حكاية فانوس رمضان : و حكاية وحوي يا وحوي
كتب طارق سالم
يعتبر فانوس رمضان من أهم وأشهر رموز شهر رمضان وهو جزء لا يتجزأ من زينة
ومظاهر الاحتفال بقدوم الشهر المبارك ولكن هل سألت نفسك يوما ما هو أصل فانوس؟
فنحن فيما يلي سوف نقوم بعرض أصل وحكاية فانوس رمضان على مر العصور فقد كان
الفانوس في بداية الإسلام يستخدم كوسيلة إنارة يهتدي بها المسلمين عند ذهابهم إلى
المساجد في الليل
أن المصريين عرفوا فانوس رمضان منذ يوم 15 رمضان 362 هـجرية 972 ميلادية حين
وصل المُعزّ لدين الله إلى مشارف القاهرة ليتخذها عاصمة لدولته وخرج أهلها لاستقباله
عند صحراء الجيزة فاستقبلوه بالمشاعل والفوانيس وهتافات الترحيب ووافق هذا اليوم
دخول شهررمضان ومن يومها صارت الفوانيس من مظاهر الاحتفال برمضان.
• معنى كلمة فانوس وأصل كلمة فانوس يعود إلى اللغة الإغريقية التي تعني أحد
وسائل الإضاءة كما يطلق على الفانوس في بعض اللغات اسم “فيناس” ويذكر أحد
المؤلفين ويدعى الفيروز أبادي مؤلف كتاب القاموس المحيط إلى أن أصل معنى كلمة فانوس هو (النمام) لأنه يظهر صاحبه وسط الظلام .
• أصل استخدام الفانوس أما بالنسبة لأصل الفانوس وبداية استخدامه فيوجد عدة
حكايات بهذا الشأن منها أن الخليفة الفاطمي كان دائما ما يخرج إلى الشارع في ليلة
رؤية هلال رمضان لاستطلاع الهلال وكان الأطفال يخرجون معه يحمل كل منهم فانوس
ليضيئوا له الطريق وكانوا يتغنون ببعض الأغاني التي تعبر عن فرحتهم بقدوم شهر
رمضان ورواية أخرى وهي أن أحد الخلفاء الفاطميين أراد أن يجعل كل شوارع القاهرة
مضيئة طوال ليالي رمضان فأمر شيوخ المساجد بتعليق فوانيس على كل مسجد وتتم
إضاءتها بالشموع ورواية أخرى أيضا بأنه لم يكن يسمح للنساء بالخروج سوى في شهر
رمضان فكن يخرجن ويتقدم كل امرأة غلام يحمل فانوس لينبه الرجال بوجود سيدة في
الطريق حتى يبتعدوا مما يتيح للمرأة الاستمتاع بالخروج ولا يراها الرجال في نفس
الوقت وحتى بعدما أتيح للمرأة الخروج بعد ذلك ظلت هذه العادة متأصلة بالأطفال حيث
كانوا يحملون الفوانيس ويطوفون ويغنون بها في الشوارع وسواء كانت أي روايه هي
الصحيحة فسوف يظل الفانوس عادة رمضانية رائعة تجلب السرور والبهجة على الأطفال
والكبار وتحتفي بقدوم شهر رمضان المبارك خصوصا لدينا في مصر وهي عادة تنتقل من
جيل لآخر للكبار والصغار حيث يلهو الأطفال ويلعبون بالفوانيس الصغيرة ويقوم الكبار بتعليق الفوانيس الكبيرة على المنازل والمحلات.
• الجدير بالذكر أن أول من عرف استخدام الفانوس في رمضان هم المصريون منذ قدوم
الخليفة الفاطمي إلى القاهرة قادما من الغرب وكان ذلك في اليوم الخامس من شهر
رمضان لعام 358 هجرية خرج المصريون في مواكب من رجال وأطفال ونساء حاملين
الفوانيس الملونة لاستقباله وبهذا تأصلت عادة الفانوس وأصبحت رمزا رمضانيا ثم
انتقلت هذه العادة من مصر إلى معظم الدول العربية وبذلك أصبح فانوس رمضان جزءا
أصيلا من تقاليد شهر رمضان.
ولقد تطورت صناعة الفانوس على مر العصور من حيث الشكل واللون والتركيب حيث
كان له شكل المصباح في البداية وكانت تتم إنارته بالشموع ثم أصبح يضاء باللمبات
الصغيرة ثم بدأ يتطور حتى أخذ الشكل التقليدي المعروف لنا جميعا وبعد ذلك أصبح
الفانوس يأخذ أشكالا تحاكي مجريات الأحداث والشخصيات الكرتونية المختلفة المشهورة في الوقت الحاضر.
• أنواع الفوانيس
توجد بعض الفوانيس المعقدة من ناحية تصميمها مثل الفانوس المعروف “بالبرلمان
“والذي سمى بذلك نسبة إلى فانوس مشابه كان معلقا في قاعة البرلمان المصري في
الثلاثينات من القرن الماضي وكذلك الفانوس المسمى “فاروق” والذي يحمل اسم ملك
مصر السابق والذي كان قد صمم خصيصاً لاحتفال القصر الملكي بيوم ميلاده وتم شراء ما يزيد على 500 فانوس من هذا النوع يومها لتزيين القصر الملكي.
• أصل كلمة “وحوي يا وحوي” المصري القديم فكلمة (أيوح) معناها القمر وكانت الأغنية
تحية للقمر وأصبحت منذ العصر الفاطمي تحية خاصة بهلال رمضان وهناك رأي آخر يقول
إن وحوي يا وحوي أغنية فرعونية والنص الأصلي للأغنية هو “قاح وي واح وي إحع”
وترجمتها باللغة العربية أشرقت أشرقت يا قمر وتكرار الكلمة في اللغة المصرية القديمة
يعني التعجب ويمكن ترجمتها أيضا “ما أجمل طلعتك يا قمر وأغنية “وحوي يا حوي
إيوحه” هي من أغاني الاحتفاء بالقمر والليالي القمرية وكان القمر عند الفراعنة يطلق عليه اسم “إحع”.
• ويرى بعض المؤرخين ان كلمة وحوي الفرعونية معناها: مرحباً أو أهلاً. وكلمة “إياحة” تعني “قمر” لا سيما قمر رمضان.
وانطلقت الاغنية في أواخر القرن الثامن عشر قبل الميلاد حيث كانت الدولة الفرعونية
الوسطي قد تدهورت وتفككت، مما أطمع فيها شعوب الرعاة البدو القاطنين علي حوافها
الشرقية فتجمعوا في جحافل شرسة مقاتلة سميت الهكسوس لتحتل شرق البلاد وتفرض سيطرتها علي مختلف أقاليمها.
ولكن كان هناك في طيبة السيدة إياح حتب زوجة أميرها تاعا الثاني والتي راحت تحرضه علي أن يرفع راية العصيان في وجه الغزاة الهكسوس ويستعيد مجد وبلاد آبائه من الفراعنة العظام فراح الرجل يعد العدة ويجند الجند ويقوم بالتدريبات ولكنه قتل في الحرب وكذلك قتل ابنها الاكبر.
ولم تهن عزيمة إياح حتب فدفعت بابنها الثاني “أحمس” الذي نجح فيما فشل فيه أبوه وأخوه الكبير بينما أمه إياح حتب من خلفه تشد أزره وتقويه وينتصر أحمس علي الهكسوس ويطارد فلول الهكسوس إلي البادية .
ولهذا خرج المصريون بالمشاعل يستقبلون السيدة ويهتفون “وحوي” اي مرحبا “اياحة” اي قمر فالسيدة اسمها قمر الزمان وهكذا أصبحت وحوي إياحة أو أهلاً يا قمر تعويذة المصريين وشعارهم لاستقبال كل قمر يحبونه وعلي رأسها قمر رمضان.
• ومن المؤكد أن فانوس رمضان دائما ما يكون مصدر بهجة للكبار والصغار ويسبب حالة من الفرح والسعادة لنا جميعا في استقبال شهر رمضان .
زر الذهاب إلى الأعلى