كتبت / يارا المصري
قبيل اجتماع الفصائل المقرر عقده في شهر شباط / فبراير في القاهرة ، تتصاعد التوترات بين كبار قادة حركة حماس. تلقي مصادر فلسطينية داخل حماس ومقرها غزة باللوم على خالد مشعل (المقيم حاليًا في قطر) لموافقته على التنازل عن السيطرة المدنية على غزة لصالح فتح كجزء من اتفاقية الانتخابات بين الحركات.
تدعي هذه المصادر أن حماس تصر في هذه المرحلة على الاحتفاظ بسيطرة حصرية على الجناح العسكري في غزة ، لأنها ترغب في تبني نموذج حزب الله في لبنان. من المحتمل أن يكون هذا الموضوع حجر العثرة الرئيسي في اجتماع الفصائل في القاهرة في أوائل فبراير.
وبغض النظر عن فوزها أو خسارتها , فستجد حركة حماس نفسها مضطرة لاستنساخ تجربة حزب الله في لبنان – من حيث تدري أو لا تدري , ترغب أو لا ترغب – من أجل استعادة الوحدة الوطنية بحدها الأدنى عل الأقل . حيث تتنازل حماس شكلياً عن قطاع غزة مع الاحتفاظ بالسلاح , والنأي بالنفس بعيداً عن منظمة التحرير الفلسطينية واتفاقياتها و التزاماتها. و بالتالي تجد حماس مخرجاً – لنفسها و للرئيس محمود عباس – من الضغوط الإقليمية و الدولية , و التي من الواضح أنها تدفعهم دفعاً للانتخابات , و لاسيما الإدارة الأمريكية الجديدة بزعامة بايدن , التي يبدو أن الإنتخابات و تجديد الشرعيات بهذا الوقت و التوقيت، وهو مطلبها و مدخلها ,لإعادة العلاقات مع السلطة الوطنية الفلسطينية .
إن محاولة نقل تجربة حزب الله من قبل حركة حماس , مرتبط بمدى رغبتها و قدرتها على ذلك , من حيث انخراطها بشكل أو بآخر في النظام السياسي مع احتفاظها بسلاحها – مع الإقرار بالتباين ما بين الوضعين الفلسطيني و اللبناني – حيث ان مسألة سلاح التنظيمات الفلسطينية في قطاع غزة , كان و مازال أهم العقبات التي تحول دون المصالحة و الوحدة الوطنية . ولكننا نتساءل هنا هل تقبل القوى الداخلية الفلسطينية و الإقليمية و الدولية بهذا الخيار أو تسمح به أو تسكت عنه، لاسيما ونحن نتابع الضغوطات التي تمارس على لبنان داخلياً و خارجياً بفعل سلاح حزب الله.
حركة حماس ستجد نفسها أمام خيارات صعبة سواء شاركت بالانتخابات أم لم تشارك , فازت بها أم خسرتها. ومن هنا فإن هناك محاولات جدية لتشكيل قائمة موحدة بين حركتي فتح وحماس , من أجل الخروج بمعادلة الرابح للطرفين ضمن نسب و آليات متفق عليه .
وبالمحصلة النهائية فان حماس لن تتخلى عن هيمنتها على قطاع غزة , بغض النظر عن نتيجة الانتخابات، طالما أنها تملك أكبر قوة عسكرية، وهذا ما سيأزم من مفاوضات المُصالحة.
زر الذهاب إلى الأعلى