مقالات وتقارير

بناء الأسرة أو الزواج فى المجتمع المصرى القديم

بناء الأسرة أو الزواج فى المجتمع المصرى القديم

بقلم الأثرية:- مارتينا سمير اديب

الأساس فى بناء المجتمع هو استقرار الإنسان لأنه بذلك يكون أسرة مع أسرة و قرية مع قرية و مدينه مع مدينة هكذا.

وكان المصري القديم حريص على الزواج في سن مبكر، حيث لدينا الحكيم بتاح – حتب، الذي يعود تاريخه إلى أكثر من أربعة آلاف عام، وقد ترك لنا نصائح مهمة، يقول فيها ، (أحب زوجتك في حدود العرف، أو عاملها بما تستحق). ولدينا حكيم آخر و هو (آني) يتحدث عن الزواج، ويوجه نصيحة إلى ابنه الذي يدعى خنسو حتب، يقول: (تجد لك زوجة وأنت شاب أو رشيد، لتربي أطفالك، وتعاملك بالحسنى) و هذا يسمى أدب النصيحة.

كان المجتمع المصري القديم من أوائل المجتمعات التي عرفت الاستقرار و تكوين أسرة و نستدل على ذلك ببعض المصطلحات التي استخدمها المصرى القديم فى التعبير عن الزواج و هى كلمة rsi بالهيروغليفة و تعني يستقر و كلمة mni و تعني يستقر و اهم مصطلع و أشهرهم هب كلمة grg-pr و تعني يؤسس منزل و الزوجة كانت مكرمة جدا لدى زوجها فى مصر القديمة ، فكان يطلق عليها (نبت -بر) اى ست البيت و هناك مصطلع آخر و هو (hmt-pr)بمعني ربة المنزل حيث كان لها دور كبير في تربية أولادها منذ الصغير إلى أن يصبح شابا يافعا .

هنا
هنا نطرح سؤال كيف يبدأ الزواج فى مصر القديمة ؟
كان يبدأ الزواج بمرحلة الخطوبة حيث كان الزوج يصطحب اهلة الي بيت العروس و يقدم لها هدية(الشبكة)(هدية البكارة) التي احيانا تكون من الفضة حيث كان سعر الفضة اغلي من الذهب لأنها كانت أقل انتشارا و كان يعبر الخطيب لمحبوبتة (mryt.f) عن حبة عن طريقة مجموعة من الأغاني تسمي فى مصر القديمة أغاني الحب نوضح ذلك بذكر مثال من الدولة الحديثة حيث يقول الخطيب لمحبوبتة ( حبي لكي يذوب فى جسدى كما يذوب الملح فى الماء) هى تقوم برد عليه انا كالبستان الذى زراعته بكل انواع الورود الرقيقة جميل هو المكان الذى اتنزه فيه معك و من هذا نستنج ان مرحلة الزواج في مصر القديمة كان يسبقها حب و خطوبة و هدية البكارى.

و نذكر أيضا أن المجتمع المصرى القديم كان مجتمع زراعي فيحتاج عدد كبير من الاولاد تساعدة و زوجة ترعي اولاده .

نشير أيضا إلى سن الزواج فى مصر القديمة بالنسبة للفتيات من ١٢ إلى ١٤ عام أما سن الشباب من ١٤ الي ١٨ عام و كان هذا سن الزواج الطبيعي بالنسبة لهم أما عن عقود الزواج في مصر القديمة فأقد عقد عثر علية حتي الآن يرجع إلي عصر الأسرة ٢٢ و هذا لا يعني أنه لايوجد عقود زواج قبل ذلك و لكن هذا يعني أنة اقدم عقد تم العثور علية في الحفائر حتي الآن يرجع للأسرة ٢٢ و هناك عقد زواج مصري آخر مكتوب باللغة
اليونانية، يرجع إلى عام 311 قبل الميلاد.

بنود عقد الزواج يتضمن عقد الزواج حوالي ٢٠ بندا سوف نقوم بسردها بعضها كالأتي :
-تأريخ يضم توثيق تاريخ عقد الزواج.
-‏الأشهار و الإعلان لانة من شروط صحة العقد في مصر القديمة .

-‏طرفي عقد الزواج
-‏هدية الزواج (المهر ) و المهر عبارة عن أشياء عينية و ليس تعامل بالعملات و يتضح ذلك من خلال عقد يرجع إلي عصر الملك بسماتك الثاني حيث ذكر فيه أن الرجل سوف يعطي زوجته اثنين دبن من الفضة اى عيارين من الفضة و ثلاثين شوالا من الحنطة اى الشعير و هذا العقد به توضيح للمهر بعض العقود ترجع لعهد الملك بسماتك الثاني لم يتضح فيها المهر ولكن كان يكتب( اما المال الذى قال عنه فسوف يعطي لها) و ذلك يعني أنه سوف يلتزم بدفع المال لها .

-‏الانفصال أو الطلاق أو التسويات المالية مثل المؤخر الآن .
-‏أخر شئ ينتهي به العقد في مصر القديمة هو الشهود و يصل عدد الشهود الي ١٦ شاهدا.
بعد ذلك يتم تحديد معاد الزواج و تتم دعوة كل أقارب الزوجة و الزوجة و يتم تسجيل عقد الزواج فى مكانين أما أمام الموظف الحكومي (وثيقة رسمية زواج رسمي) أو فى المعبد أمام الكاهن لكي يأخذوا البركة و ذلك يتم في حفلة بحضور الكاهن و تتلا التراتيل و الترانيم و الدعوة بالبركة للزوج و الزوجة بعد ذلك يذهبوا إلى بيت العروس حيث تقام الاحتفالات و تقدم المشروبات و المأكولات و الحلوة .

و كان على الزوج في مصر القديمة أن يحسن معاملة زوجتة فهى كانت فى مكانة رفيعة في المجتمع المصرى القديم و تشارك الرجل فى حياتة الدينية و الدنيوية و كان الزوج الذي يضرب زوجتة يجلد .

الطلاق في المجتمع المصرى القديم كان له أسباب و هي أن تكون الزوجة عقيمة (لا تنجب) و من أسباب الطلاق أيضا علة زنا الزوجة الزنية تطلق من زوجها و تحرم من التسويات المالية التي كانت لها فى عقد الزواج.
كان الزوج لا يطلق زوجتة شفهة بل كان يسلمها لها وثيفة طلاق تؤكد أنهاء العلاقة الزوجية و اعطائها حريتها و حقها في الزواج بآخر و كام يوقع على وثيقة الطلاق ٤ شهود و كانت صيغة الطلاق كالآتي:

«لقد هجرتك كزوجة لي، وإنني أفارقك، وليس لي مطلب على الإطلاق، كما أبلغك أنه يحل لكِ أن تتخذي لنفسك زوجًا آخر متى شئتِ».
ولكي يتم ضمان حقوق الزوجة عند الطلاق كان عقد الزواج يتضمن تعويض مادى مناسب للمرأة و نستدل على ذلك بعقد زواج بين الكاهن باجوش و زوجتة تتي امنحتب يتعهد الزوج بدفع تعويض لها خلال ٣٠ يوما و كان التعويض فى المجتمع المصرى القديم ضعف قيمة المهر و بلغ في العصر البطلي الي ٥ أضعاف و قد يصل احيانا الي ١٠ أضعاف كأقصي حد نضع في الاعتبار أن التعويض الكبير يجعل الطلاق صعبا

يوجد بردية عمرها نحو 2500 عام، كتبت بـالديموطيقية، ينص على أن المرأة تحصل على تعويض عند فشل زواجها ، حيث تحصل على 30 قطعة فضة و36 شوالًا من الحبوب كل عام حتي تضمن توفير احتياجاتها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى