حقوق المرأة في الإسلام .
بقلم / محمد سعيد أبوالنصر
كتاب جديد للأستاذ الدكتور والباحث الكبير الدكتور طارق
السيد عبد الباقي جاد ، حصد به جائزة مجمع البحوث
الإسلامية في مسابقة “الإعجاز العلمي”
نبارك له الجائزة ،والكتاب من البحوث الرائعة عن حقوق المرأة
في الإسلام حيث بين كيف كانت المرأة مستضعفة ، مهيضة
الجناح ، وجاء الإسلام بشريعته الغراء فنصرها ومنحها حقوقا
ما كانت لتحصل عليها إلَّا في ظلال الإسلام، والكتاب من روائع
الكتابات ،وقد بَيَّنَتْ الدراسة اعْتِنَاء الإسلام بالمرأة ، فحياة
المرأة قبل الإسلام كانت تقوم على التعسف والظلم والقهر ،
فكان الشأن كله للذكور فقط ، وكانت المرأة مظلومة ومهانة ، لا
شأن لها حتى جاء الإسلام فرفع قدرها وأعلى شأنها بدعوته إلى
المساواة والعدل الشامل
وعَرَّفَتْ الدراسةُ معنى الإعجاز العلمي ، وشروط التفسير العلمي
لنصوص القرآن والسنة ،وبينت مفهوم التنظيم لغة واصطلاحا،
والمقصود بمصطلح الحقوق في اللغة، وفي الاصطلاح، وعند
العلماء القدامي، والمعاصرين، وعند الأُصُولِيين ،وأهل القانون.
وبينت مَصْدَر الْحَقِّ، وأَرْكَانه ،وأوجه أهميته.
وشرحت الدراسة مكانة المرأة في الحضارات السابقة كالحضارة
اليونانية، والهندية ،والفارسية ، والصينية ،والبابلية ،والمصرية
،والسومرية ،وعند اليهود، والنصارى ، وعند العرب قبل الإسلام
،وبعد الإسلام ، ومكانة المرأة في العصور الوسطى، وفي العصر الحديث.
وبَيَّنَتْ الدراسة كيف عامل الإسلام المرأة ، وكرمها بنتاً وأماً
وزوجةً ، ومنحها حقوقا تتساوى فيها مع الرجل، ووضحت
فلسفة الإسلام في التمايز بين الرجل والمرأة في بعض الحقوق
كالشهادة ،والميراث، والدية ،والقوامة.
كما وضحت الدراسة مظاهر اهتمام الإسلام بحقوق المرأة في
كل النواحي فالمرأة نصف المجتمع، ومسؤولة عن تربية النصف
الآخر، وهي بالتالي تمثل كل المجتمع نصفه بالأصالة، ونصفه
الآخر بالوكالة ،والإسلام منح المرأة حق الحياة وعاقب مَنْ
يعتدي على هذا الحق، بل وأحسن استقبالها عند ولادتها، ولم
يفضل الذكر عليها، وسماها بأحسن الأسماء ،وأعطاها نصيبا في
الميراث ،وخلد ذكرها في القرآن ،وخاطبها بالتكاليف الشرعية
مثل الرجل سواء بسواء. ومنحها حرية الإرادة والتعبير عما في نفسها.
كما منحها حق التعليم ،وأزاح المعوقات التي تقف في طريق
تعليم المرأة، واعتنى بتعليم النساء ، وأعطاها الحقوق المالية ،
وشرع لها المهر ، وقد بينت وجه الإعجاز التشريعي في حِكْمَة
وُجُوب الْمَهْرِ فِي عَقْدِ النِّكَاحِ، كما منحها حقوقها السياسية
،وشرحت الدراسة تولى المرأة الرئاسة في السياسة الشرعية
والنظم الوضعية ،كما بينت حكم عمل المرأة داخل البيت
وخارجه، وحكم إرضاع المرأة لولدها، وحكم عمل المرأة في
الوظائف العامة كطبيبة، ومحامية ،وفي التعليم، وفي التجارة والأعمال الحرة.
وشرحت الدراسة سَبْقَ الشريعة الإسلامية لكل الاتفاقيات
الدولية في إعطاء المرأة حقوقها قبل هذه القوانين الوضعية ،
ولو وجد قانون للمرأة أقرته هذه القوانين فهو نص جامد، أو لا
يرتقي لنصوص الإسلام ، أما الإسلام فهو أكثر عمقًا وشمولًا مما
في القوانين الأخرى فالشريعة انفردت بحقوق وأحكام لمت توصل إليها التشريعات الوضعية.
وبالجملة فالكتاب درة من الدرر ،وقطعة من الماس ، كتبها
بلسان الباحث ،وبلغة الفقيه ،وبروح العالم ،جمع فيها معانى
الإعجاز وأحكام الشرع بلغة أدبية ،وأسلوب أخاد. نبارك للمكتبة
هذا الكتاب الجديد الذي أضيف إلى رصيدها الفكري كما نبارك
للأستاذ الدكتور طارق السيد عبد الباقي .
زر الذهاب إلى الأعلى