تذكروا هذه البطلة المصرية الشهيدة
تذكروا هذه البطلة المصرية الشهيدة //
منال القاضي
من الصفحات المضيئة التي سطرتها المخابرات العامة المصرية عبر تاريخها الناصع والمشرف :
هذه السيدة العظيمة هي صاحبة الفضل الأول ف تدمير رادارات إسرائيل ف سيناء ، وجريمة اغتيال إسرائيل لها. ويعود لسلوى حجازي الفضل في تنفيذ ٣٠ عملية مخابراتية نفذتها الشهيدة . {والتي تركت وصيتها قبل سفرها لليبيا لأبنائها وكانت تعلم أنها لن تعود إلي مصر إلا أشلاء ، ودونت فيهافيها : ” لعلها تكون هذه آخر كلمات لي بينكم أبلغوا عني من عاش لنفسه مات بلا أثر يذكر له ، وستقص لكم عني الأيام أنني عشت لوطني فلا تتعجبوا وستعلمون يوما أن ما اتخذته من قرار أفضل لي عند الله تجاه وطني مصر وأهلي وسيأتي يوم تفتخرون فيه بأمكم ليس كمذيعة إنما كمناضلة ، واشتركت بحرب أعلم بأنني لن أكون فيها بينكم لأري صنيع عملي . وبلغوا أهلي من المصريين أنني قد لا أعود فإسرائيل قد اغتالتني لأنهم خلفي من روما لمصر وسأجدهم خلفي بليببا . فإن استشهدت فلا تحزنوا وافتخروا بأنني تركت لكم أثرا طيبا تفتخرون به فلا تلوموني وادعوا لي بالرحمة “.
المرأة الحديدية المصرية . سيدة جهاز المخابرات العامة المصرية التي ضحت بحياتها من أجل مصر نفذت ٣٠ مهمة سرية للمخابرات ، وكانت حلقة الوصل للمخابرات المصرية وعملائنا بالخارج . ساهمت في تدمير رادارات اليهود بسيناء.
سلوى حجازي .. مواليد الفيوم ١٩٣٣ .. مذيعة تليفزيونية مصرية لها إطلالة تلفزيونية مميزة في برامجها التي كانت تقدمها عبر شاشة التليفزيون المصري .. عملت وسيطة بين المخابرات العامة المصرية وعملائها في الخارج بعد نكسة 1967 م.
وقامت بالعديد من المهام والعمليات الاستخبارية الخطيرة في أوروبا وأمريكا وروسيا حيث كانت حلقة الوصل الذهبية بين جهاز المخابرات العامة المصرية وعملائها في الخارج وقامت بتوصيل رسائل وتعليمات عديدة من المخابرات العامة المصرية إلي عملائها في أوروبا وأمريكا وروسيا ، وقامت أيضا باستلام العديد من الرسائل السرية والمعلومات والخرائط الخطيرة من عملائها في الخارج وتسليمها إلي القاهرة والمخابرات العامة المصرية ، حيث قامت الشهيدة المصرية سلوي حجازي بتنفيذ مهمة مخابراتية سرية خارج مصر في أوروبا وأمريكا وروسيا .
وآخر مهمة لها كانت رحلة مخابراتية إلي ليبيا فبراير ١٩٧٣ .. وكانت مهمتها إستلام ميكروفيلم ورسومات تخطيطية لتحركات الجيش الإسرائيلي ومواقع الرادارات الإسرائيلية في سيناء ..
وفي رحلة العودة لطائرة سلوي حجازي من ليبيا إنطلقت طائرة حربية إسرائيلية لتعترض الخط الملاحي الجوي بين مصر وليبيا والذي يتجه من ليبيا إلى إيطاليا واليونان وقبرص ليدخل الأجواء المصرية عن طريق سيناء ثم إلي القاهرة ..
وبالفعل قامت طائرات الفانتوم الحربية الإسرائيلية بإطلاق صاروخ على الطائرة المدنية القامة من الأراضي الليبية مع بعثة التليفزيون العربي والتي كانت تستقلها سلوى حجازي، فقتلت كل من كان عليها من الجنسيات المختلفة وعددهم ١٠٨ ، ونجا خمسة أشخاص فقط بينهم مساعد الطيار ، ولكن الله شاء أن تصل الخرائط والميكروفيلم لمصر حيث لاحظت سلوى حجازي بأن هناك من يراقبها ويراقب أمتعتها وملابسها قبل صعودها إلي الطائرة في ليبيا ، لذا قامت بتسليم الخرائط والميكروفيلم لضابط مخابرات مصري كان موجودا في المطار لمراقبتها وتأمينها قبل ركوب الطائرة، وكانت هذه المعلومات سبباً في تدمير أغلب الرادارات الإسرائيلية في الطلعة الجوية الأولي في حرب أكتوبر سنة ١٩٧٣ م.
وقد كرمها الرئيس أنور السادات حيث قلدها وسام العمل من الدرجة الثانية باعتبارها من شهداء الوطن.
الله يرحمها ، ويغفر لها ، ويسكنها فسيح جناته يارب العالمين.