كتبت / يارا المصري
ويقول مسؤولون أمنيون في رام الله إن حماس وأعضاء فصيل دحلان يسعون لتوحيد صفوفهم في الضفة الغربية أيضا قبل الانتخابات البرلمانية بهدف الفوز بمقاعد في المجلس التشريعي أكثر من قائمة فتح الرسمية.
ثمة تحالف غير معلن يتشكل تدريجياً في قطاع غزة، بين حركة حماس التي تحكم القطاع، وتيار القيادي المنشق والمفصول من حركة فتح محمد دحلان، وقد تجلى ذلك بعودة عدد من عناصر ورموز هذا التيار إلى القطاع، بمن فيهم بعضُ من صدرت بحقهم أحكام قضائية على خلفية انتهاكات سابقة.
بعض العائدين إلى القطاع كانت قد صدرت بحقهم أحكام بالإعدام، وبعضهم كان مطلوباً لأجهزة أمن حماس، والمفاجأة أنهم دخلوا القطاع من بوابة الــ(VIP) وليس فقط، من دون أي مساءلة أو مراجعة، ما يعني أن ملفاتهم تم إغلاقها وطي صفحتها، أو على الأقل تم تجاوزها لأسباب سياسية وفصائلية، فيما تُبرر حماس ذلك برغبتها الانفتاح على الجميع وتحقيق المصالحة ومحاولة إنهاء الانقسام الداخلي، وتقول إن القطاع أصبح مفتوحاً لكل فلسطيني على اختلاف انتمائه وتوجهاته.
واقع الحال، أن الانقسام الفلسطيني حاصل بين حركتي حماس، التي تحكم قطاع غزة، وفتح التي تحكم الضفة الغربية، وبالتالي فإن أي مصالحة ناجحة، تستوجب وجود هذين الطرفين بالضرورة، هذا طبعاً مع عدم التقليل من أهمية الفصائل والقوى الأخرى، وضرورة حضورها ومشاركتها في أي مصالحة لتشمل المكونات السياسية كافة، وفي المقابل فإن التقارب بين أي من المتخاصمين (فتح أو حماس) مع طرف ثالث، لا يعني بالضرورة الاقتراب من المصالحة، وإنهاء الانقسام السياسي.
ما حدث في قطاع غزة في السنوات الأخيرة هو أن الباب فُتح على مصراعيه لتيار دحلان في حركة فتح، وهذا التيار يُمثل انشقاقاً داخل حركة فتح، التي تحكم الضفة الغربية وتهيمن على السلطة الفلسطينية منذ تأسيسها، أي أنه ليس فصيلاً سياسياً أو حزباً مستقلاً، ظهر على قاعدة الاختلاف السياسي الطبيعي في الرؤى والبرامج، كما أن الأهم من ذلك أنه ممول ومحسوب على دول في المنطقة، تتناقض بشكل مباشر مع حركة حماس، وتدعم المشاريع المضادة لحماس والحركة الإسلامية، وهو ما يفتح باب الكثير من الأسئلة عن سر التقارب بين الطرفين، اللذين يتناقضان منطقياً وسياسياً وأيديولوجيا؟
مشاركة تيار دحلان في الانتخابات المقبلة سيعني بالضرورة أن حركة فتح ذاهبة إلى مزيد من التفتيت والانقسام، ورغم ذلك فالتقارب بين حماس ودحلان، أو التحالف التدريجي غير المعلن بينهما، لا يثير الأسئلة في ذاته فقط، وإنما في توقيته أيضاً، فقد تصاعدت وتيرته بعد صدور المرسوم الرئاسي بإجراء الانتخابات الفلسطينية، وإعلان كل من حماس ودحلان ترحيبهما بإجراء الانتخابات، كما أنه يأتي متزامناً مع جهود المصالحة الحقيقية بين فتح وحماس، وبلغ ذروته مؤخراً بعودة عدد من رموز هذا التيار المنشق وقادته إلى القطاع بعد أكثر من 15 عاماً
زر الذهاب إلى الأعلى