تغير لفكر الآباء
كتبت مروة احمد
النبي صل الله عليه وسلم قال : “كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته
كنا نسمع عن عن ظلم الابناء الي الآباء اما الان العكس اصبح ظلم الآباء(الأم والأب )للأبناء في هذا الزمن شلالات نار وآلام لها صدى تؤثر على نمو أولادهم وتفكيرهم وتعد تقصيرا في إعدادهم، وهذا ما يعرف بعقوق الآباء، إلا أن هذه الظاهرة لا يلتفت إليها أحدا.
التفرقة في المعاملة : فبعض الآباء والأمهات يجد بعض الأبناء أقرب إلى قلوبهم، فيظهرون هذا في معاملتهم؛ وهو ما يولد حقدا وكرها من الولد للأم والأب والإخوة أيضا، ولا يمكن لنا أن نحجر على الحب الزائد، فقد كان يعقوب عليه السلام يحب ولده يوسف -عليه السلام- أكثر من إخوته؛ وهو ما حدا بهم إلى محاولة قتله والتخلص منه، فرموه في البئر، غير أن يعقوب كان يدرك هذا تماما، ولم يكن يظهره.
وإن كنا لا نستطيع مصادرة القلوب، وأن نجعلها تقسم الحب بالتساوي، فيجب أن يظهر هذا في الأعمال المادية، من التسوية بين الأبناء في العطية، والابتسامة والقبلات وغيرها قدر الإمكان.
غير أنها تأخذ صورا وأشكالا مختلفة .يطالب كل الآباء أبناءهم بأن يبروهم ويعاملوهم بالحسنى، وتنطلق دعاوى العلماء والشيوخ والدعاة محذرة الأبناء من عقوق آبائهم، لا يلتفت أحد من هؤلاء جميعا إلى قضية حقوق الأبناء على آبائهم. بينما يصرخ العديد من الأبناء شاكين منددين بعقوق آبائهم لهم. كثيرا ما سمعنا أو قرأنا أو استنكرنا عقوق الأبناء لآبائهم أو سوء معاملتهم أو تنكرهم لهم أو قيامهم بفعل مسيء بحقهم يرفضه الدين والمجتمع إلا أنه نادرا جدا أن تطرق أحد أو ناقش أوطرح أو تناول موضوع عقوق الآباء أو بمعنى أصح ظلم الوالدين لأبنائهم أو التسبب بإيذائهم ماديا و معنويا.
مثال : ليه لما بنلاقي العقوق من ولادنا بنقرر فوراً نغضب عليهم، أو ندعي عليهم ومنفكرش نراجع حسابتنا ونفكر إيه اللى خلاهم خالفوا الفطرة؟
الحقيقة في الزمن ده تعددت أشكال عقوق الآباء والأمهات للأبناء، ومتوقفتش على إختيار خاطئ للشريك بس، لكن كمان وصلت لتشوية الذات ، ومفيش أكثر من كدة في رأيي عقوق.
في الزمن دا ما بقاش يكفي أبدا الاكتفاء المادي، لازم قبلة يكون في اهتمام بنفسي ب الابناء بحيث انو يواجهة كم الضغوط النفسية و الاحباط من الخارج.
لقد جعل الاباء اية (ولا تقل لهما اف ولا تنهرهما) سيفا مصلتاً على الابناء يرهبونهم به ويؤذونهم بحجة انهما والدانان
فكم من أب ظلم أبناءه أو قصر باحتياجاتهم أو مارس عليهم أسلوب القمع والديكتاتورية و غيرها في التربية دون أن يحاسب نفسه بما فعل أو يتقي الله بهم؟ وكم من أم أضاعت مستقبل أبنائها بتهورها واستهتارها؟
بعد كل ذلك ألا يوجد عقوق الآباء؟
ألا يجدر بالآباء الاعتراف بحقوق أبنائهم واحترامها وتحمل مسئولية واجباتهم؟
ما أكثر ما يشكو الآباء من عقوق الأبناء… ولكن من يرفع شكوى الأبناء من عقوق الآباء؟!
و مازال الحديث مستمر مع مروة احمد
زر الذهاب إلى الأعلى