفذ ،و تحرك بعيدا عن كل مكان و شخص لم يناسبك و لم يريحك وًلم يفيدك و لم يسعدك ،،بل و ضرك و سقاك أصناف الوجع و الألم بأنواعه ،
فلا تعتقد أنك لم تصبر و لم تتحمل بإبتعادك!
بل أنك تحملت بما فيه الكفاية حتي جف نهرك و نضب عن العطاء و البذل للآخر،، و هذا أبسط حقوقك كإنسان ،
و هي أن تحب نفسك و مصلحتك و حياتك قبل أن تحب الآخر و إلا فإنك لن تحب أبدا أحد
نحن لا ننسحب حين نمل و نسأم ، نحن ننسحب حين ننتهي!
حين نقدم كل ما بالإمكان حتي صار لا يوجد ما نقدمه و لا نجد من يستحق أن نستمر .
لا تخلط الأمور فيضيع العمر بين ظنك أنك أحسنت صنعا و ما هو إلا أنك كنت تخاف التغيير و تخاف إتخاذ القرارات ..
الحياة ليست إلا مسرحية ، فلا تصر علي أداء دور الكومبارس الصامت بينما كان بمحض إرادتك إختيار دور البطولة المطلقة .
زر الذهاب إلى الأعلى