بقلم مصطفى سبتة
هذا المسيح ضميري الحر يعجبه
يبدو بصورته الأحلى ويطربه
تهواه عيني ترى دنيا عجائبه
عندي الهوى دينه يسموومذهبه
في كل عيد سعيد كنت أمدحه
هذا المسيح بشعري الحلوأعجبه
قد صار لي هاديا أو فاديا معه
لي كل مجد بنظمي الشعرأنسبه
و العمر يتعبني و الموت يتبعني
قد جاء فيه الذي ماكنت أحسبه
و الذكر قلبي بحسن الصوت يطربه
و الفكر عقلي بسحر النور ينجبه
خمر الرضا كأسه يصفو بحضرته
إذ أنشدالشعر كالسكران أشربه
أزهى بنور الغنى كالشمس مشرقه
أبهى بضوء السنا كالبدر مغربه
يزهو ملاكي بشدو الشعر أطربه
ذكري به وجهه الشيطان أضربه
بشرى الخلاص و ذكرى للمناص ترى
إنجيله الوضع فيه القلب يقلبه
نور المسيح أضاء القلب عالمه
كالطفل يزهو بأرض اللهو ملعبه
و السحر كالبدر للأجنان يسحبه
و الضوء كالشمس للأعيان يجلبه
طول الحياة فؤادي يشتكي ألما
دهري عليه صليب الموت يصلبه
كالعبد في دينه حبي سأعبده
و الهم ياسيد العباد يتعبه
أضحى المسيح له فاد و قدوته
و الحب علمه لا شيء يغلبه
حبلى بشتى مزايا الخير جنته
كالطفل ثدي العطايا منه أحلبه
شعري على مقلتي كالدر أنظمه
نثري سمى بدمي في اللوح أكتبه
من واقعي بالخيال الحر أرسمه
بحر القوافي بفلك العلم أركبه
للعالم النور يعطي حزت ظلمته
قلبي حجاب الدنى ماقط يحجبه
فوق السماوات رب المجد يرفعه
للأرض في آخرالأزمان يجلبه
لسوف يأتي و دين الحق يفرضه
ما عن مساراته من سار أجنبه
يعطي هناء إلى روحي و يحرسها
يعطي دروسا لعقلي أويأدبه
ظهري عليه جبال من أذى ظلم
و النور يعلو إلى صدري أقربه
للقلب ثورته للحب ثروته
كالمال في عالم الأعمال أنهبه
يزهو ملاكي و مثلي كنت أحسبه
الشيطان غاو بساطي منه أسحبه
ما قاله في تعاليم يصدقه
قلبي و يرضى الوصايا لا يكذبه
لي معجزاتي بشعري كالمسيح أرى
منها عروس الحياة الود أخطبه
أهدي بعيد الفدى كبشي أرى حملي
للذئب في مأثم الطغيان مخلبه
أغلى الرجال وتين القلب يطلبه
أحلى الرجال ضياءالعين يحسبه
شعر المديح كعقد الدر أنظمه
ألقى كتاب الهوى العنوان يكتبه
في الحب ملهمه تبدو معلمه
و الصب من قد هوى ما كان يعتبه
في قوله أجمل الأقوال يدعمه
في فعله الخير يهدي أو يرغبه
في الحسن بسمتك الجملاء تفرحه
قلبي صريع الأسى والحزن أشجبه
و القلب طول الهوى تسري محبته
و الشعر يهدى له منا و نوهبه
منه المسيح الذي قد ساح مقتبس
كوني جميل به نوري أرتبه
شِعري فدين السلام الحر أدبه
شَعري فزيت المسيح الحلورطبه
رمز المحبة قلبي الحر يعشقه
كالخمر حلو الهوى في الكأس أسكبه
رمز السلام تغنى في الكلام به
كل الشعور جمال الشعر يسلبه
و الظلم منهزم و العدل منتصر
للدهر ساعته قد دار عقربه