حوارات صامتة
بقلم الأديب:أحمد عفيفي
دمياط / مصر
فى رحلة العودة تمتم لنفسه قائلا:لابُدَّ من حسم الأمر,تسامحتُ كثيراً ,وكثيراً ما بَكتْ,وأقسَمتْ الّا تعود لإهمالها,ولكن دون جدوى..
فتح كالون ومرق للداخل,إتجه إلى حجرته مباشرة.قعد على حافة سريره البارد,إنتبه لصمتِِ لم يعتاده,مشى إلى حجرتها,فتح الباب.تسمّر فى مكانه,جحظت عيناه من هول ما شاهد فى باحة عينيها,باءت المحاولات بالفشل فى إيصال صوتها إليه,كبَّلته الحيرة,إتجه إلى-المنور- المفعم بالمياه الموحلة, بصعوبةِِ أدار موتور دراجته البخارية البارد,ثم عاد أليها,سحبها بمشقة ووضعها فوق المقعد وسار متكئاً على إحدى قدميه فى الطريق الموحل
*راح يُفرك يديه بتوتر وهو بستعرض ما كان انتوى فعله فى رحلة العودة,أفاقه صوت الطبيب قائلاً بصوت حاد وحازم:-تيفود-,حالة شديدة الخطورة,لابد من العزل التام وعدم ارضاع الصغير,لابد من متابعة لون-البول- كل ساعتين,لابد من وجود طبيب مقيم مغ الحالة..لابد من..ومن….
*نظر الطبيب المقيم إليه مبتسماً,فنظر بدوره إلى الراقدة, لم يعُدْ يرى الإصفرار المرعب فى باحة عينيها..شاهد فيهما حوارات صامتة,وشاهد وجهاً جديداً غير الذى أتى به إلى عيادة الطبيب,إستشعر شيئاً مختلفاً,مَلَّس بأنامله فوق جبهتها,كانت عيناها وأهدابها تترجمان إمتنانها وشدة حبها له,وكان الطبيب المقيم يراقب بابتسامة هادئة نظر فى عينيها طويلاً, ثمَّ استدار, لم بجد الطبيب المُقيم