حبيبتي رمتني بعشقها
حبيبتي رمتني بعشقها
بقلم – مصطفى سبتة
لقد رمتني حبيبتي بعشقها
أتظنها تعلم بإحتراق فؤادنا
وما رمت به أبابيل عيناها
رمتني بعشق كمثل حجارة
غدوت عصفا طحنته يمناها
وما كان منذ كانت جوارحي
سم زعاف قبل يوم ألقاها
أتظنها تعلم أني ما خدعتها
وما فكرت هنيهة لأنساها
وما فكرت أن أهيم بغيرها
فهي الهيام والروح مسراها
عاث الجوى ثم تعاظم بغيه
فأذاق الروح حزنها ودساها
وحط الرحال بديار مهجتي
يصبو تخوم مائها ومرعاها
أتظنها تعلم أني حين فقدتها
غدوت أحزن الناس وأشقاها
ولا لذة في العيش تطيب لي
كناقة تاه في الكثيب خفاها
مالي وما للقوم من أنبائهم
إذ قالوا شهيد والجنان خداها
ومالي ومال الناس من قولهم
كان الفتى قز وبغرامها شاها
أتظنها تعلم أني منذ أبصرتها
كرهت الحسان و كنت أهواها
نزعت قلبي ورميته بطريقها
وزرعته وردا ليطيب ممشاها
وفرشت الفراشات فوق خصرها
ونثرت الكحل بحقول رمشاها
وأرسلت قوارير العطر لديارها
وأوصيت العطر بالرجوع إن تاها
وقلت ززيا عطر أقرأ سلامي لها
وأبلغها بأن ززالشرايين مأواها
ولا طاقة زبعيون زبان سحرها
وقد زأفلح الفؤاد حيث زكاها
يا نسيم الروح أخبر من غرت بنا
أن الذي أحبها زعاف العشق أرداها
وقل لها بأن الحزن أحاط. بفؤادها
وقد بكى حتى ابيضت منه عيناها
وقل لها أن الأقلام جفت بشعرها
وكلام.الشعراء وراء الضهر دساها
كتبت قصائدا فاقت طول جبالها
فانفطر الكف اليسار وزاد يمناها
يا نسيم الروح أخبر من هزت بنا
عرش العشاق أن العشق حزناها
ورفعنا القلاع فوق مفاتن شمسنا
ليكون الكون معراجا ومسراها
والف حارس ودورية حول الحمى
وصوت الجياد والسيوف تغشاها
يانسيم. الروح إقرأ سلامي لها
وأقرأ لها الكتاب الذي كتبناها
واشرح لها سفر ملوك طوائف
تطوف العشق دون فهم معناها
وذكرها بكلامنا تحت صنوبر
وميثاق الوعد الذي قطعناها
واحمل لها عطور هند وبخورها
ومسك الغزال الذي حلبناها
نبأها بأن أيام العشاق ماضية
وما يبكيك اليوم قد كان أبكاها
وأن التشفي بمجانين الهوى
حمق زوخذلان في التيه. مولاها
ولا شيئ أشد على الفؤاد ضراوة
كجفى الحبيب عنك و أنت تهواها
متع زفؤادك ما شئت زمن الهوى
فنصيب القلب مكتوب بيسراها
ونسيم ز الروح لا بد من رجوعه
يحمل السحر والملكين جنباها
يعلم الناس أشراط قيامهم
والأشراط تتبع النسيم ززوتخشاها