بقلم مصطفى سبتة
ومزّقكَ الصّــــراعُ على الكراسي
بضرْبِ النّارِ فاشْـــتعلَ الحطبْ
وقهْقهتِ البــــــنادقُ في بلادي
فأزْهرَ من عواصـــــفِها الغــضبْ
وفي أسواقنا اجْتمعَ السّكارى
وضربُ الدّفِّ تُتْقِـــــــنُهُ العربْ
أتى اللّيلُ المُعسْعِسُ بالهمومِ
فأطفأَ بالرّدى كلّ النّجــــــومِ
أتانا بالنّواقصِ والــــــــمآسي
فجرّعنا المُمــيت من السّموم
سقطنا كالقذارة في المــجاري
فقهْقرنا التّـــخلّفُ في العلومِ
نُربّي نسْلنا من دونِ فــــــــقْهٍ
ونقْبلُ بالتّملّقِ للخــــــــصومِ
ونرْتكِبُ الفواحشَ والمـعاصي
ونسْرقُ في الخصوصِ وفي العمومِ
وعنْ عربِ الخليج حكى النّساءُ
وكان الرّقصُ يصــــحبُهُ الغــــناءُ
وفي الغُرفِ المُكيّفةِ اســــتعدّتْ
صغارُ المُومساتِ وهـُــــنّ شاءُوا
وجاءَ الفاسقونَ وهــــــــمْ عُراةٌ
وبينَ الخصْيتــــــيْنِ هوى الحـياءُ
وأمّا حينَ تُختــــــــــتمُ اللّيالي
فإنّ غداً يُقـــــــــــــالُ لهم لقـــاءُ
وفي وطنِ العروبةِ ضلَّ أهْلي
وهــبَّ الويْلُ فاخْـــــتنق الوفاءُ
متى كنّا نعيشُ على الدّعارهْ
متى كُنّا نتــاجرُ في القــــذارهْ
هل الأسلافُ كانوا فاسدينَ
أم العملاءُ أضـحوا في الصّـدارهْ
بكتْ على وطني دمْعاً عُيوني
وشابَ الرّأس مِنْ وَجَعِ الخــساره
أفكّر في السّــــؤال بلا جواب
ويؤلمني الحديث عن الحــضاره
وعن عرب الجزيرة حين كانوا
فلاسفة الـــــثّقافة والتّـــــجاره
تصاعدَ في تَحاورُنا النّــــــباحُ
وحمَّ الجهْلُ فاشْتــبكَ النّــطاحُ
وقهْـــقهَ كلُّ من شهدَ العراكَ
وبينَ الحاضرينَ علا الصّـــــياح
طغى التّدجين في وطني وأمسى
بأمّتنا التّســــــــلّط يــــــــستباح
وأفرزت العقــــــول كلاب عصر
يؤازرهم على العـــــــمل النّباح
وإن وجدوا النباح بدا عجوزا
تحرّك نحو هبّـــــــتنا السّــــلاح
أرى عرباً سماسرةً وحوشا
وفي نزَواتهم فاقوا الجُــحوشا
تجاوزَ جهْلُهم كُفْرَ الأعادي
ومن غوْغائهم صـنعوا الجُيوشا
كأنّ الحاكمين لهم حقوق
بمقتــضياتها ابتـكروا النّعوشا
وليس لنا على الأقدار حولٌ
ومنْ حُكّامنا نخْشــى القُروشا
فكيف سيرحلُ الطّاغوثُ عنّا
وقد فاق الغــوائلَ والوُحــوشا
شعوبٌ نحنُ أم نحنُ العبيدُ
لماذا نحنُ جمّـــدَنا الجلــيدُ
لماذا نحنُ كالغرْبانِ صـــــرْنا
نُقــــلّدُ في الحـياة ولا نريدُ
يحيّرني التّرقّب عند أهلي
وقهـــر النّاس في وطـني يزيد
نعيشُ على التّقوْقُع والتّردّي
ويحْكمنا التّـــسلّطُ والوعيــدُ
وهذا حالُ أهلي في بلادي
فأيْنَ هو التّـقدّمُ والــجديدُ
ألا يا حاكم الأوطـــــانِ فينا
تذكّرْ وعْد ربّ العالمـــــــينا
فما من ناصرٍ للقـــاعدينا