كتبت :مرثا عزيز وكالات الأنباء العربية
معركة تحرير طرابلس ما زالت مستمرة وسط العديد من الأحداث المتشابكة، شهدت تدخل القوات الأمريكية، واتهام جماعة الإخوان الإرهابية بالتدخل في الأزمة لليوم الرابع على التوالي استمرت الاشتباكات في محيط العاصمة الليبية طرابلس، بعد أن أعلن الجيش الوطني الليبي برئاسة المشير خليفة حفتر، نيته تحرير العاصمة، التي تسيطر عليها حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، برئاسة فايز السراج، إذ قال المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري، إن “العمليات تسير بشكل ممتاز، دخلنا أحياء المدينة من الجنوب والجنوب الغربي، وهناك اشتباكات قوية والميليشيات تحاول استعادة طريق أم وادي الربيع، وهو من أهم الطرق الاستراتيجية، نحن نتقدم في 7 محاور الآن”. تجدد الاشتباكات
أشارت مصادر إلى أن الاشتباكات تجددت مرة أخرى، منذ قليل، في محاور العزيزية وقصر بن غشير ووادي الربيع، وسط حالة من القلق بين المواطنين خوفا من تأثرهم بالاشتباكات.
وقال بعض سكان طرابلس لشبكة “سي إن إن” الأمريكية، إن الأوضاع متوترة في العاصمة، والمدنيين يعانون من نفاد الطعام والوقود، وكشفوا عن وجود ازدحام كثيف أمام محطات تعبئة الوقود، كما أشاروا إلى أن محال المجوهرات قد أغلقت خوفا من حرب شوارع وعمليات سرقة.
وأوضح الناطق باسم الجيش الوطني الليبي، أن الجيش لن يستخدم السلاح الجوي والأسلحة الثقيلة في معركة طرابلس حفاظا على أرواح المدنيين والممتلكات.
إلا أن الشبكة الأمريكية أشارت إلى أن الجانبين قالا إنهما أشركا سلاح الجو الخاص بهما في هذه المعركة، إذ أعلنت حكومة الوفاق أن سلاح الجو الخاص بها شن غارات على مواقع لقوات حفتر. وفي المقابل، قالت وسائل إعلام تابعة للجيش الوطني الليبي إن غرفة العمليات الجوية الخاصة بها أعلنت المنطقة الغربية منطقة عسكرية، وحظرت الطيران بكل أشكاله فوقها.
وقال المسماري، أمس السبت، خلال مؤتمر صحفي عقده في مدينة بنغازي، شرقي البلاد: “إن تعليمات صدرت لسلاح الجو التابع لقوات حفتر المدعومة من برلمان طبرق، باستهداف أي طائرة حربية فوق منطقة العمليات بطرابلس ومحيطها وضرب المطار الذي أقلعت منه”.
وكانت غرفة العمليات الجوية بالكلية العسكرية في مصراتة أعلنت مسؤوليتها عن تنفيذ غارات على مواقع قوات حفتر بمحيط طرابلس، وهو الأمر الذي دفع قوات حفتر إلى إعلان حظر للطيران فوق المنطقة.
ونقلت “سي إن إن” عن صحفي محلي قوله إن سكان طرابلس يشعرون بالقلق من دخول سلاح الجو في الصراع، وبالأخص لأن مقاتلات الجيش الوطني الليبي روسية قديمة، وقد لا تصيب أهدافها بشكل دقيق، ما قد يسفر عن ضحايا بين المدنيين.
ماذا تعني سيطرة حفتر على مطار طرابلس؟
وكشف اللواء المسماري في مؤتمره الصحفي عن مقتل 14 عسكريا من قوات الجيش الوطني الليبي خلال المواجهات الدائرة في ضواحي مدينة طرابلس.
في المقابل سقط 7 قتلى من قوات المجلس الرئاسي و55 جريحا، بحسب ما أعلنه الناطق باسم المستشفى الميداني في طرابلس، مالك مرسيط.
بركان الغضب
ومن جانبه أشار محمد قنونو، الناطق باسم قوات الجيش التابع للمجلس الرئاسي، إلى انطلاق عملية “بركان الغضب” ضد قوات الجيش الوطني الليبي.
وأكد قنونو في مؤتمر صحفي أن العملية تهدف إلى المحافظة على مدنية الدولة، مضيفا: “لن نسمح بعسكرة الدولة” ومشيرا إلى “قدرتنا وجاهزيتنا لدحر العدو وحماية مؤسسات الدولة”.
وأضاف المتحدث أن العملية هدفها تطهير جميع مدن ليبيا.
انسحاب أمريكا
ومن جانبها، أكدت القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا “أفريكوم”، الأحد، إجلاء جنود أمريكيين كانوا يتولون مهمة دعم مؤقتة للقيادة الأمريكية الإفريقية، من ليبيا، استجابة للظروف الأمنية.
ونقلت القيادة في بيان نشرته عبر حسابها على موقع “تويتر” عن توماس وولدهوسر قائد القيادة الأمريكية الإفريقية، قوله إن “الأوضاع الأمنية على الأرض في ليبيا تزداد تعقيدا ولا يمكن التنبؤ بها”.
طائرات الوفاق تقصف مطار طرابلس وأمريكا تجلي قواتها
إلا أن البيان أضاف أن القوات الأمريكية “ستستمر في الحفاظ على دعمهم لليبيا في إطار الاستراتيجية الأمريكية الحالية”.
وفي السياق نفسه أظهر تسجيل مصور، اليوم الأحد، قيام فرقاطتين أمريكيتين بإجلاء موظفين أجانب من ليبيا عبر البحر غربي العاصمة طرابلس، في وقت تواصل فيه قوات الجيش الوطني الليبي الزحف نحو المدينة، وفقا لشبكة “سكاي نيوز عربية”.
وكانت الفرقاطتان تتحركان بالقرب من شواطئ طرابلس بعد أن قامتا بإجلاء موظفين أجانب من القرية السياحية في منطقة جنزور غربي طرابلس.
يذكر أنه في 11 سبتمبر عام 2012، هاجمت مجموعة مسلحة في مدينة بنغازي السفارة الأمريكية بسبب نشر فيلم مسيء للرسول محمد، وقتلت السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز.
كلمة من مقر الإخوان
وألقى رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج، أمس السبت، كلمة أدان فيها هجوم قوات الجيش الوطني الليبي على العاصمة طرابلس، إلا أن الكلمة التي ألقاها تسببت في حالة من الجدل، إذ قال عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي إنها جاءت من على منصة “حزب العدالة والبناء” الذي يعد فرع جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية في ليبيا، وفقا لوكالة “سبوتنيك” الروسية.
أزمة ليبيا تتعقد حرب جوية بين الجيش الوطني وقوات الوفاق
https://youtu.be/P5lauVkOmi8
وفي الوقت الذي أكدت فيه “سبوتنيك” أنها لم تتمكن من صحة هذه المعلومات أو مكان إلقاء السراج كلمته، أشارت إلى أن النشطاء أعربوا عن استغرابهم من السبب في اختيار السراج هذه المنصة دون المنصات الأخرى في البلاد لتوجيه كلمة قوية لقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر.
ظهر اسم حزب “العدالة والتنمية” في الخلفية، بينما يوجه السراج هجومه ضد حفتر، وفي المقابل قال مغردون آخرون إن الجملة المكتوبة هي “ليبيا معًا نحو المصالحة والبناء”.
وهاجم السراج، حفتر، في كلمته، واصفا تحركات الأخير صوب العاصمة الليبية طرابلس بـ”الانقلاب”، مؤكدا أن ذلك “لن يجد منا إلا الحزم والقوة”.
وأضاف: “إننا أصدرنا التعليمات وأعلنّا حالة النفير العام للقوات المسلحة الليبية والأجهزة الأمنية، بالتعامل مع أي تهديد من شأنه السعي لزعزعة الاستقرار وترويع الآمنين”.