مقالات وتقارير

بناء الانسان بقلم /أشرف فوزى

بناء الانسان

بقلم /أشرف فوزى المستشار الأمنى للجريدة

يحكى لنا القرأن الكريم قصة ذا القرنين فى أنه وصل فى رحلته الثالثة

الى قوم يعيشون بين جبلين لهم طبيعة مأساوية متخلفون: “لاَّ يَكَادُونَ

يَفْقَهُونَ قَوْلاً” لا يفقهون لغة الغير ولا يتفاعلون مع التقدم الحضارى

وضعفاء , ولذلك عجزوا عن صد هجمات اعدائهم قوم يأجوج ومأجوج وكانوا

عاجزون عن الدفاع عن أرضهم, ومقاومة المعتدين وهم اتكاليون كسالى,

لا يريدون أن يبذلوا جهدًا ولا أن يقوموا بعمل ( موارد بشرية ضعيفة مهلهلة )
شأنهم اى بلد تنتظر المساعدة من الغير فكان غاية املهم وهدفهم بناء

سد يمنع اعدائهم من الاعتداء عليهم ” قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ

وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا

وَبَيْنَهُمْ سَدًّا” فوافق ذا القرنين ليس على بناء سد فقط بل رفع سقف

الأهداف وهى صفات القائد الذى يسوقه الله كى يساعد الناس “قَالَ مَا

مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا ” من بناء

مجرد سد الى بناء اكثر صلابة ومتانه من السد . ولكن كيف حقق الهدف؟

هل بالطريقة التى ارتضاها هؤلاء القوم بمجرد دفع المال له ولجيشه

لتحقيق هذا المستهدف ؟
لكن استثمر ذى القرنين علمة وخبرته واعمل قيمه ودينه وانسانيته

واخلاقة ورفض اموالهم واعطاهم درس عملى تعليمى فى كيفية بناء

الاوطان من خلال بناء الانسان والاستغلال الامثل للموارد 

فالقوم كانو يمتلكون العديد من الموارد المحلية أهما المورد البشرى

صحيح كان لديه الكثير نقاط الضعف كما ذكرت سابقا بالاضافة الى المواد

الخام من الحديد والنحاس والمال الذى عف عنه ليعطينا درسا اخر فى

سمات القائد العفيف نظيف اليد وكان همه الاكبر هو نقل هؤلاء القوم

نقلة حضارية بإخراجهم من الإتكال والكسل الى العمل والنشاط

“فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ” فبعث فيهم روح الجد والتعب والعمل الجماعى ” آتُونِي

زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا

قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا ” فقد كان ذو القرنين حريصا على مصلحتهم

حيث جعلهم هم انفسهم من يشاركون فى تحقيق هدفهم ووظفهم

التوظيف الامثل تحت قيادته وخلع عنهم الروح الانهزامية التى تملكتهم

سنين ففجر فيهم الطاقات وشجع المواهب والابتكارات بجانب ان ذو

القرنين كان مثقف الفكر بدليل استغلاله الاستغلال الامثل للمواد الخام

من حديد ونحاس وعمل سبيكة من تلك المعدنين لإحكام عمل الردم

(المستهدف) واستطاع ذو القرنين تحقيق الهدف والاهم انه قام بنقلة

حضارية انسانية فقد بنى العنصر البشرى قبل بناء الردم نفسه جعل

منهم عناصر منتجه فعاله تشعر بقيمتها فى الحياة وجعلهم هم من

يحققون مستهدفهم من بناء الردم حتى يشعروا بقيمة ما وصلو اليه وزرع

ذو القرنين فيهم قيمة العمل الجماعى وكسر حاجز الانعزالية داخلهم فإذا

ارادو بناء ردم ثانى وثالث حتى فى عدم وجود ذى القرنين لفعلوا فقد اثار

فيهم قيمة الانسان قبل ان يبنى البنيان إن ذى القرنين أحد النماذج التى

أشار القرآن الكريم إليها كقائد نحن فى أشد الاحتياج إليه فى مؤسساتنا

الأن خاصة ونحن نملك الموارد البشرية المدربة والموارد الطبيعية لكن

الأهم ان نثق فى قدراتنا ونعمل بروح الفريق

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى