حكاية فى حدوتة عن أول وأقدم محطة بحرية بالبحر الاحمر
البحر الأحمر : حنان عبدالله
حدوتتنا اليوم عن أول وأقدم محطة بحرية للأحياء
المائية تقام على حوض البحر الأحمر فى مدينة
الغردقة عن ماحكاه المؤرخ صلاح سليمان
الرشندى
كلفت جامعة الملك فؤاد الأول (جامعة القاهرة)
الدكتور “سيريل كروسلاند” الإنجليزي الجنسية
للقيام برحلة إستكشافية فى سواحل وجزر البحر
الأحمر على متن مركب تسمى “قولة” وبرفقته
وفد بحثى من الجامعة تم خلالها اختيار منطقة
شمال الغردقة لكي تكون “محطة أبحاث”، وذلك
لبعدها عن العمران وقربها من الشعاب المرجانية
والبيئة البحرية النموذجية، وبالفعل أنشأت(محطة
الأحياء البحرية) في عام 1928، وأهدى معهد
الملك فؤاد بالاسكندرية مكتبته وتجهيزاته المعملية
للمحطة، وبدء العمل البحثى فعليا بها في 1932
تحت رئاسة العالم الإنجليزي “سيريل كروسلاند” ،
وقد كانت آنذاك تابعة لكلية العلوم جامعة الملك
فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليا)، وفى عام 1945
إستقلت المحطة بذاتها وحملت اسم (المعهد
الملكي لعلوم البحار بجامعه فؤاد الاول)، حتى
أصبحت فيما بعد فرعا مستقلا بذاته تحت اسم
(المعهد القومى لعلوم البحار والمصايد فرع البحر
الاحمر)، وتعتبر أول محطة بحرية للأحياء المائية
تقام على ساحل البحر الأحمر والوحيدة بلا منافس
على مدار ثلاثين عاما، وقد تولى الدكتور العلامة
“حامد جوهر” رئاسة المحطة في عام 1934 ولمدة
40 عاما، شهد خلالها المعهد نشاطا علميا لامثيل
لة، حيث قام الدكتور جوهر خلال تلك الفترة بإنشاء
متحف الأحياء المائية وعمل أبحاث هامة في مجال
علوم البحار، بالإضافة إلى برنامجة التلفزيونى
الإسبوعى الشهير (عالم البحار).
قامت إدارة المعهد ببناء حى سكنى وسمى حى
“الأحياء” وهو عبارة عن إستراحات ومساكن
للدكاترة والفنيين والعاملين والبحارة، وكذلك مبانى
خاصة بمتاحف الأسماك والطيور البحرية المحنطة،
وأحواض للأسماك الحية تضم أنواع مختلفة منها
بالإضافة إلى القروش والسلاحف، وتم مد هذا
الحى بمولد كهرباء خاص يغزى كل هذه المنشآت
والمساكن، وكان يعمل حتى منتصف الليل ثم
يتوقف حتى الصباح ويعاود العمل مرة أخرى،
ويشمل المعهد اثنى عشر معمل أبحاث تغطى
تخصصات عديدة فى مجال علوم البحار، ويحتوى
معرض الأسماك على ستة وعشرون حوض زجاج
لعرض الأسماك الحية والرخويات والقواقع، كما
يوجد به 7 مختبرات فوق رأس الجسر الممتد إلى
البحر على بعد 200 متر من الشاطى، وفى نهاية
الجسر أربعة أحواض خرسانية مبنية داخل البحر
وبها مسام تسمح بدخول وخروج الماء لإبقاء
الحيوانات حية من أجل اجراء التجارب.
قام الملك فاروق بزيارة المحطة فى أواخر أربعينات
القرن الماضى، وكان بصحبتة العلامة الكبير الدكتور
حامد جوهر صاحب الفضل فى إنشاء محتويات هذا
الصرح العلمى الكبير الذى للأسف تراجع دورة
العلمي تدريجيا بعد تركة رئاسته وتحول إلى إدارة
حكومية روتينية بيروقراطية من الطراز الأول، وفى
أول زيارة لة للمتحف بعد تركة رئاستة رفض دخولة
وحزن حزنا كبيرا عندما شاهد مابناة طوال هذه
السنين قد عبثت بة أيدى الإدارات الجديدة التى
تفتقر إلى العلم والخبرة التى قامت بالتخلص من
معظم محتويات المتحف الثمينة وقد أهدرت بذلك
جهد أحد أعظم علماء البحار فى مصر والعالم.
وفى السنوات القليلة الماضية تم إنشاء متحف
الأحياء المائية (جراند أكواريوم) فى الغردقة
والمصنف رقم ٣ على مستوى العالم، وقد حقق
رقما قياسيا فى موسوعة جينيس حيث يضم آلاف
الأنواع من الأحياء البحرية بمختلف أنواعها، وبة نفقا
زجاجيا يمر عبرة الزائرين تحيط بهم المياة من كل
جانب ويعطى المحاكاة الطبيعية للحياة البحرية،
ويستقبل يوميا المئات من السائحين الأجانب
والمصريين بالإضافة إلى رحلات الجامعات
والمدارس.