الماضي الحزين واليأس
الماضي الحزين واليأس
بقلم مصطفى سبتة
يَمضي بِلَونِ اللَّيلِ بَينَ سَرائِري
كَالمِنجَلِ النَّارِيِّ يَحصُدُ رَاحي
يَجتَاحُ أَشلائي وَيَعصِرُ خَافِقي
يَسقيني مَوتَاً مُزهِقاً أَفراحي
يَأتي بِغَمٍّ ، لايُراعي دَمعَةً
الخِنجَرُ المَسمُومُ ذَا ذَبَّاحي
لا يَسأَمُ الجَولاتَ في كَبِدٍ غَدَت
مِن حَرِّها بانَ اللَّظَى فَوَّاحي
هَيْجَاءُ أَعلَنَهَا تُقَتِّلُ مَا أَتَتْ
مِن كُلِّ صَوبٍ جَالبَاً أَتراحي
لا يَعرِفُ الإشراقَ لا نورٌ لَهُ
قَد سَلَّ سَيْفاً للسَكينَةِ ماحي
اليَأسُ عَجزٌ لَو خَلَدنا لِأَسرِهِ
ما أَبصَرَ المَحزونُ مِن أَصباحي
فاصرِف إلهي فَصلَ يأسٍ زارَنا
وابدِلهُ رَبّي بالربيعِ الصاحي
يا أنتَ يا ذاكَ البعيدُ بخافقي
لكنَّ أرضي ماحَظَت بِخُطاكا
يَكفيكَ هَجري يامُعَذِّبَ مُهجَتي
واللهِ قلبي ما حَوَى إلّاكا
هَل طابَ بُعدي هَل نَسيتَ مَوَدَّتي
قَد كُنتُ يَوماً أحتَمي بِسَماكا
لا تَقبَلِ الهجرانَ واترك دَربهُ
واقبِل إلى قلبي فَكُلّي فِداكا
هَل كانَ ذَنبي أنْ عَشِقتُكَ مِثلَما
يَعشَقُ طيراً في السماءِ حِراكا
كُن ماتشاءُ. فإنَّ قلبي لا يَرَى
إلّاكَ من. دونِ. الأنامِ مَلاكا