يصادف اليوم الإثنين 25 يناير، ذكرى ميلاد المخرج يوسف شاهين، حيث أنه من مواليد محافظة الإسكندرية، عام 1926، لأب لبناني وأم من أصول يونانية.
ودرس شاهين في كلية فيكتوريا وحصل على الثانوية، وبعد إتمام دراسته في جامعة الإسكندرية، سافر لأمريكا وأمضى سنتين في معهد باسادينا المسرحي ودرس المسرح، وعاد إلى مصر ليقدم أول أفلامه بابا أمين في ١٩٥٠.
وبعد عام واحد شارك فيلمه ابن النيل في مهرجان أفلام كان، وفي ١٩٧٠ حصل على الجائزة الذهبية من مهرجان قرطاج وجائزة الدب الفضي في برلين عن فيلمه إسكندرية ليه في ١٩٧٨، فضلاً عن حصوله على سعفة مهرجان كان التقديرية وسط احتفاء كبير.
وكانت أسرة يوسف شاهين، تتحدث باللغة العربية والإنجليزية والفرنسية واليونانية، وداخل هذا الوضع كانت النشأة الثقافية لشاهين، وحصل على مبادئ الثقافة الفرنسية من خلال دراسته في المدرسة الفرنسية بالإسكندرية والموجودة حتي الآن باسم “سان مارك”.
وذهب شاهين إلى ولاية كاليفورنيا لدراسة فن التمثيل بكلية “باسادينا”، وخلال دراسته قدم له والده كل ما يمكنه من دعم مادي، لكن بعد عام واحد طلب منه والده أن يعود بسبب أعباء المعيشة، وقبل أن يقرر شاهين ترك دراسته في أمريكا ليعود للإسكندرية، فوجئ بأن والده أرسل له مبلغًا أكبر من المعتاد، وعاد مجددًا ليستكمل دراسته.
وعن تلك الأموال يقول شاهين في إحدى حواراته: لقد اكتشفت بعد سنوات الدراسة، أني مدين للجامعة بمبلغ 700 جنيه، لأن الجامعة أرسلت لي هذه الأموال عن طريق الخطأ، ولولا هذا الخطأ ما كانت قد استكملت الدراسة في أمريكا.
ويُعد فيلم “هي فوضي” عام 2007 هو آخر أفلامه، والذي تنبأ من خلاله بثورة 25 يناير 2011، وارتبط عاطفيًا ثم تحول الارتباط إلى زواج لنهاية العمر مع الفرنسية “كوليت فافودون” المولودة بالإسكندرية عام 1955.
ومرورًا بالعلاقات النسائية التي تركت أثرا في يوسف شاهين كانت علاقته بالسيدة أم كلثوم والتي غلفتها بعض الغرابة، وبدأت عندما كرّمه الرئيس عبد الناصر، وأرادت كوكب الشرق رؤيته، فتحدث معه الكثيرون وقالوا له الست عاوزة تشوفك، وكانت إجابته الصادمة عليهم، “ما تعوز!..”
وقرر شاهين أن يلبي رغبة أم كلثوم ويذهب إليها، وعندما تقابلا تحدثت معه فى كثير من الأمور العامة، حتى قاطعها قائلا: أنا هنا ليه؟، فقالت له أنها تريده أن يخرج لها أغنية، فسألها عن الأغنية، فقالت “طوف وشوف”، فرد عليها: هبلة أووى يعني، شوف وطوف والعجلة والمدخنة؟! دى أى حمار يعملها لك، فردت عليه قائلة: يابن المجنونة.
وخلال مسيرته الإبداعية قدم شاهين للسينما 40 فيلما، وقام بتأليف 20 عَمَلا، كما شارك في تجسيد بعض الشخصيات بـ 10 أفلام، في الفترة من عام 1950 وحتى 2007، وخلال ذلك المشوار الفني الكبير عبر شاهين عن العديد من المواقف السياسية بمعظم أفلامه، والتي جعلته في مواجهة سهام الإرهاب والتطرف، كما قدم نفسه وحكى تاريخه الشخصي في أربعة أفلام هي ” إسكندرية ليه 1978، حدوتة مصرية 1982، إسكندرية كمان وكمان 1990، إسكندرية نيويورك 2004″، واستطاع في ثاني أفلامه ابن النيل عام 1951 أن يترشح ل جو ائز مهرجان كان السينمائي.
وتقديرًا لفكره وعمله وإبداعه منحته الحكومة الفرنسية وسام شرف من رتبة الفارس في عام 2006، وبعد ذلك بعام تم تكريمه كأهم مخرج في الوطن العربي بمهرجان كان عام 2007، وفي مصر حصل على جائزة الدولة التقديرية عام 1994.
ومن مساء يوم 15 يونيه عام 2008 بدأت الحالة الصحية للمخرج الكبير يوسف شاهين تنهار، وذلك إثناء إخراجه لآخر أفلامه “هى فوضي” والذي رسم معظم مشاهده على الورق قبل أن يدخل في غيبوبة بمستشفى الشروق، واستدعت حالته إلى نقله على طائرة ألمانية خاصة إلى باريس، ودخل المستشفى الأمريكي في العاصمة الفرنسية، ولم يحدث تحسن في حالته الصحية على الرغم من الرعاية الفائقة، فعاد للقاهرة، وتوفي نتيجة نزيف دموي بالمخ في مستشفى المعادي العسكري، يوم الأحد الموافق 27 يوليو 2008، عن عمر يناهز 82 عامًا.
زر الذهاب إلى الأعلى