كتب أحمد سيد قناوى
وقفت شاردة الذهن تنظر من نافذة شقتها الكائنة بالطابق الخامس تتذكر شريط حياتها الذي مر أمام عينيها كأنه فيلم سينمائى بعد أن ذاقت ألوان العذاب على يد زوجها الذى حول حياتها الى جحيم ؛ لتكتب بيدها نهاية المأساة التى تعيشها. 49 يوما ذاقت خلالها اميرة الأمرين بين ضرب وإهانة وتعذيب من زوجها الذى حول جسدها النحيل الى سلخانة حتى وصل به الحال الى حرمانها من زيارة أسرتها. الزوج كان دائم الاعتداء على زوجته الصغيرة يرفض خروجها من المنزل او زيارة أسرتها دائما يؤكد لها “مش هتخرجي من هنا الا لو طلعلك جناحات وتطيري من الشباك” فنفذت فكرته وقفزت من النافذة لتسقط جثة هامدة.
ادعى الزوج مدرب الجيم انتحار زوجته مدعيا أن خلافاتهما دفعتها للتخلص من حياتها ولم يتطرق الى قيامه باحتجازها وتعذيبها 49 يوما بشكل متواصل ليل نهار نيابة حوادث شمال الجيزة كشفت حقيقة الواقعة بعد 4 أشهر من وقوع الحادث وقررت اعادة فتح التحقيقات واستجواب الزوج مرة أخرى بعد إخلاء سبيله حينها. أشارت التحقيقات التي أجريت بإشراف المستشار محمد شرف مدير نيابة حوادث شمال الجيزة إلى أنه في شهر أغسطس الماضي في عيد الأضحي تلقي مركز شرطة أوسيم بلاغا بإلقاء ربة منزل نفسها من الطابق الخامس لتلقي مصرعها إثر إصابتها بتهشم بالجمجمة وكسور مضاعفة واتهم حينها والدها وشقيقها زوجها بقتلها
وتولت نيابة أوسيم التحقيقات وأمرت بندب الطب الشرعي لتشريح جثة الزوجة وتحديد أسباب الوفاة، كما استدعت الزوج لسماع اقواله في اتهام أسرة المجني عليها له إلا أنه نفى تماما قتله لزوجته مؤكدا أنه كان يمنعها من الذهاب الي أسرتها بسبب خلافات بينهما لشكه في سلوكها ما دفعها للانتحار، وأمرت النيابة حينهابإخلاء سبيل الزوج. إعادة فتح التحقيقات
شرحت التحقيقات أن نيابة الحوادث تولت فحص ملف القضية للتصرف فيها فقررت فتح التحقيقات مرةأخرى بعد ملاحظة تضارب أقوال الزوج في التحقيقات الأولي وانتقل طارق جودة وكيل اول نيابة حوادث شمال الجيزة الي مسرح الحادث لإجراء معاينة تصويرية بعد 4 أشهر من الواقعة وأسفرت المعاينة عن وجود كسر بالنافذة نتيجة سقوط المجني عليها منه ولم يتم اصلاحه وقام باستدعاء الزوج لمناقشته داخل الشقة مسرح الحادث واعاد استجوابه مرة اخرى لمضاهاة أقواله الأولى بالثانية فانتاب محقق النيابة الشك في الزوجوأمر بحضوره لسراي النيابة العامة. علاقة غير شرعية
وأضافت التحقيقات أن الزوج أقر أمام النيابة أنه انتابه الشك في وجود علاقة لزوجته مع شخص آخر فتشاجر معها وتركت منزل الزوجية علي اثر تلك المشاجرة إلا أنه قرر إعادتها بحجة اصلاح الوضع بينهما وذهب لمنزل أسرتها قبل عيد الأضحى مباشرة بحجة مصالحتها واعادتها وطفله البالغ من العمر عام ونصف، وما أن وافقت وعادت الى المنزل قام باحتجازها وتعذيبها بالتعدي عليها بالضرب مستغلا ضخامة جسده، وأقر الزوج سالم.ر مدرب جيم انه استمر قرابة 7 أسابيع متواصلة محتجزا زوجته ويضربها ضربا مبرحا وكانت تتوسل إليه بتركها تذهب الي منزل اسرتها ويعتقها من حفلات تعذيبه إلا أنه كان يرفض ويخبرها باستمراره في الانتقام منها وتعذيبها. الانتحار
وحول يوم الواقعة قال الزوج إنه استيقظ من نومه لم يجد زوجته بجواره فخشي من ان تكون ألقت بنفسها من الشرفة فسأله المحقق حول سبب اعتقاده تخلصها من نفسها بتلك الطريقة بالذات فاعترف أنه عندما كانت تطلب منه التوقف عن تعذيبها والسماح لها بالخروج من الشقة كان يرد عليها بأنها لن تتمكن من مغادرة تلك الشقة الا اذا تمكنت من الطيران قائلا: “مش هتخرجي من هنا الا لو طلعلك جناحات وتطيري من الشباك”،
كما أقر الزوج بتعاطيه للمواد المخدرة. استمعت النيابة مرة أخري لأقوال أسرة المجني عليها وعدد من الجيران وأصدقاء الزوج والذين اشارتأقوالهم الى تعذيبه لها، كما حرزت هواتفه وقامت بفحصها وطلبت سجلات مكالماته وأثناء تواجد الزوج بسراي النيابة قرر طارق جودة وكيل نيابة الحوادث القاء القبض عليه ووجه له تهمة قتل مقترن باحتجاز مصحوب بتعذيبات بدنية أمرت بإحالته محبوسا الي محكمة الجنايات. المتهم