النهي عن عبادة الشيطان
كتب / السيد سليم
مازال الحوار قائم بين إبراهيم وأبيه ويتلطّف نبي الله في دعوته لأبيه ولايزال يكره ياابت يابت أسلوب استهداف ومحاولة إنقاذ لأبيه من عبادة الأصنام والتي لاتيني من الله شي وبين إبراهيم إنه قد جاءه من العلم مالم يأتي أبيه
فلم يدعي العلم المطلق..ولم يصف أباه بالجهل المطلق
ثم ينتقل الي مرحلة اخرة في ااحوار
﴿يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا﴾ إلى آخر الآيتين الوثنيون يرون وجود الجن – وإبليس من الجن – ويعبدون أصنامهم كما يعبدون أصنام الملائكة والقديسين من البشر، غير أنه ليس المراد بالنهي النهي عن العبادة بهذا المعنى .
فالنهي عن عبادة الشيطان نهي عن طاعته فيما يأمر به ومما يأمر به عبادة غير الله.
لما دعاه إلى اتباعه ليهديه إلى صراط سوي أراد أن يحرضه على الاتباع باقلاعه عما هو عليه فنبهه على أن عبادة الأصنام ليست مجرد لغو لا يضر ولا ينفع بل هي في معرض أن تورد صاحبها مورد الهلاك وتدخله تحت ولاية الشيطان التي لا مطمع بعدها في صلاح وفلاح ولا رجاء لسلامة وسعادة.
من عبادتها –
والمستحق للعبادة هو الله سبحانه لكونه رحمانا تنتهي إليه كل رحمة – والتقرب إليها إنما هي من الشيطان وتسويله، والشيطان عصي للرحمن لا يأمر بشيء فيه رضاه وإنما يوسوس بما فيه معصيته المؤدية إلى عذابه وسخطه والعكوف على معصيته فمعنى الآيتين – والله أعلم – يا أبت لا تطع الشيطان فيما يأمرك به من عبادة الأصنام لأن الشيطان عصي مقيم على معصية الله الذي هو مصدر كل رحمة .
وثانيا:
وجه تبديل اسم الجلالة من وصف الرحمن في موضعين فإن لوصف الرحمة المطلقة دخلا في الحكمين فإن كونه تعالى مصدرا لكل رحمة ونعمة هو الموجب لقبح الإصرار على معصيته والمصحح للنهي عن طاعة من يقيم على عصيانه،.
وثالثا
أن المراد بالعذاب هو الخذلان والله تعالي اعلم