بقلم -مصطفى سبتة
مـــــازلـــــــــت أنتِ كـــــما الشـــروقٍ بهـيا
لكــــــأنَ فــــــــــــيكِ نـــــفائـــحٌ حُــوْرِيَــا
لما لمـــــحتـكِ تركـــــضيـــن بـــجانـــــبي
صار الهـــوا فـــــي الحـــــال فِــــرْدَوْسِيَــا
وكـــــأن بسمـــتك الجمــــيــــلة إذ بــدت
بــــرق يـــلوح علـى الســـــــماء عــشيـــا
فيك الجمــــال ومـــــنك يا قمرا بـــــدت
مــــــنه اللـــًــــــــيالي حلـــــوة ورديـــــا
لكـــــأن نورك حـــين تمــــــشي جانبــي
شمـــــس تجــــلت في مدى الأرضــــــيا
لــما يفــــوح عبـــــيــــر زفرتكـــم هنــــا
يحــــيى الوجــــــــــود بأســـره فُـــلِيّـــا
أنا قــــد سكرت أمــــام خطوك عـنـــدما
خَلـــــقت عـــــيونك في الـفــــؤاد دويــا
لــــن أفتــــري إن قلــــتُ أنكِ داخلــــي
مذ كنتُ فـــي الأزل الـــــبـعيد خفـــــيـا
لما ابتسمت لــــي انجـلت عـــن خــافقي
كل المشـــــــاكل والهـموم ســـــــــــــويا
وكأن صوتـــك إذ ينـــــادي : يا فـــتــــى
أدلــــى بقـــلــــــبي رعشــــة شللـــــــــيا
أنا لم أقـــل إنــــي عشــــــقتك في الدنا
بل كنت روحـــي فـــي المـــدى الأزلـــيا
أقســـمت أنــي عـــندما صــافحــــــتِني
أصبـــحتُ في وهـــج الذهــول حفـــــيا
عـــقدٌ مـضى لـــكـنَ مــا هــــو داخلـــي
لا زال يـــا بنــــــــت الجـــمـــال صـــبـيا
حـــتى الملامـــح نفســـــها مــا غــيـرت
فيهــــا الســنــــــون إشــــــارة مــــرئيــا
لا زال وجــــهك مثـــــــلـــما خــليتــــــه
وقــــــــت الطــفـــولة باســما ومـضــيــا
لا زلـــت أنـــت كــــــما خلـــقت أمــــيرة
لـــك فــــي فــــؤادي جنـــــة ذهــــبـيــا
ســـــأظـل للـــرمــــق الأخيـــــر مــــرددا
أن لـــــــــن أكـــلـم بـعـدكــــم إنســـــيـا