القوات الجوية المصرية ودورها الرئيسي بحرب اكتوبر ومواكبة التطور العلمي والحرب الالكترونية
القوات الجوية المصرية ودورها الرئيسي بحرب اكتوبر ومواكبة التطور العلمي والحرب الاليكترونية
الشرقية ” تامر فكرى
حرب اكتوبر المجيدة
في الثانية إلا خمس دقائق (بتوقيت القاهرة) أقلعت ما بين 212 و 227 مقاتلة
من 20 مطار وقاعدة جوية تطير علي ارتفاع منخفض تحت مستوى الرادار
متفادية جميع الدفاعات. سبقت مجموعات قاذفات القنابل مجموعات المقاتلات
بثوان قليلة حتى تشتبك مع المقاتلات الإسرائيلية قبل أن تضع مجموعة من
تشكيلات المقاتلات المصرية بجوار القاذفات لحمايتها عند تنفيذ مهامها. عبرت
جميع المقاتلات المصرية قناة السويس فيما لا يزيد عن دقيقتان ونصف حتى
تكتسب عنصر مفاجأة القوات الإسرائيلية متجه إلى 35 هدف. استمرت
الضربة الجوية الأولى 15 دقيقة تم فيها تدمير مركز القيادة الإسرائيلي في
أمرهم ومركز الإعاقة والشوشرة في جبل أم خشيب، و3 ممرات رئيسية
وأخرى فرعية في مطار المليز وبيرنمادا في سيناء. تم أيضًا تدمير 10 مواقع
بطريات صواريخ هوك إسرائيلية وموقعي مدفعية ميدان وعدة مراكز إرسال إسرائيلية.
بعد ذلك الهجوم تحول تركيز الطائرات المصرية إلى مساندة الدفاع الجوي
لمنع الطائرات الإسرائيلية من العبور إلى الجانب المصري من قناة السويس والتي تطير تحت مستوى الرادار.
بالرغم من كل تلك المتطلبات، قامت المقاتلات المصرية بعدة هجمات أخرى
من حين إلى حين بالمشاركة مع قاذفة القنابل الإستراتيجية توبوليف تي يو –
16 والتي أحدثت زعزعة كبيرة في الخطوط الخلفية للقوات الإسرائيلية. قامت
المقاتلات المصرية ” بالاشتراك مع المقاتلات ميراج الثالثة أي، التي تبرعت
بها ليبيا، بهجمات عميقة في العمق الإسرائيلي بسيناء.حصلت مصر أيضًا على
مساعدات (متعلقة بالطيران فقط) من الجزائر والتي كانت عبارة عن سرب
طائرات ميج 17، وسرب طائرات ميج 21 وسرب طائرات سوخوي، وسرب
طائرات هوكر هانتر من العراق. وحصلت أيضًا على 16 طيار من باكستان،
وقوة عسكرية كوبيّة تعدادها 1500 قطعة عسكرية شاملة طائراتهم
المروحية.مع ذلك فقد عبرت القوات الإسرائيلية إلى الضفة الشرقية بنقطة
تسمى ثغرة الدفرسوار بين الجيشين المصريين الثاني والثالث الميدانيان
ودمرت قواعد صواريخ سام التابعة لقوات الدفاع الجوي، لكنها اضطرت إلى
التراجع نتيجة تهديد الاتحاد السوفييتي بالتدخل، فعملت اتفاقية وقف إطلاق
النار مع مصر.
كانت معظم اشتباكات طائرات الميج المصرية (بجميع أنواعها) مع طائرات
نيشر ولم يكن للطائرات الإسرائيلية حرية الحركة كما كان في حرب عام
1967 فقد تطورت القوات الجوية المصرية كثيرا وتعلمت تكتيكات كثيرة في
حرب الاستنزاف. حاولت القوات الجوية الإسرائيلية تدمير قواعد الطائرات
الكبيرة بدلتا النيل في كل من طنطا والمنصورة والصالحية لكي تحصل على
الأغلبية في المجال الجوي فتستطيع التغلب على القوات الأرضية المصرية،
ولكن الطائرات المصرية تصدت لها، وكان أكبر تصدى لها في مدينة
المنصورة في أكبر معركة جوية بعد الحرب العالمية الثانية في يوم 14 أكتوبر
الذي أصبح بعد ذلك عيد القوات الجوية المصرية السنوي. أطلقت إسرائيل في
معركة المنصورة الجوية غارة كبيرة الحجم تتكون من مائة طائرة مقاتلة من
نوع إف – 4 فانتوم الثانية وإيه – 4 سكاي هوك لتدمير قاعدة المنصورة
الجوية. استمرت المعركة طوال 53 دقيقة. طبقا لمصر فقد اشتبكت في تلك
المعركة 180 طائرة مقاتلة في نفس اللحظة والأغلبية تعود لإسرائيل.[48]
في الساعة العاشرة مساء (توقيت القاهرة المحلي) أذاع راديو القاهرة البلاغ رقم 39
والذي جاء فيه:
دارت اليوم عدة معارك جوية بين قواتنا الجوية وطائرات العدو التي حاولت
مهاجمة قواتنا ومطاراتنا وكان أعنفها المعركة التي دارت بعد ظهر اليوم فوق
شمال الدلتا. وقد دمرت خلالها للعدو 15 طائرة وأصيب لنا 3 طائرات.
كما تمكنت وسائل دفاعنا الجوي من إسقاط 29 طائرة للعدو منها طائراتا
هيليكوبتر. وبذلك يكون إجمالي خسائر العدو من الطائرات في المعارك اليوم 44 طائرة منها طائرتا هيليكوبتر.
على نفس الصعيد ادعى الراديو الإسرائيلي في اليوم التالي أن القوات الجوية
الإسرائيلية أسقطت 15 طائرة مقاتلة مصرية وتضائل هذا الرقم إلى سبعة مع
مضي الوقت. بعد الحرب والتدقيق والدراسة تبين أن نتائج معركة المنصورة الجوية الحقيقية كالتالي:
أسقطت 17 طائرة مقاتلة إسرائيلية بما فيها 7 طائرات ميج.
أسقطت 3 طائرات مقاتلة مصرية بالإضافة إلى تدمير طائرتان بسبب نفاذ الوقود منهما وعدم مقدرة طيارهما الرجوع للقاعدة الجوية، وأخرى ثالثة دمرت بعد مرورها وسط حطام طائرة فانتوم متطاير والتي أسقطت بواسطة تلك الطائرة.
مقال تفصيلي :المناوشات المصرية الليبية
مقاتلة ميج 21 مصرية في مناورات النجم الساطع 82.
بعد اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل، قاطعت الدول العربية مصر احتجاجًا على المعاهدة، فقامت بعض المناوشات بين مصر وليبيا.[51]
في 21 يونيو 1977، كرد على القصف الليبي لمدينة السلوم المصرية، قام سربان مصريان من طائرات سوخوي سو – 20 وميج 21 بمهاجمة قواعد عسكرية في شرق ليبيا، مما أدى إلى تدميرها. كما هاجم الطيران المصري أيضًا قاعدة جوية رئيسية بالقرب من بنغازي ثاني أكبر مدن ليبيا وموقع صاروخي ليبي.
في 22 يونيو هاجمت طائرات سوخوي سو – 20 وميج 21 المصرية القواعد
الليبية الجوية جنوب طبرق ونجحت الدفاعات الجوية الليبية من طراز سام-7
في إسقاط طائرة ميج 21 مصرية. لاحقًا في ذلك اليوم هاجمت الطائرات
المصرية المواقع العسكرية الليبية بواحة الكفرة، ونقلاً عن مصدر عسكري
مصري قد فوجئت المدافع الليبية الخاصة بالدفاع الجوي باستخدام المروحيات
المصرية لتكنولوجيا “ECM” وطبقًا لنفس المصدر العسكري فقد تم إسقاط
مظليين مصريين خلف الحدود الليبية.[52]
في 23 يونيو هاجمت الطائرات المصرية قاعدة العدم الجوية الليبية جنوب
طبرق، وتم استدعاء جميع المقاتلات الليبية إلى طبرق مما أدى إلى معارك
جوية عنيفة بين الطائرات المصرية والليبية. تم إسقاط بضع طائرات ليبية
حسب تقديرات الاذاعة الليبية، ثم نجحت الطائرات المصرية من الانسلال إلى
داخل ليبيا وتدمير قاعدة طبرق تدميرًا كاملاً. نجحت طائرات ليبية في قصف قاعدة مرسى مطروح الجوية المصرية لكنها لم تدمرها.
في 24 يونيو حاولت قوات جوية ليبية مهاجمة قواعد عسكرية مصرية
بالصحراء الغربية المصرية، لكن أغلبها أسقط ونقلاً عن وكالات الأنباء
المصرية نجحت القوات الجوية المصرية في تدمير ثكنات جنود ليبيين على بعد 35 كيلومتر من الحدود المصرية الليبية.
وفي إحدى هذه المناوشات اشتبكت طائرتا ميج تابعتان للقوات الجوية الليبية
مع اثنتان أخرتان تابعتان للقوات الجوية المصرية. قامت إحدى الطائرات
الليبية بالمناورة مع طائرة مصرية، فأسقطت أرضا وانسحبت الطائرة الليبية الأخرى.
مناورات النجم الساطع
:النجم الساطع
تعتبر مناورات النجم الساطع أكبر تدريب متعدد الجنسيات في العالم، ويقام في
مصر كل عامين، ويُشارك فيها كل عام قرابة 43 ألف جندي مصري. بدأت
تلك المناورات عام 1980 كعملية تدريب ثنائية بين القوات المسلحة الأمريكية
والجيش المصري بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد في سنة 1979، ثم توسعت
وشملت عدة دول بالإضافة إلى مصر والولايات المتحدة. وشاركت ثلاث دول
عربية بقوات الأمن، وست من دول حلف شمالي الأطلسي بما فيها ألمانيا. ولقد دعيت ثلاث وثلاثون دولة بما فيها الصين وأوزبكستان وكازاخستان وروسيا
والهند وباكستان وفرنسا وبريطانيا واليونان وتركيا وألمانيا وإيطاليا والكويت واليمن والأردن وسورية، وتسعى دول أفريقية لإرسال مراقبين.
التطوير
مروحية مصرية سي إتش – 47 شينوك.
مع بداية عام 1982 بدأت القوات الجوية المصرية الحصول على المقاتلات إف 16 طبقًا لمعاهدة كامب ديفيد من الولايات المتحدة الأمريكية، وفي عام
1986 حصلت على المقاتلات ميراج 2000 ورُخّص لها بتصنيعها في
مصر. كان الإنتاج الأول منها يتكون من 20 طائرة مقاتلة وفقدت واحدة منها
في إحدى عمليات التدريب. ثم حصلت مصر أيضًا على رخصة تصنيع
الطائرات ألفا جت، والطائرات التدريبية إيه إم بي 312 توكانو.
كانت معاهدة كامب ديفيد السبب في تطوير القوات الجوية المصرية. فبدأت القوات الجوية المصرية الاعتماد على الطائرات الأمريكية والفرنسية وبعض الطائرات الصينية. بإضافة تلك الطائرات الجديدة إلى مخزونها أضحت القوات الجوية المصرية متمتعة بتكوين مثير للاهتمام.
في عام 1987 دخلت الخدمة طائرات الإنذار المبكر إي – 2 هوك آي،[54] ذات التحدثات المتقدمة من رادارات “AN/APS-145”. طورت القوات الجوية المصرية أيضًا الطائرات إف 16 لتسمح لها بإطلاق صاروخ حربون مضاد للسفن.[55]
حصلت مصر أيضا على المروحية المقاتلة أباتشي والتي طورت لاحقًا إلى طرازات أحدث،[56] كذلك طورت طائراتها المروحية من نوع سى إتش – 47 شينوك. استبدلت البحرية المصرية مؤخرًا مروحياتها “إس إتش 3″ و”إس إيه 342″ و”غزال” بالمروحية إس إتش 2 الأحدث طرازًا، كذلك طلبت 68 طائرة تدريبية من نوع جي 115، و 120 من نوع جاي إل 8 (بالإنجليزية: Hongdu JL-8) لا يزال توريدها مستمرًا حتى الآن.[57]
طائرة إف – 16 فالكون مصرية.
في أواخر التسعينات، أعرب الفريقأحمد شفيق عن طموحات القوات الجوية
المصرية للقرن الحادي والعشرين. تأمل القوات الجوية المصرية أن تحصل
على التكنولوجيا الحديثة التي تحتاجها لردع أي عدوان، ومساعدة حلفائها،
وحماية الأمن القومي المصري. وتشتمل هذة التكنولوجيا على نظم الاستطلاع
الجوي الفضائي، ونظم القيادة والسيطرة المحمولة جوًا، بالإضافة إلى الجيل القادم من الطائرات المقاتلة المتطورة، وإمكانيات إعادة ملأ الوقود بالجو، وطائرات النقل الحديث وطائرات جاي إف -17.
في عام 2002، طلبت مصر طائرات إف-15 إيه من الولايات المتحدة، فتحركت إسرائيل فورًا لقطع الطريق على تلك الصفقة، مشيرة إلى أن في جميع التدريبات العسكرية الحديثة المصرية كانت إسرائيل العدو فيها. في
البداية لم توافق الولايات المتحدة على طلب إسرائيل لفرض حظر هذة الطائرات على مصر، ولكن في النهاية وافقت على فرض الحظر لأن إسرائيل قدمت بعض الأدلة على أنها العدو الأساسي للتدريبات العسكرية المصرية.
[58][59] في 6 نوفمبر عام 2006، بدأت مصر محادثات مع شركة ميكويان لإمكانية بيع طائرات ميج 29 لمصر. وفي عام 2007، قامت مصر بدراساتأكثر لشراء دفعة كبيرة من ذلك الطراز، وتمت الموافقة على تلك الصفقة سعيًا من روسيا لإستعادة مصر كحليفة لها في المنطقة.
الحرب الإلكترونية
عام 1982 بعد رصد القوات الجوية المصرية أداء القوات الجوية الإسرائيلية
في حرب لبنان لاحظت أهمية الحرب الإلكترونية والطائرات بدون طيار، لذلك
بدأت برنامج كبير لإدخال أسلحة الحرب الإلكترونية المتقدمة في كيانها.
البداية كانت بشراء طائرتين سي 130 هيركوليز مصممتين خصيصًا لعمليات جمع المعلومات الاستخبارية. ثم أدخلت الطائرات بدون طيار من نوع تيليدين
ريان سكراب طراز 324 المصصمة خصيصا لها.[63] امتلكت القوات
الجوية 56 طائرة من ذلك النوع، واستخدمت أيضًا الطائرات بدون طيار
المصغرة محلية التطوير نوع سكاي آي،[64] وتمتلك القوات الجوية المصرية
48 طائرة منها.[65] كذلك تمّ استقدام نظامين للطائرات بدون طيار من نوع
كامكوبتر لكي تستخدمهما البحرية المصرية في صفقة قيمتها 4.5 مليون دولار
أمريكي، كل نظام منها يحتوي على طائرتين بدون طيار.[66]
تستخدم القوات الجوية المصرية الطائرات بدون طيار في عمليات الاستطلاع
ومراقبة الحدود والحرب الإلكترونية. والجدير بالذكر أنه في أبريل 2007
أطلقت مصر القمر الصناعي إجيبت سات – 1 للاستشعار عن بعد،
[67] والذي تدور حوله الشكوك في أنه يستخدم لعمليات التجسس والحرب الإلكترونية.