الوطن
بقلم /أشرف فوزى
عرف الوطن في معاجم اللغة العربية بأنه
اسم مشتق من الفعل الثلاثي وَطَن أي
أقام وسكن، فنقول: وطن فلان بالمكان
أي اتخذه موطنًا وأقام فيه، وأما الوطن
اصطلاحًا فيختلف مفهومه من إنسان إلى
آخر حسب الشعور المترتب على هذا
المفهوم، فهناك مَن يعتقد أن الوطن
يختص بشخص الحاكم الذي له حق فردي
بالأرض والتاريخ والشعب معًا، وكل
المنتفعين من الحاكم يعتقدون أنهم يحبون الوطن بيد أنهم في حقيقة الأمر يحبون المنفعة التي اختصهم الحاكم بها، مما جعلهم يختزلون الوطن بذات الحاكم فحسب، وهناك فئة على النقيض الآخر من تعرضوا للظلم والاضطهاد يكرهون الحاكم وبالتالي يكرهون الوطن نكايةً به؛ ومفهوم الوطن لبعض الحكام وأصحاب النفاذ هو شعب يحتاج إلى قيادة وإدارة، وأما الوطن في حقيقة الأمر فهو المكان الذي يقيم فيه الإنسان منذ ولادته، وهو أقرب ما يكون إلى النفس، ويرتبط بالشعب ارتباطًا تاريخيًا طويلًا فهو الهوية، والتراث، وهو الماضي والحاضر والغد، وهو الكرامة والفخر، وهو تاريخ النضال المشرف، ولا شك أن له أهمية كبيرة في نفس الإنسان، سنتحدث عنها
إن مسألة حب الوطن لها أبعاد ودلالات نبيلة بعيدة كل البعد عن الأقول والشعارات الرنانة، أو رفع الأعلام وترديد الأناشيد في المناسبات الوطنية، فالحب ينشأ منذ الصغر ويكبر مع القيم والأخلاق فيتحول إلى عمل وجهد وعطاء حقيقي وصادق يساهم في رفعة الوطن، ونهضته ثقافيًا واقتصاديًا وسياسيًا، فحب الوطن يعني احترام القوانين، والمحافظة على المال العام، والحفاظ على الشوارع، فالمنطق يرفض الاقتناع بشخص يردد الأشعار الوطنية ويرمي أعقاب السجائر على الأرض في الوقت نفسه، أو ينشر التطرف والفتنة، أو يسكت عن كل ما يسيئ لهذا الوطن ويمس كرامته، فحب الوطن يتطلب بالضرورة اعتباره بيتًا حقيقيًا، وكل من لا يحمل المشاعر الفياضة السامية تجاه وطنه فقد لا يتوانى عن المتاجرة به في أسواق العمالة والارتزاق، ولا يتردد لحظة في التفريط فيه مقابل ثمن بخس، وتجدر الإشارة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم خاطب مكة المكرمة مودعًا فقال: “ما أطيبَكِ مِنْ بَلَدٍ، وأحبَّكِ إليَّ، ولولا أنَّ قومي أخرجوني مِنكِ ما سكنتُ غيرَك” [رواه الترمذي|
يجب علينا حمايته والدفاع عنه من كيد الأعداء.
الحفاظ على ثرواته وممتلكاته العامة وآثاره الحضارية من التخريب والدمار.
الالتزام بالقوانين والأنظمة.
إنشاء المشاريع الإنتاجية الاستتثمارية بما يعود بالنفع على الوطن وأبنائه معًا، وهذا واجب منوط بالأغنياء ورجال الأعمال.
المشاركة في العمل التطوعي في سبيل خدمة المسنين، ومساعدة الفقراء، وهذا دور منوط بالشباب.
التصدي لكل مَن يحاول زعزعة أمن الوطن أو تشويه صورته.
التعلم من أجل الوصول إلى المراتب العليا وخدمة الوطن والعمل لنهضته.
الإخلاص للوطن وعدم االانسياق مع العملاء أو الأعداء.
غرس قيم الولاء والانتماء في الأولاد والجيل الصاعد.
تتعدّد صور حبّ الوطن، وتأخذ أشكالاً مختلفة، :احترام قوانين الوطن.
حماية أرض الوطن، وسمائه، ومائه، وترابه، وجميع مرافقه.
محبة الأهل والأخوة من أهل الوطن الواحد، وبالتالي هم جزء من الوطن.
التضامن والتكافل بين أبناء الوطن الواحد.
الشكر على نعمة الوطن، فهي من أعظم النعم التي تستوجب الشكر.
خدمة الوطن من خلال الأعمال النافعة والصالحة، حيث يقول أحمد شوقي:
وللأوطانِ في دمِ كلِّ حرٍّ
يدٌ سلفت ودين مستحق
تغنت سيدة الغناء العربي ام كلثوم
طوف بجنة ربنا ببلادنا وأتفرج وشوف
ضفتين بيقولوا اهلا والنخيل شامخ صفوف
وابتسامة شمسنا أجمل تحية للضيوف
والنسيم يرقص بموج النيل على الناي والدفوف
طوف وشوف
شوف هنا جنب المصانع والمداخن والزحام
الغيطان إلي اخرها المدنه وأبراج الحمام
والسواقي اللى ما نامت ليله من كام الف عام
شوف جمال الريف وآمن بالمحبة والسلام
طوف وشوف
شوف اثار أجيال ملو الدنيا حضارة وابتكار
علموا قلب الحجر يوصف معارك الانتصار
علموه يبقى سفير الدهر ليهم بالفخار
كان نهار الدنيا ما طلعشي وهنا عز النهار
طوف وشوف
كل دي كانت كنوز الماضي شوف حاضر بلادي
شوف كنوز الثورة فيها والمواهب والأيادي
اللى بيهم سدنا يعلا وفيض الله يزيد
يزحفوا بالميه تخلق م العدم عالم جديد
يكشف سر الصحارى يصهروا عزم الحديد
يوصلوا الدنيا بقنالنا من هنا من بور سعيد
طوف وشوف
الجنود اللى بيحموا مجدنا من كل عادي
الصفوف اللى يبنوا بعزمهم نهضة بلادي
اللى خطوتهم تبوسها ارضنا وتقول ولادي
نادوا بالحرية قام الشعب وأتحدى المحال
والأمل اصبح عمل والخيال اصبح نضال
فعلا
كان نهار الدنيا ما طلعش وهنا عز
النهار
أنها مصر
تحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر
زر الذهاب إلى الأعلى