“الوطن للمواطن ”
بقلم /إيمان نسيم
تسعى القيادة السياسية وكل أجهزة الدولة سعياً حثيثاً فى البناء والتنمية
فى شتى المجالات للأرتقاء بالوطن وتحسين حال المواطنين.
ولكن النجاحات فى مجال الأقتصاد وبناء الدولة وحده لا يكفى ،فنحن
بحاجة ماسة لبناء مواطن سوى ،ملئ بالطاقة الإيجابية ،مُقدم على الحياة
،حتى يستطيع الاسهام فى البناء.
فما فائدة البناء لمواطنين يائسين
يحيون وهم يتنفسون الموت فى صورة ملل ورتابة وضغوط عصبية ،قد تؤدى
الى تفكك أسري ومعدلات طلاق مرتفعة.
كما ان مصر تتصدر مراكز عُليا فى
ارتكاب جرائم العنف الأسري ، والأولى عربياً فى ارتفاع معدل الانتحار ..فنحن
شعب يفتقد ثقافة الحياة والاستمتاع بها بالطرق الصحيحة ..نفتقد رفاهية
الترفية لأنها اصبحت مُكلفة .
وهنا يتبادر ألى أذهاننا تساؤل :ما هو دور وزارة الثقافة ،ومدى تأثيرها فى
الشخصية المصريةالبائسة؟!
وأين الفولكلور المصري الشعبى وما
سبب اندثاره؟
ولماذا لا يوجد مسرحيات على خشبة
المسارح القومية لجذب الشباب وبعث روح الأمل فيهم؟
لماذا لا ترعى الوزارة مهرجانات
فلكلورية تجوب الشوارع فى بعض الأماكن التى تصلح لذلك ،لبعث الفرحة
فى النفوس وتجديد الطاقة للعمل وأستعادة النشاط، أسوة بالدول
الأسيوية والأوروبية .
لماذا لا تقوم دور الثقافة بدورها فى نشر الثقافة وجذب الأطفال والشباب
لحب القراءة والتثقيف الذاتى ،وأقامة المسابقات فى المعلومات الثقافية .
لماذا لا تجتذب المواهب الشابة وتكوين فرق مسرحية وطربية فى كل محافظة
وقرية وتصبح منفذ لنشر البهجة بين الأسر والعائلات ..
كيف نبنى فرداً سوياً يشع بالطاقة
الإيجابية ،ويكون فرداً عاملاً ونافعاً بالمجتمع وهو يعيش فى ضغوط مادية
وحياتية دون اى شكل من أشكال الترفية التى يستطيع أليها سبيلاً
..فأسعار تذاكر المسارح الخاصة ،اصبحت لشريحة بعينها ولا يستطيع الجميع الحصول عليها.
فما المانع من أن تقوم وزارة الثقافة بدور وزارة السعادة للمواطن المصري
البائس ،وان تبحث عن كل طريقة لأسعاده وبعث البهجة فى نفسه التى
يُعشش بها الأكتئاب .
زر الذهاب إلى الأعلى