أدب

جرحت الورد

جرحت الورد

كتب / محمود عمرون

الحكاية الاولى

ارسلت اليه، على فيسبوك، رسالة مختصرة جدا
«كيف حالك»
كان اكثر برودا من جليد القطب الشمالي وهو يجيب
«الحمدلله»
تعلم القسوة!
ما اسهل ان يتعلم المجروحين القسوة
كيف اصبح هكذا؟
تساءلت، ربما اخطأت فى العودة
السنوات الثلاث التى عرفته فيها، كان وديعا جدا
الان، تحول الى رصاصات عشوائية
حاولت ان تغلق الدردشة، و تخرجه من حياتها مرة اخرى!
شيئا ما دفعها للاستمرار
ربما اشتاقت اليه، افزعها الاحتمال، فى المرة الاخيرة عاهدت نفسها ان تسير للامام بحياتها، و تتخلص من تاثيره
والليلة، ما الذى حدث
ربما مازالت تحبه
استنكرت بشدة، لقد تغير جدا
مات الذى عرفته
يقف متباهيا، بكونه اصبح تمثال من حجر
التماثيل لا تحتاج للحب
هو لا يحتاجها
وربما لا يحتاج احدا
عاتبت نفسها على العودة، لماذا يا…..
سرحت في ذكريتهما البعيدة
ابتسمت
بحثت عنه فى منشوراته، لم تجده
هو- الان- رجل يجيد الاقتباس، التخفى،
يجرى تجارب سرية على البشر!
نظر الى صورتها الشخصية
لماذا عدت؟
تظننين نفسك قادرة، على مواصلة اللعبة
الدخول و الخروج من حياتي
لا، اخرجتك بشكل نهائي
شفيت منك!
كتبت تسأله «تزوجت؟»
اجاب بالنفي، شعرت بالسعادة
سعادة قاتل، علم ان الجثة فى مكانها
لهذا عادت؟!!!
غبية لو كانت تتصور ان من الممكن ان نعود
لا تعود العصافير الحبيسه
العصافير تحلق بعيداً
«نشرت كتابك الاول»
ارفقت صورة الغلاف، اختلطت السعادة والتعاسة
كانت تظن ان الاهداء فى صدر الرواية، سوف يكون لها حتما
«لماذا اخترت هذا الاسم»
«جرحت الورد! »، ما الذى يجرح الورد
لا تعرفين!
من الصعب على امثالك ان يتفهموا
كيف ينجرح الورد
ويموت!
«نشرته دار نشر عربية »
ود لو اخبرها، كيف تغيرت حياته
لكن!
ماتت من كان يعرفها
كل ما لك بقلبي، حقوق الموتي
ان نمضى بحياتنا، بعيدا عن قبورهم!
«لماذا ارسلت الي؟»
«ربما كنت افتقدك»
مسكينة!
ما عدت اتأثر، وفرى كلماتك، ربما تحتاجين لها، اذا رغبت فى اداء دورك
فى مسرحية اخرى
اعتذر لانشغاله، كتبت: غدا فى نفس التوقيت
نظر للرسالة، ولم يهتم بالرد
حدقت فى الشاشة، بعد خروجه،
مصدومة!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى