أدب

حرب الكلمة

بقلم.  /  خالد البليسى

أيها القارئ الكريم:

إن العالم الآن يعانى من حرب شرسة ضروس ألا وهى حرب الكلمة سواء كانت هذا الكلمة  منطوقة أو مكتوبة أو مسموعه فوجب على الجميع أن ينتبه لما يقول وما يسمع وما يكتب فالحرب الكلامية لا تقل خطرا عن أى نوع من الحروب فبكلمة  تشعل نار الفتن والجروب بين الدول والأمم وبكلمه خربت بيوت وبكلمة  يتمت أطفال وبكلمة بكت العيون وبكلمة فرق بين الأخ وأخيه وبكلمة يتهم شريف وبكلمة يخون أمين.
إن ترك الألسنة تلقى التهم جزافا بدون بينة أو دليل يترك المجال فسيحا لكل من شاء أن يقول ما شاء فى أى وقت شاء ثم يمضى آمنا مطمئنا فيصبح المجتمع ويمسى وإذا أعراضه مجرحه وسمعته ملوثه وإذا كل فرد فيه متهم أو مهدد بالإتهام وهذة حالة من القلق والفوضى والشك والريبة التى لا تطاق بحال من الأحوال ومن هنا شدد الإسلام على خطورة الكلمه وخطر اللسان وجاء القرآن ليلفت الأنظار والقلوب والعقول إلى خطورة الكلمة وخطر اللسان على الإنسان فقال سبحانه
(وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ۝ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ ۝ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ) وفى السنة المطهرة حذر المصطفى من اللسان وبين خطورة الكلام فقال صل الله عليه وسلم (إنَّ العبد ليتكلّم بالكلمة مِنْ رضوان الله لا يُلْقِي لها بالاً، يرفعه الله بها في الجنة, وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سَخَط الله لا يُلْقِي لها بالاً، يهوي بها في جهنم) …كلمه!!!
كما تكلمنا؟؟؟
كم وقعنا فى أعراض بعضنا البعض؟؟
كم وقعنا فى الغيبة والنميمة؟؟
كم أتهمناالأبرياء والشرفاء بالباطل؟؟
كان عبد الله بن مسعود رضى الله عنه يخاطب لسانه ويقول:
(يا لسان اسكت تسلم وأسكت عن سوء تغنم والا فاعلم انك ستندم)
وفى الحديث الصحيح انه صلى الله عليه وسلم قال:
( ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه ؟ ) ، قلت : بلى يا رسول الله . قال : ( رأس الأمر الإسلام ، وعموده الصلاة ، وذروة سنامه الجهاد ) ، ثم قال : ( ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ ) قلت : بلى يا رسول الله . فأخذ بلسانه ثم قال : ( كفّ عليك هذا ) ، قلت : يا نبي الله ، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ ، فقال : ( ثكلتك أمك يا معاذ ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم – أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ؟ )نعم ما أوقع الناس فى الهاوية والهلاك والشر والفتن إلا اللسان.
ألا فلنتقى الله فيما نقول وفيما نكتب وفيما نسمع…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى