بقلم / خالد البليسى
الكرم كلمة إخترعها العرب كضمان
إجتماعي من الجوع عند التنقّل
في الصحراء ..
فكبروا الكلمة وأعطوها قدسية لتشرئب
أعناق الرعاع طلباً لفرصة تقديم الكرم
عند رؤية عابر السبيل طمعاً في رضاهم
عن أنفسهم و طمعاً في كسب
المحامد بين الناس ..
تأزم مفهوم الكرم لدى العرب بعد ذلك
و دخل إلى دهاليز التبذير والتفاخر ..
وانحصر مفهوم الكرم لديهم على
ذبح قرابين اللحم والشحم ..
الكرم ياسادة بمعناه الجميل ؛
أن تبتسم في وجه من بيدك مساعدته
وانت في موقع عملك .
الكرم أن تتكرم بوقتك وتتوقف عن
ما يشغلك، لتعطي ذلك الوقت لمن
يحتاجك في نصيحة، أو يحتاج
علمك، أو يحتاج فقط تعاطفك .
الكرم أن تنظر بعين القبول
والإستيعاب لمن يختلف عنك .
الكرم أن تمتد خصائص الكرم لديك
لتشمل الضعيف بشراً كان أو حيوان
الكرم سلوك كريم في الناس ..
قد يكون مجرد إيمائةً لطيفة …
أو كلمة ترفع معنويات أحدهم ,
أو إبتسامه أو مصلحة تقضيها لغيرك
الكرم أن لا تسرق الضعيف .
الكرم أن لا تفرض وصايتك على غيرك .
الكرم عالم آخر كبير و واسع جداً .
والعرب لا تعرف منه إلا تعبئة البطن ،
وبعد تعبئة البطن يختفي الكرم
لتكون صفة التعامل بينهم هي
الأنانية إلا من رحم ربي .
مفهوم عميق لسمة جاهلية أتى
الإسلام وهذّبها و إنحرفت عن
مسارها في الوقت الحاضر “
زر الذهاب إلى الأعلى