اعتقال الناشط الموالي للنظام، يونس سليمان، مدير “مواطنون مع وقف التنفيذ” الصفحة الفيسبوكية الناقدة لتردي الأوضاع، وتفشي الفساد، في مناطق سلطة النظام، بحسب ناشطين موالين للأسد.
وفي التفاصيل، اعتقلت سلطات أمن النظام السوري، الناشط الموالي يونس سليمان، بعد أيام من نشر صفحته “مواطنون مع وقف التنفيذ” تدوينة تتهم بثينة شعبان، مترجمة الرئيس السوري السابق، ومستشارة رئيس النظام بشار الأسد، بالفساد.
في المقابل، كانت سلطات النظام، قد أوقفت الناشط سليمان، أوائل شهر كانون الأول/يناير الجاري، إثر توجيهه تهماً طالت محافظ طرطوس ومديري مؤسسات تابعة للنظام، بالفساد، وأقر محافظ المدينة، بتصريح لـ”الوطن” الموالية شبه الرسمية، بأنه هو المتسبب بتوقيفه.
ويشار إلى أن اعتقال الناشط سليمان، بحسب معلومات مؤكدة، حصلت عليها “العربية.نت” لم يتم وفق أي إجراء روتيني معمول به في دوائر أمن النظام، بل تم اقتياده بطريقة الاختطاف أو الدهم، من مكان غير معلوم، إلى مكان لا يزال إلى الآن، مجهولاً.
وفور شيوع نبأ اعتقال يونس سليمان، عبّر العشرات من الناشطين عن غضب عارم من “ترك من يدهس السوريين، حراً طليقاً” واعتقال من ينتقد الفساد ويتألم من الجوع، في إشارة منهم، إلى قيام ألين سكاف، زوجة هنيبعل، ابن الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، بدهس عدة سوريين، وإطلاق النار على شرطة النظام، من سلاح مرافقيها، في العاصمة السورية، منذ عدة أيام.
وتسبب اعتقال سليمان، بموجة تضامن واسعة، على وسائل التواصل، ولا تزال تدوينات التضامن معه، تتوالى بكثافة، وسجّل في هذا السياق، موقف بارز للمهندس غسان حسن جديد، والذي سبق واعتقله النظام في اللاذقية، لأسباب تتعلق بكشفه ملفات فساد موثقة، طالب فيه النظام السوري بإطلاق سراح يونس سليمان.
وبحسب التدوينات التضامنية مع الناشط “الفلاّح” واطلعت عليها “العربية.نت” كما غلب عليه هذا الاسم، فإن اعتقال يونس سليمان أدى إلى موجة غضب هائلة، في أوساط ناشطين موالين أصلا للأسد، وصلت حد تهديد النظام، بالتظاهر الواسع، محذرين من أن الأمور باتت أقرب للانفجار.
وكانت صفحة “مواطنون مع وقف التنفيذ” التي يديرها المعتقل، سليمان، قد نشرت تدوينة تتهم بثينة شعبان، مستشارة الأسد، بالاسم، بالفساد الصريح، وورد فيها: “يا حضرة المستشارة بثينة شعبان، أنتِ والحكومة ومجلس الشعب وجميع المسؤولين، صرعتمونا بالصمود، هذا هو الصمود خاصتكم، بعد 10 سنوات، تفضّلوا وعيشوا يوماً واحداً مكان مواطن منّا، نتحدّاكم إن كنتم ستكملون اليوم، يكفي فسادكم، صار واضحاً، ويكبر”.
وأضاف المنشور: “يكفي، أيها الفاسدون، يا خونة، يا أصحاب الشعارات المنافقة، يكفي، ينبغي أن يخرج الشعب عن صمته، يكفي، لأن كراماتنا صارت تحت أحذية المسؤولين، بسبب سكوتنا وتصفيقنا لهم”.
ومن الجدير بالذكر، أن المعتقل يونس سليمان، بحسب ما أكدت صفحته الناقدة، وبحسب بيانات تضامنية من شخصيات لها حضورها في المنطقة، لم يظهر له أي أثر، منذ أربعة أيام، ولم تعلن أي جهة في النظام، مسؤوليتها عن احتجاز حريته، وتقول المعلومات إنه قد تم “ترحيله” إلى العاصمة دمشق، بعدما “خُطِف” أو “دُهِم” أو “اعتقِل” أو “أُخفي” بعد ركوبه في “ميكروباص”، على ما يتم تداوله، في بيانات التضامن معه على مواقع التواصل، أو على “مواطنون مع وقف التنفيذ” التي تسببت باعتقاله، مرتين، حتى الآن.
زر الذهاب إلى الأعلى