كتبت أميرة عبد الله:
صديقي المعاتب، سلام عليك حتى يبلغ رضاك عني أعلى المراتب، ثم السلام علي حتى تجف أحباري، وتبكيني المكاتب.
وبعد:
فالعبرة مهراقة، والنظرة مشتاقة، والنفس تواقة، والقلب الذي كان بالأمس آهلا مأنوسا، أصبح اليوم خرابا متعوسا، والبهجة التي كانت خليلا يعانقي، أضحت كخليط يزايلني، ولست قيسية البكاء على الأطلال ك”قفا نبك”، ولا نابغية الاعتذار ك”لا تتركني بالوعيد”؛ ولكنني أميرة إحساس صادق لا يحتاج إلى قوالب “زهيرية” منقحة تحمله إليك؛ إنما هو معنى في ذاته يصل إلى قلبك متى أرسله قلبي من دون واسطة، ومالي أبحث عن واسطة وقد كنت قبلا أحدثك حديث الروح إلى الروح، أوبعد التلاقي وساط؟!!!
لعمرك إنني متهالك، ما عدت أبالي برائح أو غاد، وأخوض مع نفسي أعوج المسالك، ولولا قدرك ما كلمتك، فويحك كلما سألتك معذرة وقربا؛ لم تزل تعاتبني وتصب اللوم على رأسي صبا صبا!!
صديقك…
والسلام…
بنت النيل
زر الذهاب إلى الأعلى