جريمة الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم (1)

جريمة الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم (1)

كتب: المستشار/ هشام فاروق

رئيس محكمة استئناف الإسكندرية

وعضو شرف نقابة القراء.

كل الناس صاروا يتكلمون في الدين

ولو من دون علم ولا فقه ولا تأهيل!

ويأتون بالأحاديث الموضوعة

المكذوبة على رسول الله صلى الله

عليه وسلم وبالقصص الباطلة

المُختلقة! فأي شيء يقرؤونه

منسوبا إلى النبي صلى الله عليه

وسلم – في كتاب أياً كان مؤلفه أو

في صحيفة أو مجلة أياً كان كاتبه

أو على صفحات ومواقع الانترنت

أياً كان مصدره – يقولونه

ويذكرونه على أنه صحيح لا شك

فيه! دون مُراجعة أو تمحيص أو

معرفة للسليم من السقيم وللصحيح

من المكذوب! بل بدون عقل ولا

تفكير! وكل ما يهمهم أن يجذبوا

أسماع الناس بتلك الغرائب

والعجائب والقصص الباطلة

والأحاديث المكذوبة فضلا عن التي لا أصل لها!

ولقد حذر النبي صلى الله عليه

وسلم من الكذب عليه ؛ فقال:”لَا

تَكْذِبُوا عَلَيَّ ، فَإِنَّهُ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ

فَلْيَلِجْ النَّارَ” (حديث صحيح ؛ متفق

عليه ؛ أخرجه الشيخان وغيرهما من

حديث علي بن أبي طالب رضي الله

عنه) وقال:”مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ

يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ”

(صحيح ؛ رواه مسلم وغيره من

حديث سَمُرَةَ بن جُنْدَبٍ والمغيرة بن

شعبة رضي الله عنهما) وقال:”إِنَّ

كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ ، مَنْ

كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ

النَّارِ”( صحيح ؛ متفق عليه من

حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه)

فالكذب على رسول الله صلى الله

عليه وسلم ليس كالكذب على غيره

، لا من حيث الخطورة ولا من حيث

الإثم والعقوبة! فكلامه وحي ودين

وأحكام وأوامر ونواهي وشريعة!

فمن كذب عليه في ذلك فقد أعظم

الفرية على الله تعالى رب الأرباب ومُنزل الكتاب!