حارس السيناتور چون قصة بقلم لزهر دخان
كتب/ لزهر دخان
هل تقصد أننا سنتوقف قليلاً . وبعدما نأخذ قسطاً من الراحة نكمل باقي طريقنا ؟ ففهمه مرافقه بإشارة من رأسه تعني نعم . وليوضح له أكثر تشبث بالحبل وإستقر متأرجا في منتصف الجبل الشاهق علوا الخالد تاريخيا لآنه من جبال المكان المقدسة . سأل زميله مرة أخرى . وكم من الوقت سنتوقف ؟. فقال له بإشارة من كفه وجملة من لسانه “دقيقتين” . لم يفكر في تعبه بقدر ما فكر في حماية نفسه من اللصوص . ومع أنه خاف كثيرا إستسلم لرأي مرافقه الذي قاده بسلام. حتى تمكن من الفرار من ملاحقيه . رسم بخياله صورة للعصابة وقد لحق به فريق من أعضاءها ، وخيل له أنهم يُطلقون النار على الجبل يقصدون إصابة الحبلين ، ليقع وصديقه على الأرض . ويقصدون قتلهما أو جرحهما . وما أن إنتهى من سرد أفكاره السلبية على نفسه الضعيفة ، عاد مجددا للتحديق في وجه مرافقه الشجاع . وتذكر نصيحة شركة الأمن له عندما قال له مديرها ، نحن كلنا نحسدك لآن مروان سيحرسك بنفسه مقابل نصف مليون دولار . الأن إذا نجى سيكون مروان قد أنقذه فعلا . وبالتالي ليس كثيرا عليه ثمن عقد عمره خمسة سنوات . كان مروان طوال السنوات الثلاثة الماضية يستثمر المال هو وزوجته فقط . ولا يقدم له أي خدمة جليلة. وها هو يشرف على عبور الجبل به بعدما تمكن من قيادة سيارة هشمها الرصاص. وكسرتها السرعة الجنونية التي فر بها من ثلاثة سيارات سريعة لعصابة لا يهزمها أحد في أمريكا .
بالإنجلزية شكر حارسه العربي “مروان” . وقال له الأن إلى أين ؟ فقال له نبقى هنا سننتظر مروحية الشرطة أو الجيش لتقلنا من فوق هذا الجبل . إلى مكان أمن تنتهي فيه هذه المأساة.
وافق مرافقه على رأيه بعدما كان قد فكر في الترجل من السيارة . وإستخدام حبللان قديمان وجدهما بجوار الجبل . وكانا كافيان لتسلقه الذي كان ممتعا. لآنه إنتهى بدون مشاكل . وقال له لولا أنك لم تكن تتدرب بالتعاون مع شرطة الولايات المتحدة لقلت أنك مجنون. لآني لم أفهم كيف ستأتي مروحية إلى هذا المكان والأن؟ .
فقال له لا تقلق نحن مدربين على مثل هذا وسننجو بفضل شفرات أحفظها . سأرسلها إليهم وسيأتون في الحال. فقال له وكيف سترسل لهم الإشارات ، وهل معك هاتف أو جهاز إتصال . فقال له نعم مع هاتفي وهو يكفي وسيسمعونه وسيخدموننا بدقة وبسرعة . أصلا هذه هي الأوامر من البداية. في حالة الفرار من أي عصابة مسلحة يلزمنا الإختباء عنهم. حتى يختفون وبعدها لا نفكر في العودة بدون إستدعاء الشرطة . ولآننا قد إختبأنا جيدا سنطلب من يقدم لنا النجدة والمساعدة .
سمح له بالشروع في تنفيذ باقي خطته ، وإلتزم بالهدوء بعيدا عنه بمسافة خمسة أمتار . كان يجلس ويفكر في تمديد عقد حارسه . ورفع أجره إذا نجح في إحضار مروحية إلى المكان ورحل به إلى بر الأمان.
سأله حارسه عن العصابة ” ترى من هم بالظبط إذا كنت تعرف تلك الرؤوس الغبية ” فقال له هم تجار مخدرات ويكرهون من يوفر فرص عمل للشباب والشابات في ولايتي ، إنها ولايتي رغم أني لم أعد سيناتورها ، وإنهم سيُهزمون ذات يوم على يد مروان . ترى ما أصل هذا الإسم العربي البطولي . سمعه فرد عنه بقوله ذكرتني بكون إسمي يعني نبات الريحان فالأنثى من إسمي إسمها مروانة . وله أصل أخر وهو حجر يستخدم في إشعال النار قديماً .
إبتسم جون معجبا بما ناله من رائحة الزهرة التي تحرسه بذكاء عربي فواح . وإستعان بوجوده إلى جواره ليستعيد شجاعته مجددا . وقال له وهل تعرف معاني إسمي أنا . مروان كان لا يعرف عن جون الكثير ..ولم يكفي ما ذكره فذكره جون بأصل إسمه في اللغة الإنجلزية قائلا : جون هو إسمي وهو شخصي مذكر يعني علم . ويُعتبر النسخة الإنجليزية لإسم القديس يوحنا الذي هو أحد تلاميذ سيدي المسيح . وجون هومن كتب إنجيل يوحنا المعمدان .أحد الأنبياء في المسيحية والإسلام . كما أن الاسم ذو أصول عبرية ومعناه ” يهوه حنان ” أي الله حنان . ويعتبر هذا الاسم من أكثر الأسماء إنتشاراً في الدولة الإنجلسكسونية . وأيضاً جون من أكثر الأسماء المستعملة في الولايات المتحدة الأمريكية حتى عام 1924. ويُعرف عند العرب في لغتهم بما يقابله ويقابله إسم ” يحيى”.
إنتهى مروان من عمله بينما إنتهى جون من شرح معنى إسمه له . قال له أبقاك الله للعلم يا دكتور . وكان جون يرغب في مساعدة مروان على مواصلة تعليمه . وفشل في كل مرة بسبب ضيق وقت حارسه . أما زوجته فقد أصبح مدرسا ماهرا لها. وسعيدا بتلقينها دروسا في التاريخ .
الأن لا تقلق يا سيدي إنهم يقولون أن المروحية في الطريق . ولا تنسى أنك سبب هذه البركات . ولولا أنه يحبه ويريد تعليمه كل فنون ظبط النفس والصبر . لقال له بلسانه ما قاله في سره . “اللعنة عليك ، أتسمي حافة النار ومشارف الهلاك بركات ، إذهب إلى الجحيم أيها العربي . ” ثم قال له لا تكون النار في جوار جون إلا كما علمه المسيح عليه السلام . وما أسعدني بصحبة مصدر النار،الحجر مروان. الذي قد صار ببركة الله ريحانة مروانة فواحة ستوصلني بركاتها مجددا إلى بيتي وزوجتي .
لا تعد الدقائق أكثر يا سيدي ها قد أرسلوها .ها هي الحوامة .إستعد إقترب من هنا لتراها بوضوح . وعندما رأها تقترب منهما. بدأ يلوح لها بيده لتتعرف على مكانهما . وصلت فعلا وحطت فوق الجبل. الذي كان لحسن حظهما مبسوطا مسويا . ركبا وسارت بهما حتى وصلا إلى أقرب مطار .