حبيبتي ظنت أنني يوسف بقلم محمد مصطفى سبته
بقلم محمد مصطفى سبته
حبيبتي ظنت أنني يوسف
وبيننا مسافة شاسعة كالبعد
بين الأرض والسماء
وأسعى لتُخلَد ذكرانا بقرص
الشمس وقت المساء
وأجلس في عريني هائماً
بعد أن قد نال مني الثواء
ولا أزال أُفكر فيكِ بشغف
عميق منتظراً خير الأنباء
فاتنتي! ملكة عرش قلبي
والأميرة على كل النساء
فوجهكِ كالبدر في جماله
ودلاله،كالجوهرة الحسناء
وخجلكِ زاد قلبي لهفة
وخشوعاًمثل الزهرة الحمراء
فأنتي درة الشرق المتألقة
والتاج على رؤوس الأمراء
كنت أرتحل بين أقطار
الأرض من المحيط للصحراء
وقد إنتظرت قدومكِ الأعز
بجانبي من الصيف للشتاء
وقضيت دهوراً أبحث عنكِ
بكل بستانٍ مُنيتي الزهراء
إلهي!،بحثت عنها في كل
زمان وفي القمم الشماء
وبكل مكان على الأرض
حزيناً بائساً سائلاً ربي العزاء
وعلي شاطئ الإسكندرية
جالسُ فوق الصخرة الصماء
فتحلق بالأعالي الطيور
والأمواج تعلو بالرياح الهوجاء
ليقودني القدر نحوك فيُست
جاب دُعائي في ليلة العفراء
ظهرتي أمامي بزمن سيطر
على البلاد والعباد الوباء
في عصر عز فيه كلمة الشرف
وأصبح فيه نادراً الولاء
ففرحت كثيراً وسجدت للعزيز
لأنه قد أزال عني العناء
سوف أخلد إسمكِ في كتاباتي
بأجمل وأغلى الأسماء
ليتخذكِ اللاحقون إسطورة
كما سطر العرب عن العنقاء
فيتغنى بدلالكِ عازف الألحان
وتُخلدين بأجمل الشعراء
وينحني لكِ المقاتلون الفرسان
ويمجدوكِ بالمدح والثناء
وأدعوكِ وقت السحر فتظهري
أمامي كالمرمر الوضاء
ولنركب على جوادي مُهاجرين
نحو الأراضي الخضراء
فنتسامر بالروايات طوال
الليالي تحت شجرة الكستناء
ولم أكُْن أعرف أن سيف
الهوى بتار وسهم العشق بكاء
وأصبحت أعشقك بلا عنوان
يا درة المجد وساكنة العلياء
فلتكوني بجانبي دائماً ولتعود
أمجادي فأظل رافعاً اللواء
وياليت شعري يدلني بين
الثرى والثريا على ميعاد اللقاء