بيروت: سائقٌ مُتهوّرٌ يخطف حياة والدي الطّفلة جودي
مدير مكتب لبنان – رزق الله الحلو
إنشغلت وسائل التّواصل الاجتماعيّ أمس الأحد، بفاجعة مقتل والدين شابّين في حادث سيرٍ بالقرب مِن المدينة الرّياضيّة، على طريق المطار، في بيروت، فيما نجت طفلتهما البالغة مِن العُمر سنة و4 أشهر بأعجوبة، بعدما هوت على السيّارة الّتي كانت الأسرة تستقلّها، سيّارة أخرى سقطت مِن الجسر، بسبب السّرعة الزّائدة والقيادة المُتهوّرة. وقد تضامن اللّبنانيّون مع الطّفلة الّتي فقدت والديها فجأةً، وحتّى قبل أَن تُحسن لفظ اسمهما، وبخاصّةٍ بعد تناقل الصّور الفظيعة للحادث المُروريّ، والمُؤثّرة لمُسعفٍ مِن “الصّليب الأحمر اللّبنانيّ” وهو يحتضن الطّفلة.
وفي التّفاصيل أنّ الوالدَين، كانا في طريقهما من بيروت إلى صيدا، حين سقطت عليهما سيارة من مرتفعٍ على “اوتوستراد الأسد”، بالقرب من المدينة الرّياضيّة، ليُقتلا فورًا وتنجو ابنتهما ذات السّنة وأربعة أشهر من الموت.
ورحل ابن “صيدا” عاصمة الجنوب، حسن زنجي، وزوجته ابنة بلدة “شحيم” نهى الحجّار في غفلةٍ، فيما ابنتهما جودي، الّتي كتب لها القدر أن تكمل حياتها وحيدة الوالدين في المستشفى تحت المُراقبة، بعدما حمتها والدتها بحضنها، فاديةً إيّاها بروحها.
وقالت والدة حسن السيّدة فاتن الشّاميّة: “قطفوا زهرة شبابه، قُتل فلذة كبدي على يد متهوّرٍ، كان يقود في سرعةٍ كبيرة، قلّة التّربية توصل إلى هنا، قيادة من دون مبالاة بأرواح النّاس”. وأضافت: “طار ابن المقداد من الاتوستراد المؤدّي إلى بيروت على سيارة ابني في الجهة المقابلة، قتله وزوجته فورًا”، وشرحت: “قبل يومين قصد حسن وزوجته بيروت، حيث كان لديه عمل، مكثا وابنتهما في بيت والدة نهى، وأمس (السبت) كانا في طريقهما إلى منزلهما في صيدا حين حلّت الكارثة”. وتابعت: “كل سنة يخطف الموت شبّاباً على هذا الاوتوستراد ولا من يُحاسب، فما ذنب حفيدتي جودي أن تعيش من دون والدين وهي الآن في مستشفى (بهمن) تحت المراقبة مصابة بشُعر في جمجمتها، وفي الغد ستخضع لصورة آخرى لرأسها؟”.
وبعد الحادث المروّع نقلت الوالدة وزوجها إلى مستشفى (الرّسول الاعظم) في حين سلّم ابن المقداد نفسه، ومن كان برفقته يتلقى العلاج في المستشفى”.